1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

إدماج "الجيل الضائع" من القصر دعم لمستقبل الاتحاد الأوروبي

٩ ديسمبر ٢٠١٩

إدماج طالبي اللجوء القصر مسألة حيوية لتفادي حرمانهم من إمكانية بناء مستقبل واعد في البلدان المضيفة. منظمة أسسها الاتحاد الأوروبي سلطت الضوء في تقرير لها على معوقات ذلك الاندماج وخرجت بتوصيات.

https://p.dw.com/p/3URso
Hessische Erstaufnahmeeinrichtung für Flüchtlinge
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Dedert

"إنها ليست تجربة، بل معاناة"، هكذا يصف أحد اللاجئين السوريين "الانتظار الطويل" للبدء بعملية الاندماج في أوروبا. ما سبق جاء في تقرير لـ"وكالة الحقوق الأساسية" (FRA) التي أسسها الاتحاد الأوروبي لمراقبة حقوق الإنسان في الاتحاد. التقرير ركز على النجاحات والفشل في إدماج اللاجئين القصر غير المصحوبين بذويهم.

تقدم في دول الاتحاد الأوروبي الـ 28 أكثر من مليونين ونصف طالب لجوء بطلبات للحماية في عامي 2015 و2016. الكثير ممن منح حق اللجوء هم من الشباب "الذين على الأرجح سيستقرون في أوروبا. وبالتالي فإن مستقبلهم هو مستقبل الاتحاد"، كما جاء في التقرير.

وتترواح معوقات الاندماج بين تأخير أو إلغاء لم شمل القصر مع عائلاتهم إلى التمدرس ونقص الشبكات الداعمة للقصر لمساعدتهم على شق دربهم في الحياة. كما تشمل أيضاً الوضع القانوني غير الواضح، وظروف السكن غير المستقرة، وصعوبات اللغة، والدعم الاجتماعي المتقطع، ومشاكل نفسية، وفرص التعليم والتأهيل المهني المحدودة، والتهديدات الإجرامية. وقد شمل التقرير ست دول أوروبية: فرنسا وألمانيا وإيطاليا والنمسا والسويد واليونان.

كومة من الاعتلالات النفسية

"حياتي جحيم. أشعر أني في سجن ولا أعرف متى سوف يتركونني أخرج، يقول طالب لجوء أفغاني شاب في التقرير. "لا أستطيع النوم في الليل. ومن أجل ذلك يعطوني دواء لأنام وأسترجع شهيتي المفقودة". خرج تقرير المنظمة الحقوقية بنتيجة أن الاضطرابات النفسية واحدة من أكبر المعضلات في دول عدة على رأسها فرنسا. اضطراب في النوم والشعور بالوحدة والعزلة والقلق والاكتئاب واضطرابات ما بعد الصدمة النفسية. تلك بعض ما يعانيه القصر من طالبي اللجوء. وكشفت تقارير عدة عن محاولات انتحار. وذكر تقرير لـ"وكالة الحقوق الأساسية"( A(FRأن تلك المشاكل النفسية "لم يتم التعامل معها بفعالية وسرعة". بيد أن التقرير أشار أيضاً إلى بعض التجارب الإيجابية كـ"قهوة المشورة" في مدينة بريمن الألمانية التي تقدم النصائح والإرشادات للاجئين في شؤونهم اليومية.

الدفع باتجاه التأهيل المهني

يشخص التقرير مشاكل عملية الاندماج في المجال التعليمي والمهني. وأشار إلى صعوبة تعلم اللغة وخاصة في ظل نقص الاحتكاك مع أبناء البلد المضيف مما يؤثر على فرص الدخول في المنظومة التعليمية لذلك البلد. كما وجد التقرير أن بعض اللاجئين تم إلحاقهم ببعض برامج التدريب المهني على خلاف إرادتهم. لاجئ سوري اشتكى من أنه أراد إنهاء المرحلة الثانوية ومن ثم الدراسة في الجامعة. بيد أنهم "يتم دفعهم دفعاً باتجاه واحد: التعليم المهني"، على حد تعبيره. ويشكل التأخير في الالتحاق بالمدارس معضلة أخرى تؤدي إلى رفع نسبة التسرب من التعليم وعدم تمكن القصر من تعويض فترة الانقطاع عن المدرسة خلال رحلة اللجوء ودوامة إجراءات البت بطلب اللجوء.

براثن الجريمة

ذكر التقرير أن الكثير من الدول تميل إلى النظر إلى طالبي اللجوء على أنهم مشاريع مجرمين وإرهابيين. ويشدد التقرير على أنه يتعين فعل المزيد لحماية طالبي اللجوء من الوقوع في عالم الجريمة. وأشار خبير قانوني في السويد إلى بعض من ترفض طلباتهم من القصر يتجهون لعالم العصابات الإجرامية كرد فعل. وخرج التقرير بنتيجة أن ظروف السكن غير الآمنة ونقل القصر بين عدة مدن وسحب الدعم عنهم عند بلوغهم سن الرشد يجعلهم أكثر قابلية لدخول عالم السرقة والإجرام.

غير أن طالبي اللجوء القصر ليسوا فقط عرضة للانزلاق إلى عالم الإجرام، بل في بعض الأحيان قد يقعوا ضحية له كالاستغلال في العمل والعنف والسرقة والنصب والاحتيال. وبالنسبة للفتيات يضاف إلى ما سبق العنف الجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي. ويتعرض طالبو اللجوء من القصر لسوء معاملة من الشرطة في بعض الأحيان.

وختمت "وكالة الحقوق الأساسية"( (FRAالتي أسسها الاتحاد الأوروبي لمراقبة حقوق الإنسان في الاتحاد، تقريرها بمجموعة توصيات بضرورة تفادي المعوقات في وجه إدماج اللاجئين القصر والشباب في دول الاتحاد وتوجيه طاقاتهم بما يخدمهم ويخدم الصالح العام في البلدان المضيفة.

ماريون ماكغريغور/خ.س

المصدر: مهاجر نيوز