1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

أسقف الجيش الألماني: يجب توفير رعاية روحية للجنود المسلمين

٢٨ فبراير ٢٠٢١

في حوار مع DW ينتقد أسقف الجيش الألماني، الجدل حول تزويد الجيش بطائرات مسيرة قتالية. كما يتحدث عن أهمية أمن الجنود وتأمين الرعاية الروحية لهم. ويرى أن هذه الرعاية من حق الجنود المسلمين أيضا ويعمل من أجل تأمينها لهم.

https://p.dw.com/p/3pvME
الأسقف فرانتس يوزيف أوفربيك مع أحد ضباط الجيش الألماني
الأسقف فرانتس يوزيف أوفربيك يدعم ويعمل من أجل تأمين الرعاية الروحية للجنود المسلمين أيضا في الجيش الألمانيصورة من: DW/C. Strack

منذ سنوات عديدة هناك خلاف وجدل بين أطراف الائتلاف الحكومي في ألمانيا (الاتحاد المسيحي والحزب الاشتراكي) حول توفير طائرات مسيرة (درون) مزودة بالأسلحة للجيش الألماني. الأسقف الكاثوليكي في الجيش الألماني، فرانتس يوزيف أوفربيك، يدلي بدلوه في هذه القضية وينتقد هذا الجدل، كما ينتقد وضع تسليح الجيش وقد عبر عن قلقه حول ذلك في حوار مع دويتشه فيله DW.

DW: السيد الأسقف، منذ سنوات عديدة هناك جدل وخلاف بين أطراف الائتلاف الحكومي حول تزويد الجيش الألماني بطائرات مسيرة قتالية مسلحة. كيف تنظر إلى هذا الجدل من الناحية الأخلاقية؟

الأسقف فرانتس يوزيف أوفربيك: كل مهمة عسكرية هي مسؤولية. فمن سيستخدم هذا السلاح يجب أن يعرف أن الخطر سيزداد ويصعب عليه أن ينأى بنفسه عن المسؤولية حين يكون هناك قتلى بدون قصد. لذلك فإن لدى أي استخدام الدرون يجب أن يكون المسؤول الأخير عن إعطاء الأمر معروفا دائما. مع الأسف أصبح الجدل حول المسؤولية محور خلاف سياسي. وهذا يقلقني لأنه يقلل من شأن حقيقة أن مثل هذه الأدوات (الدرون) يمكن أن تساعد في حماية جندياتنا وجنودنا أيضا.

ومن منظور آخر، وبالنظر إلى العدوان السياسي والعسكري من قبل دول كبرى، فإن الاستخدام المحتمل لهذه الطائرات المسيرة يمكن أن يكون مسألة استراتيجية لا يجب التقليل من شأنها. وبناء على ذلك فإنني غالبا ما أجد النقاش السياسي غير متناسب مع تعقيدات الموضوع.

طائرة بدون طيار قتالية من طراز MQ-1 Predator
جدل لا ينتهي حول تزويد الجيش الألماني بطائرات بدون طيار قتاليةصورة من: picture-alliance/Everett Collection

قبل فترة كان هناك صراع عسكري بين أذربيجان وأرمينيا راح ضحيته آلاف القتلى من الطرفين. خبراء الدفاع تابعوا هذه الحرب بدقة شديدة، لأنه يبدو أن الطائرات المسيرة قد حسمتها. هل يقلقك ذلك؟

لقد قرأت وتابعت عبر الانترنت ما جرى هناك بقلق كبير. ربما نقف الآن أمام نقطة تحول فيما يتعلق باستخدام الوسائل العسكرية. ونعرف منذ أعوام أن استخدام الطائرات المسيرة يزداد أهمية. لكن من الناحية الأخلاقية يجب ألا يصل الأمر إلى خوض حروب بدون بشر. وبالضبط هذا ما يحدث الآن، أي نزع الطابع البشري عن الصراع، لكن يجب ألا يتم تجاوز هذا الحد. إذ يجب أن تكون هناك مسؤولية شخصية دائما للذين يستخدمون أدوات قتالية لم نعهدها من قبل.

هناك تقارير دورية عن نقص في تسليح الجيش الألماني، حيث هناك مروحيات لا تستطيع الطيران، وسفن وطائرات حربية غير جاهزة للاستخدام أو غير متوفرة نهائيا. وفي النهاية أنت كأسقف عسكري مسؤول عن الرعاية الروحية للجنود الذي يعانون نتيجة ذلك...

هذا يشغلني جدا. فكما هناك حاجة لمستوى من الفعالية للمهام العسكرية المحتملة للحفاظ على السلام أو لتحقيق السلام، هناك حاجة للأدوات التي يمكن أن تعزز سلامة الجنود وتدعم كفاءة أعمالهم أيضا. وهذا لا يتم بشكل كاف منذ سنوات، وهو ما تؤكده كل الجهات باستمرار. وإذا لم يتم تجاوز ذلك، فإنه لا يسبب القلق فقط، وإنما أكثر من ذلك، إذ أصبح الأمر يأخذ بعدا وجوديا بالنسبة لكثير من الجنود. وألاحظ ذلك في المحادثات الشخصية التي أجريها معهم، وما يخبرني به رعاتنا الروحيون. وبالنسبة للساسة عليهم التحلي باليقظة واتخاذ قرارات حاسمة.

الأسقف فرانتس يوزيف أوفربيك في قداس مع الجنود الألمان في فرنسا 21.05.2017
الأسقف فرانتس يوزيف أوفربيك يزور الجنود الألمان خارج البلاد أيضا لتقديم الرعاية الروحية لهم والصلاة معهمصورة من: DW/C. Strack

السيد الأسقف، هناك رعاية روحية عسكرية من قبل الكنائس الكبيرة (الكاثوليكية والبروتستانتية) منذ نحو 65 عاما. وقريبا سيكون هناك حاخامات عسكريون أيضا لتقديم الرعاية الروحية. ونظرا لوجود آلاف الجنود المسلمين في الجيش الألماني، تزداد المطالب بتوفير رعاية روحية لهم أيضا..

إنه من واجب الدولة والجيش الاهتمام وتحقيق ذلك. حوالي نصف الجنديات والجنود مسيحيون، وإلى جانبهم هناك مجموعات من أتباع ديانات أخرى، وعملا بمبدأ الحرية الدينية، لهم نفس الحق في توفير الرعاية الروحية لهم. ولأسباب هيكلية أمكن تحقيق ذلك بسهولة بالنسبة للرعاية الروحية اليهودية، وسنرى ما يمكن فعله بالنسبة للرعاية الروحية الإسلامية.

لماذا؟ يبدو أن هناك حاجة للرعاية الروحية بالنسبة للطرفين.

كلمة "الرعاية الروحية" لا أحبذ استخدامها في هذا السياق، لأنها تشير إلى سياق مسيحي تقليدي، ولا يمكن فهمها بدون فهم الأشكال التقليدية للعقيدة المسيحية سواء أكانت كاثوليكية أو بروتستانتية. والآن على المجتمع الديني اليهودي تفسير هذه الكلمة بنفسه ولنفسه. وهذا يختلف عما هو في المسيحية.

وماذا بالنسبة للجنديات والجنود المسلمين؟

حين كان يحتاج أحد هؤلاء إلى رعاية روحية، استخدمنا حتى الآن كل الإمكانيات المتاحة، لتوفير الرعاية الروحية له من طائفته الدينية. وكان من الحكمة، سواء من قبل وزيرة الدفاع السابقة أورزولا فون دير لاين، أو الحالية أنغريت كرامب كارنباور، البحث عن الإمكانيات المتاحة حتى بدون أن تكون هناك مرجعية محددة من قبل الدولة، تشمل كل المسلمين في ألمانيا. ومن خلال مثل هذه العروض يمكن التعود على انفتاح العلاقة بين "الرعاية الروحية الإسلامية" وهياكل الدولة. وأنا منفتح على ذلك ومستعد لدعمه.

الأسقف فرانتس يوزيف أوفربيك (56 عاما) هو أسقف الكاثوليك في مدينة إيسن منذ عام 2009 وأسقف الجيش الألماني للكاثوليك منذ عام 2011، وقد زار الجنود الألمان المنتشرين في أفغانستان ومناطق أخرى خارج ألمانيا.

أجرى الحوار كريستوف شتراك (ع.ج.)