1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

أنباء عن مقتل نحو خمسمائة في أعمال عنف اثنية بوسط نيجيريا

٨ مارس ٢٠١٠

وضع الجيش النيجيري في حالة تأهب اليوم الاثنين بعد أن داهم رعاة مسلمون قرية مسيحية بالقرب من مدينة جوس المضطربة، حيث قتل أكثر من 500 شخص معظمهم من النساء والأطفال في احدث أعمال العنف الطائفي التي تشهدها المنطقة.

https://p.dw.com/p/MN0r
العديد من القتلى من النساء والأطفالصورة من: AP

أعلن الرئيس النيجيري بالوكالة جوناثان غودلاك الأحد حالة الطوارئ القصوى في وسط البلاد بعد مواجهات دامية وقعت في محيط مدينة جوس وأسفرت عن مقتل المئات. وأورد بيان رسمي صدر في ابوجا أن "الرئيس بالوكالة وضع كل القوى الأمنية في بلاتو والولايات المجاورة في حالة استنفار قصوى بهدف منع توسع النزاع الأخير"، وفقا لما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية. وأضاف البيان أن غودلاك "آمر أيضا كل الأجهزة الأمنية باتخاذ مبادرات إستراتيجية للتصدي لعصابات القتلة". وسيلتقي غودلاك "قادة الأجهزة الأمنية في البلاد لمناقشة سبل وضع حد لأعمال العنف"، بحسب المصدر نفسه.

وبحسب مصادر متطابقة أدت مواجهات اتنية جديدة إلى مقتل المئات، معظمهم من النساء والأطفال اندلعت في وقت مبكر الأحد قرب مدينة جوس عاصمة ولاية بلاتو في وسط البلاد، وهي منطقة أدت المواجهات الاثنية الطائفية المتكررة فيها إلى مقتل أكثر من 300 شخص في كانون الثاني/يناير.

"مقتل 500 شخص"

Nigeria Unruhen
تهز اعمال عنف دينية واتنية باستمرار منطقة جوس. وقتل اكثر من 300 شخص في اعمال عنف بين مسيحيين ومسلمين في كانون الثاني/يناير.صورة من: AP

ووقعت المواجهات الجديدة بين رعاة من أثنية فولاني، وهم عموما من البدو، وسكان من اتنية بيروم بحسب قرويين وناشطين في مجال حقوق الإنسان ومصادر حكومية. وقال مسؤول الإعلام في ولاية بلاتو دان ماجانغ في تصريح هاتفي لوكالة فرانس برس إن "500 شخص قتلوا في هذا العمل المروع الذي ارتكبه رعاة من أثنية الفولاني". وتحدث عن اعتقال 95 شخصا. بينما أشارت مصادر محلية أخرى إلى حصيلة اقل، إذ قال شاماكي غاد بيتر الذي يترأس منظمة غير حكومية للدفاع عن حقوق الإنسان في جوس "بحسب آخر حصيلة لنا، هناك 202 جثة".

وكانت حصيلة سابقة مساء الأحد تحدثت عن مئة قتيل على الأقل. وقتل الضحايا، وبينهم العديد من النساء والأطفال، بالسواطير وفق ما روى السكان. وتم إحراق العديد من المنازل. كما نقلت صحيفة "ذي غارديان" النيجيرية عن سكان أن مئات الجثث كانت ملقاة الأحد في الشوارع اثر الهجوم. ومن جهتها، نقلت صحيفة "ذي نايشن" عن شهود آخرين أن عدد المهاجمين راوح بين 300 و500 شخص.

وأفادت مصادر محلية عدة أن رعاة من اثنية الفولاني ذات الغالبية المسلمة شنوا هذه الهجمات المنسقة ليل السبت إلى الأحد واستهدفت ثلاث قرى ينتمي سكانها إلى أثنية البيروم ذات الغالبية المسيحية في جنوب جوس. وأضافت المصادر أن الأمر يتصل بأعمال ثأر بعد نزاع سابق بين الأثنيتين. بينما قال مصدر رسمي إن تقارير أمنية أخيرة توحي أن "أصوليين إسلاميين" في المنطقة شجعوا على شن الهجوم على البيروم.

"لماذا لم يتدخل الجنود؟"

Unruhen in Nigeria
الجيش النيجري في حالة تأهب بعد مذبحة طائفية، و انتقادت له بعد "التأخر"صورة من: AP

وتأتي أعمال العنف الأخيرة في وقت صعب تمر به نيجيريا، حيث يحاول جودلاك جوناثان القائم بأعمال الرئيس دعم سلطته بينما ما يزال مرض الرئيس عمر يارادوا الشديد يمنعه من ممارسة مهام رئاسة الدولة المنتجة للنفط.

و ألقى سكان محليون باللائمة على تأخر تدخل الجيش لإنقاذهم من الهجوم، إذ قال بيتر غيانغ الذي فقد زوجته وطفلين في دوغو ناهاوا للصحافيين "لم يعد لنا ثقة بقوات الأمن"، موضحا أن الهجوم بدأ قرابة الساعة الثالثة صباحا واستمر حتى الساعة السادسة و بالرغم من ذلك "لم يصل أي شرطي".

من ناحية أخرى اتهم منتدى المسيحيين في ولاية بلاتو الجيش النيجيري بالبقاء مكتوف اليدين حيال الهجوم. وتساءلت هذه المنظمة، في بيان صدر الأحد، "لماذا لم يتدخل الجنود؟"، مؤكدة أن الجيش وصل بعد انتهاء الهجوم, وأضافت "أتعبتنا هذه الإبادة بحق إخواننا المسيحيين. ولم نعد نثق بالقوات المسلحة النيجيرية المكلفة بإرساء الأمن في ولاية بلاتو بسبب موقفها المنحاز تجاه المسيحيين".

( ي ب / ا ف ب / رويترز/ د ب ا)

مراجعة: عبده جميل المخلافي