1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

احتجاز سفينة "روابي".. مؤشر لتصعيد جديد في حرب اليمن؟

٦ يناير ٢٠٢٢

يعد استيلاء الحوثيين على سفينة "روابي" التي ترفع علم الإمارات في البحر الأحمر مقابل مدينة الحديدة اليمنية، حدثاً نادراً. ويرى خبراء أن هذه العملية تهدد بحصول "تصعيد" خطير في بلد يشهد حرباً دامية منذ سنوات.

https://p.dw.com/p/45EQa
صور للسفينة "روابي" نشرتها وسائل إعلام حوثية للسفينة (3/1/2022)
صور للسفينة "روابي" نشرتها وسائل إعلام حوثية للسفينةصورة من: HOUTHI MEDIA OFFICE/REUTERS

 

وصف التحالف بقيادة السعودية استيلاء الحوثيين على سفينة "روابي" التي تحمل علم الإمارات بأنها "عملية قرصنة"، مؤكدا أنها كانت تقل "معدات طبية". بيد أنّ رد الحوثيين جاء سريعا قائلين إنّها كانت تحمل "معدات عسكرية" . ولم يصدر حتى الآن أي تعليق رسمي من الإمارات.

مؤشر لتصعيد خطير

ويرى كبير المحللين اليمنيين في شركة الأبحاث "نافانتي غروب" الأميركية محمّد الباشا في مصادرة السفينة "مؤشرا لتصعيد سياسي وعسكري  في مواجهة التحالف".

ويقول الباشا لوكالة فرانس برس "لطالما خشي المراقبون من إمكانية أن تمتد الحرب في اليمن إلى البحر الأحمر وتزعزع استقرار ممرات الشحن الحيوية".

وبعد استيلائهم عليها، بث الحوثيون عبر قناة "المسيرة" التابعة لهم، مشاهد فيديو قالوا إنه تم التقاطها من على متن السفينة "روابي". وتُظهر المقاطع المصورة السفينة وعلى متنها سيارات مدرعة وقطع أسلحة رشاشة وذخيرة.

ووُجهت أصابع الاتهام للحوثيين المدعومين من إيران مراراً باستخدام زوارق مفخخة لمهاجمة سفن ومرافئ ومنشآت نفطية سعودية على البحر الأحمر.

وفي تشرين الثاني/نوفمبر 2019، احتجز الحوثيون قاطرة سعودية وسفينة وحفاراً كوريين جنوبيين شمال مدينة الحديدة عند ساحل البحر الأحمر، قبل أن يفرجوا عنها لاحقاً.

ويقول المحلّل في مجموعة الأزمات الدولية بيتر سالزبري إنه "من الصعب تحديد السبب الرئيسي (لمصادرة السفينة) كما أن رسائلهم كانت ملتبسة بعض الشيء"، حسب وصفه.

ورغم ذلك، يرى سالزبري أنه "من الصعب عدم تفسير ذلك بأنه تذكير غير لطيف بقدرتهم على إلحاق أضرار لا يستهان بها بالشحن السعودي والإماراتي في البحر الأحمر حال رغبوا في ذلك".

مسائيةDW: أزمة اليمن.. نحو فصل جديد من التصعيد؟

إدانة أمريكية

ومن جهتها، دانت الولايات المتحدة الاستيلاء على السفينة، معتبرة أن "هذه الأعمال تتعارض مع حرية الملاحة في البحر الأحمر وتهدد التجارة الدولية والأمن الإقليمي".

وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس "تأتي عمليات الحوثيين هذه في وقت ينبغي أن تقوم كافة الأطراف فيه بتخفيف التصعيد والعودة إلى محادثات سياسية شاملة". وأضاف "نحث الحوثيين على الإفراج الفوري عن السفينة وأفراد طاقمها سالمين ووقف كافة أعمال العنف التي تعيق العملية السياسية الرامية إلى إنهاء الحرب في اليمن".

ويدور النزاع في اليمن، الذي أسفر منذ العام 2015 عن مقتل عشرات آلاف الأشخاص، بينهم الكثير من المدنيين، بين تحالف عسكري بقيادة السعودية، والمتمردين الحوثيين المدعومين من إيران والذين يسيطرون على مناطق واسعة في شمال البلاد وغربها وكذلك على العاصمة صنعاء منذ 2014.

ويقاتل الحوثيون منذ شباط/فبراير الماضي بشراسة القوات الموالية لحكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي المعترف بها دوليا والتي تسيطر على مدينة مأرب، مركز المحافظة التي تحمل الاسم ذاته، بهدف الوصول الى المدينة. ومن شأن السيطرة على مأرب أن يتيح لهم وضع يدهم على كامل الشمال اليمني.

"ألوية العمالقة" تحرز تقدما عسكريا

واشتد القتال في الأسابيع الأخيرة في المحافظتين المحاذيتين لمأرب  مع استقدام قوات من "ألوية العمالقة"، التي حققت تقدماً في شبوة خلال الأيام الأخيرة. وتأسّست تلك الألوية في أواخر العام 2015 في منطقة الساحل الغربي، وتضم 15 ألف مقاتل على الأقل.

وتحظى بدعم من الإمارات والسعودية، وقامت بدور قتالي فعال في مواجهة المتمردين الحوثيين على طول شريط ساحلي يبلغ طوله 300 كيلومتر، من منطقة باب المندب حتى الحديدة على ساحل البحر الأحمر.

ويقول الباحث في مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية ماجد المذحجي إن الحوثيين قد "يشعرون بقلق من عودة زخم دعم الإمارات للعمليات العسكرية ضدهم بعدما كانت أكثر هدوءاً خصوصاً في محافظة شبوة" جنوب البلاد.

ويرى أن "الفوائد العسكرية (لمصادرة السفينة) هي سياسية واستعراضية أكثر من كونها عسكرية فعالة"، مشيراً إلى أن الحوثيين "لا يتمتعون بخبرة كبيرة في البحر، إذ أنهم مقاتلون جبليون بالأساس". ويقول المذحجي قد يكون كل ما في الأمر "محاولة لتسجيل نقطة ضد الإمارات".

وتتهم السعودية خصمها اللدود إيران   وحزب الله اللبناني، الذي تصنفه منظمة "إرهابية"، بدعم الحوثيين ومدهم بأسلحة نوعية، الأمر الذي تنفيه طهران.

ع.ج.م/أ.ح (أ ف ب)