1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

إعلام تونس بعد الثورة: مساحة "الحرية المسؤولة"

عماد غانم ١٧ يونيو ٢٠١٣

التحول الذي طرأ على وسائل الإعلام في تونس بعد الثورة وضعها أمام تحديات أكبر. فبعد دورها في الثورة، بات عليها مواكبة التحولات الاجتماعية والاقتصادية، وقد تسهم تجربة الإعلام الألماني في تعزيز تجربة إعلام تونس الجديد.

https://p.dw.com/p/18rGR
صورة من: DW

انطلقت فعاليات منتدى DWالعالمي للإعلام الاثنين (17 حزيران/ يونيو 2013) في مدينة بون ، وتركز دورة هذا العام على دور الإعلام في التنمية الاقتصادية، وهو ما عبّر عنه مدير DWإيريك بيترمان، خلال افتتاحه المنتدى بالقول: "يواجه المجتمع الدولي تحديات عدة في مقدمتها الأزمة المالية والإرهاب، لذلك تركز دورة هذا العام على دور الإعلام في التنمية الاقتصادية".

هذه التحديات المرهونة بتحولات اجتماعية كبيرة في دول الربيع العربي ، حاضرة بشكل أكبر في الدول العربية مقارنة بدول العالم الأخرى. فمن أجل أن يقوم الإعلام بدوره في هذا المجال لابد أن تتوفر له أرضية من "الحرية المسؤولة"، كما تقول الصحفية التونسية أسماء عبيدي، من مؤسسة MICTالدولية للتعاون والتحول الديمقراطي.

وتضيف الصحفية التونسية، التي التقتها DWعربية على هامش مشاركتها في المنتدى، أن موضوع منتدى هذا العام ينطبق تماماً على الوضع في تونس، التي باتت تعاني من أوضاع اقتصادية صعبة بعد ثورتها، "وهذه الأوضاع تتطلب من الإعلام أن يقوم بدور توجيهي في تغطية التحولات الاجتماعية والتركيز على سبل التنمية الاقتصادية في البلد".

Die tunesische Bloggerin Asma Abdullah
عبيدي: من خلال هذا المنتدى يمكن لنا الإطلاع على تجارب بلدان أخرى شهدت هذه التحولات الاجتماعية التي تعقب كل ثورة.صورة من: DW/E.Ghanim

تطور لا يخلو من سلبية

لكن للمراقب أن يسأل هنا : هل وصلت الصحافة التونسية إلى تلك "الحرية المسؤولة" التي تمكنها من لعب هذا الدور؟ عن ذلك تقول عبيدي: "بالرغم من الحرية التي باتت تتمتع بها وسائل الإعلام في تونس، إذ بات يمكنك أن تقول وتكتب ما تريد، إلا أنها برأيي لم تصل بعد إلى مستوى الطموح".

لكن الناشط الحقوقي والمدون التونسي صهيب زمال، الذي التقته DWعربية على هامش مشاركته في المنتدى يرى أنه للوقوف على ذلك لا بد من تسليط الضوء على المشهد الراهن للإعلام التونسي، مضيفا بالقول: "بعد الثورة رُفعت الكثير من القيود عن وسائل الإعلام هناك؛ فعدد الصحف المطبوعة ازداد مقارنة بفترة حكم بن علي، وكذلك وسائل الإعلام البصرية رغم أن غالبيتها تبث من الخارج-، كما شهدت وسائل الإعلام المسموعة انفتاحاً كبيراً. لكن هذا التطور وخصوصاً في وسائل الإعلام الالكترونية أصبح سلبياً".

ويوضح الناشط التونسي أن العديد من المواقع الالكترونية والمدونات باتت تعتمد " أخبارا وهمية غير صحيحة، لأن التقصي عن صحة المعلومة بات يُهمل غالباً. ورغم افتقار بعض هذه المواقع إلى كثير من الجوانب المهنية، إلا أنها باتت للأسف منتشرة في تونس".

وبحسب زمال فإن الاتجاه إلى وسائل الإعلام الجديدة كالفيسبوك وتويتر رغم مزاياه ودوره في الثورة نفسها- "يسبب لبساً كبيراً، إذ لا يمكن في الغالب التحقق من صحة الخبر إلا بعد فترة طويلة". هذا التطور وما يرافقه من عثرات وفوضوية جعلت " مشهد الإعلام التونسي ما بعد الثورة معقداً ويصعب وصف اتجاهاته بالتحديد"، كما يرى زمال.

Der tunesische Blogger Suhail Zammel
زمال: تجربة DW، التي انطلقت بعد سنوات قليلة من الحرب العالمية الثانية، يمكن أن تكون مفيدة لنا أيضاً في ظل التحولات التي تشهدها تونس.صورة من: DW/E.Ghanim

التجربة الألمانية

منتدى هذا العام تزامن مع الاحتفال بالذكرى الستين لانطلاق دويتشه فيله، والتي تداخل تأسيسها بتحولات ما بعد الحرب في ألمانيا بكل ثقلها الاجتماعي وتحدياتها الاقتصادية. هذه التحديات والتحولات يمكن أن تنطبق الى حد ما على بعض ما تشهده دول الربيع العربي، ومنها تونس. وهذا ما يؤكده الناشط الحقوقي صهيب زمال بالقول: "تجربة DW، خصوصاً وأنها تأسست بعد سنوات قليلة من الحرب العالمية الثانية، كانت في زمن تحولات عالمية كبرى. ويمكن لهذه التجربة أن تكون مفيدة لنا أيضاً في ظل التحولات التي تشهدها تونس".

ويضيف زمال: "كما يتيح لنا المنتدى أيضاً إمكانية التعرف على تجارب دول عدة في مجال دور الإعلام في التنمية الاقتصادية، وهناك العديد من دول أمريكية اللاتينية والدول الإفريقية التي قامت بخطوات متقدمة في هذا المجال، وهنا يمكن للإعلامي التونسي الإطلاع على حيثياتها ونقلها إلى بلده".

الصحفية التونسية أسماء عبيدي اتفقت مع هذا الرأي ولكنها بدت أكثر تفاؤلا بشأن المشهد الإعلامي في تونس : "المشهد الراهن للإعلام التونسي في طور إعادة الهيكلة. من خلال هذا المنتدى يمكن لنا الإطلاع على تجارب بلدان أخرى شهدت هذه التحولات الاجتماعية التي تعقب كل ثورة. وهذا ما ينطبق على تونس بعد ثورتها، والتي تعاني من تحديات كبيرة. الإطلاع على هذه التجارب سيسهم بالتأكيد في التوصل إلى حلول جذرية".

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد