1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

ترشح بوتفليقة.. غليان افتراضي وترقب على أرض الواقع؟

إيمان ملوك
١١ فبراير ٢٠١٩

فور إعلانه ترشح الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة لولاية خامسة، انهال سيل من ردود الفعل على مواقع التواصل الاجتماعي. وكان الوضع الصحي للرئيس محط الانتقاد والتساؤل حول المصير، الذي يسير إليه البلد.

https://p.dw.com/p/3DAhH
Screenshot Twitter Account JohnHanaDahli
صورة من: Twitter/JohnHanaDahli

بعد شهور من التكهنات حول احتمالية ترشحه، حسم الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة الجدل، بعد الإعلان الرسمي لترشحه للانتخابات الرئاسية المقررة في الـ 18 أبريل/ نيسان المقبل. واستلم بوتفليقة حكم البلاد منذ عام 1999، ليكون بذلك أول رئيس يستمر في هذا المنصب لأربع ولايات في تاريخ البلاد. لكن بعد تعرضه عام 2013 إلى جلطة دماغية، أقعدته على كرسي متحرك، غاب الرئيس الجزائري عن المشهد العام واقتصر ظهوره الإعلامي في بعض المناسبات.

 الإعلان جاء عبر "رسالة للأمة"، نشرتها وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية، أعلن فيها بوتفليقة عن ترشحه لولاية خامسة وأشار الرئيس الجزائري أيضاً في رسالته هذه إلى مرضه وأنه" لن يشكل ذلك عائقاً له أمام إرادته الراسخة لخدمة وطنه". الإعلان الرسمي لترشحه  للانتخابات الرئاسية، في ظل وضعه الصحي هذا، خلق ردود فعل متباينة في الشارع الجزائري، وتحولت إلى حملة "رفض افتراضي"، كما وصفها الصحفي والكاتب الجزائري في صحيفة العربي الجديد، عثمان لحياني، في حديثه لـ DW عربية:" يمكن الحديث عن حملة رفض افتراضية شهدتها مواقع التواصل الاجتماعي وشكلت حالة من الصدمة بسبب ترشح الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة". وأضاف لحياني أن "الصدمة ليست بسبب الترشح في حد ذاته، لأنه دستورياً يحق له الترشح، ولكن بسبب وضعه الصحي وصعوبة أدائه لمهامه الدستورية ما شكل صدمة كبيرة لقطاع واسع من الجزائريين والفئات المثقفة".

"إهانة للشعب"

عبر عدد كبير من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي عن صدمتهم ورفضهم لترشح بوتفليقة لولاية خامسة واعتبروا ذلك  بمثابة "إهانة" للشعب الجزائري، كما كتبت إحدى الصفحات الجزائرية تحت اسم "قسنطينة اليوم" على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك". كما أن طريقة ترشح بوتفيلقة والإعلان عن ذلك عن طريقة "رسالة منسوبة إليه" كانت بحد ذاتها، محط  انتقاد و"سابقة تاريخية"، كما وصفها  الصحفي والمعلق الرياضي الجزائري حفيظ دراجي من خلال تغريدة له على حسابه على موقع "تويتر"، والذي كتب في تغريدة أخرى تعليقاً على احتمال فوز بوتفليقة بولاية خامسة:" في حداد على الجزائر، التي تحتضر في الزمن، الذي شهد انقراض الرجال. سأنسحب من المشهد الجزائري كلية في حالة تمرير الهردة الخامسة".

من جهة أخرى تداول نشطاء آخرون مقاطع فيديو ومعلومات حول اندلاع مظاهرات في بعض مدن الجزائر ضد ترشح بوتفليقة للولاية الخامسة، كما طالبوا بمظاهرات تشمل باقي المدن الجزائرية الأخرى، لأنها بهذا "تؤكد على أن الشعور بالإهانة كان كبيراً" لدى الشعب الجزائري، كما كتب أحد النشطاء على صفحته الخاصة على "فيسبوك"

 <iframe src="https://www.facebook.com/plugins/post.php?href=https%3A%2F%2Fwww.facebook.com%2Fabdenour.boukhemkhem%2Fposts%2F10157097417796494&width=500" width="500" height="160" style="border:none;overflow:hidden" scrolling="no" frameborder="0" allowTransparency="true" allow="encrypted-media"></iframe>

وفي هذا السياق تحدث عثمان لحياني عن انتقال "ردود الأفعال الغاضبة والرافضة لترشح بوتفليقة من الفضاء الافتراضي إلى التحركات ميدانية"، وقال:" لاحظنا أمس قيام طلبة جامعة باب الزوار بتنظيم مظاهرات، كما بدأت بعض الصفحات في مواقع التواصل الاجتماعي تطلق دعوات إلى الخروج في مظاهرات يوم 22 فبراير/ شباط الجاري احتجاجاً على ترشح الرئيس بوتفليقة".

بعض نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي تناول  إعلان ترشح بوتفليقة إلى ولاية خامسة بنوع من السخرية سواء عن طريق الكاريكاتور أو التغريدات الساخرة والتي انتقدوا من خلالها ترشح رجل في مثل وضعه الصحي للحكم. وأطلقوا “هاشتاغ” #خلوه_يرتاح، مطالبين بالرأفة بالرجل المنهك صحياً.

"نحن من نصنع فرعون "

في الوقت الذي أبدى فيه عدد كبير من النشطاء معارضتهم لترشح الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة لولاية خامسة، عبرت فئة أخرى، وإن كانت تبدو قليلة بالمقارنة مع المعارضين، عن تأييدها لاستمراره في حكم الجزائر.

و بالنظر إلى المؤشرات الاقتصادية والاجتماعية للبلاد،  فإن الشباب الجزائري يعاني من ويلات البطالة التي تنتشر على نطاق واسع إذ تجاوزت نسبتها 11.1  المائة في الربع الأول من العام 2018، بينما ارتفعت هذه النسبة في صفوف الشباب دون الثلاثين عاماً إلى 26.4 في المائة، بحسب البيانات الرسمية.

جنرال وإسلامي في منافسة بوتفليقة

يقف أمام الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة مرشحون آخرون، لكن بعض المراقبين، يرون أن وجودهم لا معنى له، الأمر الذي ينفيه لحياني:" لا يمكن وصف بعض المرشحين من قوى المعارضة بأنهم "ديكور" في العملية الانتخابية، لأن جزء منهم يحاول فعلاً أن يصنع حالة تغيير سياسي مع تباين المواقف والأهداف وطبعاً المرجعيات السياسية". وتحدث الصحفي والكاتب الجزائري عن المرشح الأبرز أمام بوتفليقة وهو الجنرال السابق، علي غديري، الذي  يجمع حوله عدد من القوى السياسية والناشطين والكتل الديموقراطية والحداثية وبعض رجال الأعمال والجنرالات السابقين في الجيش، كما هناك أيضاً المرشح الإسلامي البارز عبد السلام مقري، الذي يمثل تيار الإخوان المسلمين وهو يطمح إلى أن يُحدث منافسة قوية للرئيس بوتفليقة.

أما عن تأثير ترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة على الوضع في الجزائر، يقول لحياني:" بالإضافة إلى حالة الإحباط السياسي، التي تطرح تساؤلات في الداخل الجزائري والعديد من التساؤلات في المجتمع الدولي حول مقدرة الرئيس على تسيير البلاد، وهو ما أعترف به أمس في رسالته، تُطرح تساؤلات أيضاً لدى المجتمع الدولي وشركاء الجزائر الدوليين حول هذا البلد الكبير، الذي يُفترض أن يكون لديه رئيس يظهر ويخاطب الدول ويشارك في المحافل الدولية. وبالتالي أعتقد أن الحسابات الداخلية طغت هذه المرة على الحسابات الخارجية".

الكاتبة: إيمان ملوك

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

المزيد من الموضوعات