1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

هل يميل النظام المدرسي الألماني الى الانتقائية فعلا؟

مانية عبيد٢٧ مايو ٢٠٠٦

بعد حوادث العنف التي شهدتها مؤخرا بعض مدارس برلين التي يغلب على طلابها الأصول الأجنبية، دعت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الى عقد مؤتمر اندماج عالي المستوى لتحديد لمسؤوليات والواجبات.

https://p.dw.com/p/8Nh4
المستشارة الالمانية تولي اهتمامها لحصول المرأة ايا كان اصلها على فرصتها في التعليم (صورة من الأرشيف)صورة من: picture-alliance/ dpa/dpaweb

أصبحت مشاكل تعليم المهاجرين واندماجهم في المجتمع الألماني من أهم القضايا الاجتماعية على الساحة الألمانية في الوقت الحاضر. وللتعاطي مع هذه القضية الشائكة اقترحت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل حينذاك عقد مؤتمر عالي المستوى تناقش فيه مشاكل المهاجرين وطرق دمجهم بالمجتمع. ويتفق جميع السياسيين على ان أي طالب موهوب بغض النظر عن أصله له الحق في أخذ فرصته في التعليم ودخول الجامعة. جاءت هذه التصريحات بعد أحداث العنف التي شهدتها إحدى مدارس برلين والتي تعتبر حسب النظام التعليمي الألماني مدرسة متوسطة لا تؤهل شهادتها لدخول أي جامعة. وقد تطلب الأمر آنذاك استدعاء رجال الشرطة لتدارك المشكلة مع العلم أن 80%من طلاب هذه المدرسة هم مسلمون من أصول مهاجرة.

أصل العائلة يحدد مستوى الدراسة

Computerschule in der Türkei
النظام الدراسي الألماني يظلم الطلاب المهاجرينصورة من: AP

يقول هاينز بيتر مايدنغر رئيس رابطة علماء اللغة الألمان:" الطلاب الذين ينتمون في ألمانيا الى أسر غنية ومقتدرة هم الذين يملكون الفرصة الأكبر للحصول على البكالوريا التي تُعد بطاقة عبور للتعليم العالي. وتلعب في الدول الصناعية عموما أصول العائلات وخلفياتها دورا مهما في امكانية الحصول على فرص تعليم جيدة. ولا يتعلق الموضوع بالنظام التعليمي وحسب، ففي ألمانيا هناك مشاكل هائلة تتعلق بقضية اندماج المهاجرين في المجتمع". وفي الخمسينات من القرن الماضي وبعد انتهاء الحرب كانت ألمانيا بحاجة الى من يُحدث فيها معجزة اقتصادية لتستعيد نشاطها وحيويتها. ولم تكن تحتاج الى العقول بل الى الأيدي العاملة الأجنبية. وكان معظمهم من الأتراك الذين لم يرغبوا بعدها في العودة الى ديارهم.

ضعف النظام التعليمي والفقر هما أساس المشكلة

Schulklasse in China
لتحسين المستوى التعليمي يجب توفير الظروف المناسبة للتعليمصورة من: AP

ويعلق كلاوس بادي البروفسور في معهد لأبحاث تتعلق بالمهاجرين في جامعة اوسنابروك على الموضوع قائلا:" لقد بدأت ألمانيا بالتعامل مع هذه المشاكل بشكل حقيقي وفعال في وقت متأخر، فنحن نجد هنا أشخاصا مختلفي الأصول والأعراق، والقليل منا يعمل على مساعدتهم في الاندماج، مع أنهم هنا منذ أجيال عديدة. وأعتقد أن المشكلة الأساسية للاندماج تكمن في الفقر وضعف النظام التعليمي". ويضيف بادي:" لحل المشكلة بشكل جدي يجب البدء في تحسين مستوى النظام التعليمي، لذلك نحن نحتاج الى المزيد من المدرسين والى تقليل عدد الطلاب في الصف الواحد لنحصل على مستوى تعليمي جيد. ويجب علينا أن نطرد من عقولنا فكرة أنه اذا أردنا حل المشكلة يجب علينا ان نتخلص من هؤلاء الطلاب".

الأهل يتحملون جزءا من المسؤولية

تقوم معظم المدارس الألمانية بإرسال الأطفال الى بيوتهم بعد فترة الغداء. ويتوقع المدرسون من الأهل أن يرعوا أطفالهم ويهتموا بتعليمهم ومتابعة مستواهم الدراسي في البيت. وهناك يبرز دور الأهل، فالطالب الذي يتمتع أهله بقدر كاف من التعليم، يحصل على اهتمام يضمن له تحسين مستواه ومتابعته بشكل مستمر. حتى لو كان مستوى الطالب متوسط فعند تدخل الأهل تصبح فرصته للحصول على الشهادة الثانوية التي تؤهله لدخول الجامعة أكبر من الطالب النبيه الذي ينتمي الى عائلة فقيرة غير متعلمة من المهاجرين.

SOS Kinderdorf in Gambia
الأهل يتحملون مسؤولية تعليم أطفالهم أيضاصورة من: dpa

وفي هذا السياق تقول باربرا بروسه مدرسة في مدرسة ابتدائية في بون: "هناك العديد من الطلاب الذين لا يلقون أي اهتمام من قبل الأهل، ومن الناحية الأخرى هناك أهل يحرصون على متابعة أولادهم باستمرار لضمان حصولهم على الشهادة الثانوية ومن ثم الالتحاق بالجامعة". وقد يشكل الأهل أحيانا عائقا أمام تطور ابنهم الذي يتمتع بقدرات جيدة. فهم مع مستوى تعليمهم المتدني لا يستطيعون فهم رغبات وميول أولادهم. وهناك فقط ما نسبته 36 بالمئة من أطفال المهاجرين الذين يستطيعون الحصول على الشهادة الثانوية وبالتالي الالتحاق بالجامعة التي يريدون. ويقول مايدنغر: "هناك بعض العائلات التي تعارض إرسال بناتها للمدارس وإذا سألتهم عن السبب يجيبوك: ما حاجة الفتاة للتعليم؟"

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد