1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

وجهة نظر: لعبة غير لائقة حول الحريري

راينر زوليش
٢٢ نوفمبر ٢٠١٧

بعد ثلاثة أسابيع عاد رئيس الحكومة اللبناني سعد الحريري إلى بلده بعد سفره عنه في ظروف غامضة. ويريد مراجعة قرار استقالته التي أعلنها من السعودية. راينر زوليش يشك في تعليقه التالي فيما إذا كانت الأزمة قد انتهت.

https://p.dw.com/p/2o5zy
Libanon Premier Hariri zeigt sich in Öffentlichkeit
صورة من: Reuters/M. Azakir

مسائية DW : ما تداعيات "تريث" الحريري في استقالته لبنانيا وإقليميا؟

إحدى القضايا المطروحة بقوة حالياً في الشرق الأوسط هي لماذا أعلن رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري استقالته قبل ثلاثة أسابيع بعد "هروب" دراماتيكي فجأة، وبالتحديد من السعودية؟ هل فعل ذلك بمحض إرادته بسبب القلق على بلده أو حتى خوفاً من اعتداء عليه شخصياً، كما ألمح إلى ذلك بصفة مبهمة؟ أو أنه أُجبر على الاستقالة من قبل "أصدقائه" السعوديين لبث الفوضى في لبنان وتقليص نفوذ ميليشيا حزب الله الممولة إيرانياً؟

ماذا تعني استقالة الحريري؟

ربما لن نتعرف أبداً على الحقيقة الكاملة، لكن الكثير يوحي بممارسة ضغط دبلوماسي بنجاح خلف الكواليس على السعودية وأطراف فاعلة آخرى. بلدان مثل مصر والقوة الاستعمارية السابقة فرنسا تدخلت على ما يبدو بذكاء كوسطاء، في الوقت الذي أثار فيه وزير الخارجية الألماني زيغمار غابرييل غضب السعوديين ضده باتهاماته العلنية.

Sollich Rainer Kommentarbild App
راينر زوليش

والآن عاد الحريري مجدداً إلى البلاد، لكن الوضع يبقى غامضاً. فقد قال الحريري بداية بأنه جمًد استقالته ويريد انتظار مشاورات إضافية. وبعدها بقليل أعلن أمام أنصار مهللين: "أنا باق معكم!" في الوقت الذي يترك فيه الأمر غير معروف هل يعني فقط في البلاد أم ربما كذلك في منصبه. وكيف ستقابل العربية السعودية الوضع وما إذا كانت تفرض شروطاً معينة.

غير أن عودة الحريري إلى بيروت خبر جيد. كما أنه من الإيجابي أن تعلن دولة أوروبية أخرى وهي قبرص عزمها التوسط. ولا يسعنا إلا أن نأمل في أن تنتهي بذلك اللعبة غير اللائقة حول الحريري. فهي تجعل لبنان يظهر في الرأي العام العالمي كدولة متحكم فيها عن بعد، وتنطوي على خطر تصعيد عسكري في حال لم تلتزم الأطراف المشاركة داخل البلاد وخارجها بانضباط كبير، لأن النزاع الحقيقي لم ينته بعد. ولا يمكن حله في لبنان وحده.

إيران والسعودية ـ القوتان الحاسمتان

إيران الشيعية والقوى المتحالفة معها مثل حزب الله تتطلع فعلاً إلى زيادة السلطة في لبنان وفي المنطقة ـ وليس هناك مكان آخر يمكن فيه معاينة ذلك بصفة أفضل مثل سوريا حيث تمكن الاثنان بالاشتراك مع روسيا تحقيق نصر عسكري لبشار الأسد ضد المتمردين السنة في غالبيتهم. القوة السنية السعودية تعتبر هذا تهديداً، وتريد تفادي توسع إضافي للتأثير الإيراني والشيعي في المنطقة بكل قوة.

والمملكة يقودها في هذه العملية ولي عهد شاب وصفه جهاز الاستخبارات الخارجية الألماني منذ نهاية 2015 في تقرير تم تمريره للصحافة بأنه يميل في السياسة الخارجية إلى الاندفاع والمغامرة. فالحرب العنيفة وغير المجدية التي يأمر محمد بن سلمان بشنها في اليمن، تؤكد صحة هذا التقييم.

النزاع لن يلقى الحل دون أن يجتمع الفاعلون الحقيقيون حول الطاولة: السعودية وإيران. كما جلس السني الحريري وحزب الله الشيعي قبل بداية الأزمة الحالية طوال سنين حول طاولة حكومة واحدة. والآن يتضح للعالم أن لبنان يحتفل الأربعاء (22 نوفمبر/ تشرين الثاني) بعودة الحريري والذكرى الـ 74 لاستقلاله الوطني. لكنه يبقى كرة في يد قوى خارجية.

راينر زوليش

بوادر أزمة بين ألمانيا والسعودية بسبب الحريري

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد