1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

أقيلوا المالكي وخلصونا

عباس العزاوي٨ أغسطس ٢٠١٣

يعتقد عباس العزاوي أن المطالب بإقالة المالكي لن تقود إلى إصلاح حال البلد، وأن انهيار الأمن سوف يستمر، بل أنّ من سيأخذ المنصب من المالكي لن يستطيع التحرك بأي اتجاه بسبب سياسية حرق الأشرعة التي تتبعها القوى السياسية حاليا.

https://p.dw.com/p/19Ltj
صورة من: AP

بعيداً عن المزايدات والادعاءات والإطناب الإنشائي الممل في سرد الأسباب وإلقاء الكرة في ملاعب الآخرين ليرسلوها بدورهم بالاتجاه المعاكس، ماذا يمكن ان يحدث لو ان المالكي لسبب او آخر استقال او أقيل كما يطالب السيد مقتدى زعيم التيار الصدري صراحة، وتأكيد إتباع التيار على ضرورة مغادرته كابينة الوزارة بأسرع وقت ممكن بصرف النظر عن قرب انتهاء ولايته ،لأسباب تتعلق بالإرهاب وفقدان العدالة بتوزيع المناصب ،هذه الفرضية التي لا تحمل المستحيل في طياتها ممكنة وممكنة جداً ولا نعرف أسباب اقتصار طلبها عبر الإعلام والرقص لها يومياً على أنغام الهجع ، دون الجلوس لطاولة الائتلاف الوطني او تحت قبة البرلمان واقالته رسمياً وكفى الله الصدريين وغيرهم شر الظهور المتكرر في الفضائيات، كمادة إعلانية سياسية رخيصة، ويخلصونه من أهزوجة ما نريده ... ما نريده والعباس ما نريده.

حدود رئيس الحكومة الجديد

رئيس الوزراء الجديد سيخضع بالضرورة لتوافقات جديدة بين الكتل على ان ترضى جميع الأطراف أليس كذلك ؟ الأكراد وطلباتهم المستمرة وتجاهلهم لقرارات الحكومة المركزية الا فيما يتعلق بجباية حصة الإقليم من الموازنة السنوية ، السنة وحقوقهم التي لا نعرف إلى أي حد ستقف وان وقفت برضا العلواني وحاتم السلمان والعيساوي وغيرهم ، ومع ضمان عدم خروج كتائب طائفية أخرى تحشّد للتظاهرات في ساحة العزة والكرامة وتهدد بقطع رأس عبد الكاظم هذه المرة ، سنحتاج لجرد وظائف الدولة من منصب فراش ركن الى وكيل وزير محصن ضد اي تهمة تثير النعرات الطائفية من جديد ، وبعد الانتهاء من هذا كله ياتي دور البعث وأحبابه وأذنابه الليبرالية ، فكيف يمكن للرئيس المرتقب التوافق معهم وإرضائهم ، وهل سيتّهمه التيار ؟ كما يتّهم المالكي ألان بإعادتهم ام سيحاربهم ويطهّر الوزارات منهم دون استثناء، وبذلك تزداد وتيرة العمليات الإرهابية ، ليتم إقالته لنفس السبب وتعين رئيس وزراء جديد .... وجيب ليل واخذ حكومة.

وماذا عن الطامة الكبرى ، القاعدة ، كيف سيتم التعامل معها ؟، بعمل اتفاقية أمنية مثلاً ، وتوقيع اتفاقيات دفاع مشترك ضد المشروع الصفوي ، بعد ان يطلق رئيس الوزراء لحيته لتصل الى كرشه، ويقصّر ثيابه، ولكن مع افتراض كل هذا جدلاً ، ماذا عن ،علي ولي الله ، وياحسين ، ومراقد الأئمة الاطهار ، وإحياء الشعائر الحسينية ، وماذا عن أنسابنا وجذورنا " اليهودية المجوسية " هل ننكرها؟ هل سيتم تعديل كل هذا ؟ وهل سنقول بان الحسين (ع) تعرض موكبه لقصف جوي أمريكي "، وان علي ابن ابي طالب (ع) قُتل على يد الموساد الصهيوني !! والحسن (ع) مات اثر نوبة قلبية!

وهل سنقول بان الولاية وعيد الغدير بدع فارسية ؟ الصقوها بالتاريخ لشق سترة وقميص المسلمين.

"كيف سيقاتل القاعدة؟"

ولنفترض بانكم قاتلتم القاعدة بقيادة حكومتكم الجديدة ، فاين ستقاتلونها؟ ، واين هي مواقعها ؟ هل بامكان الرئيس الجديد ضرب حواضنها ايّ كانوا واينما يكونون ؟ وماذا عن إخوانكم الساسة والقادة العسكر الذين يثبت تورطهم مع القاعدة والإرهاب، هل سيحاسبهم ويقدمهم للقضاء ويُتهم بعدها بالطائفية ، ام ترسلون للإرهابي وفد مبتسم للتصالح ؟ ونسيان الماضي شريطة ان لا يعود لقتل الأبرياء!! والسؤال الأخطر ، هل ستدعمون الرئيس الجديد بكل قوة ؟ إذا كان من غير كتلتكم أو فصيلكم؟ ام سيُعاد مسلسل الاتهامات والتسقيط حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا.

فان كنتم ترون ان الدنيا ستصبح زاهية ومزدانة بألوان الربيع ويعم السلام والخير في ربوع العراق اذا ذهب رئيس الوزراء الحالي ، وهو سبب كل الكوارث من إرهاب وفساد ونقص الخدمات والبطالة ، فأقيلوه وخلصونا، أقيلوه وارحمونا من حفلاتكم الإعلامية المنقوعة بدماء المواطنين الأبرياء .

اكتب هذه المقالة لأقول بان أعداءكم سوف لن يتوقفوا أبدا عن حربهم وسيسعون جاهدين لقتلكم في كل مكان ولا فرق لديهم ان كان المالكي او غيره يقود البلاد، ولا فرق عندهم بين صغير وكبير وبين رجل وامرأة، فالكل أهداف ومشاريع للموت، وما الأسباب التي يعلنونها إلا ذريعة كاذبة للقتل، ويشهد الله أيضا باني اكتب هذه السطور من ألم وضيق وحسرات تراكمت فوق صدورنا كالجبال ونحن نرى فرقتكم وتناحركم والأوباش بين ظهرانيكم يتحينون الفرص للبطش بأهلنا وإحراق العراق بنيران الكراهية والتكفير.