1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

هجرة الأدمغة العراقية

٢٢ يونيو ٢٠٠٦

منذ قيام الدولة العراقية الحديثة استمر نزيف الأدمغة بوتائر متصاعدة وصلت اليوم الى مديات خطيرة تهدد مستقبل الحضارة في هذا البلد.

https://p.dw.com/p/8f6h
متى يعود هؤلاء الى بلادهم؟صورة من: AP

نزيف الأدمغة العراقية الذي بدأ منذ سقوط الأمبراطورية العثمانية في مطلع القرن العشرين تصاعد وأشتد خلال الأعوام الأربعين الأخيرة ليشكل نزيفا مستمرا يخسر فيه العراق كفاءات يمكنها أن تبني بلدا متحضرا يلتحق بركب العالم المتقدم ويخرج العراق من وصف ( العالم الثالث) المهين.

Student Abushev Uni Eichstätt
بحث طلبة العراق عن جامعات خارج البلادصورة من: dpa

ليس العراق وحده من يعاني من هذه الهجرة الضارة اذا صح التعبير، فالعالم الثالث بأكمله يعاني منها ، هذه الهجرة تعني عمليا أن الكفاءات التي بذلت مجتمعات العالم الثالث جهودا كبيرة وأموالا وفيرة وزمنا لا يستهان به ( منذ الدراسة الأبتدائية وحتى أتمام الدراسة الجامعية والتخصص أي نحو 20 عاما ) ، كل هذا الزمن والأنفاق ينتهي بأن يهاجر المتخصص عند اول فرصة تتاح له ولا يفكر بالعودة بل يسعى للحصول على جنسية المهجر ليطمئن على مستقبله ومستقبل عائلته.

Anschlag in Bagdad
خسارة الأدمغة المهاجرة هي خسارة لا يمكن تعويضهاصورة من: AP

الوزير والنائب السابق قادر عزيز محمد أمين أكد أن عدم الأستقرار السياسي في العراق هو واحد من أهم اسباب هجرة العقول على مدى العقود الأربع الأخيرة

( اضغط للأستماع: قادر عزيز محمد أمين : السياسة هي المحور الذي تدور حوله المشكلة)

فيما تطرق الدكتورصباح قدوري استاذ الأقتصاد في المدرسة العليا للأنتاج في اودينسه بالدانمارك الى اسباب اخرى لهذه الهجرة مؤكدا أن الحاجة الى اجواء علمية تحتضن الكفاءات هي من الأسباب المهمة التي تدفع العقول الى الهجرة

( اضغط للأستماع : صباح قدوري : تلعب العوامل الأقتصادية دورا مهما في هذا الموضوع)

Neue Währung für den Irak, Mosul, Mann erhält neues Geld
قد تكون الاسباب الاقتصادية من الدوافع الاسياسية لترك هؤلاء لبلادهمصورة من: AP

وتحدث البروفسور غونتر ماير رئيس الرابطة الأوروبية لدراسات الشرق الأوسط عن نوع من هجرة العقول المؤقتة التي تحدث في المانيا معتبرا ذلك مظهرا لتلاقح الحضارات وجانيا ايجابيا من جوانب العولمة

( اضغط للأستماع: غونتر ماير: %15 فقط من الكفاءات العليا ذات الأختصاص النادر تفضل الهجرة الدائمة من المانيا)

وغطت تقارير محمد الخفاجي من بغداد ونهلة طاهر من بون اراء العراقيين المعنيين بهذا الموضوع

( اضغط للأستماع : تقرير محمد الخفاجي من بغداد : الأرهاب هو الذي يسعى الى طرد الكفاءات العلمية من العراق)

( اضغط للأستماع : تقرير نهلة طاهر : هناك جوانب ايجابية في هجرة العقول)

وخلص البرنامج الى القول أن خسارة الأدمغة المهاجرة هي خسارة لا يمكن تعويضها وهي خسارة أكثر من مضاعفة ، وأن مسؤولية الجميع معالجة هذا النزيف ، كما أن على العقول المهاجرة نفسها أن تتصدر عملية التغيير ولا تترفع عن المجتمع بل تسعى أن تكون جزا منه لتتمكن من اصلاحه.