1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

التزلج بـ"السكيت" في شوارع غزة – متعة ثمنها حوادث مؤلمة

٢٩ مايو ٢٠١٢

بعض أنواع رياضة السكيت كالبورد و الرولر والكونز بدأت تجتذب شباب غزة، الذين اتخذوا من المتنزهات والشوارع حلبات لممارستها بهدف استغلال طاقاتهم وأوقات فراغهم. غير أنها لا تخلو من الحوادث، التي ولدت رفضاً لها لدى الآباء.

https://p.dw.com/p/153VX
صورة من: Fotolia/Hartmut Neidiger

"السكيت" لعبة أخذت تستقطب المراهقين والشباب صغير السن وفق مشاهداتنا في شوارع وساحات قطاع غزة. في ساعات المساء يتجمع الفتية محمد ويحيى وخالد لينطلقوا نحو المنتزه القريب من منزلهم لممارسة لعبة السكيت، وهي لعبة التزلج بالحذاء المزود بالعجلات. ويشير يحيى لـDW عربية أنه واجه في بداية تعلمه صعوبة كبيرة في ممارسة اللعبة: "لم أستطع التوازن، ومن خلال الممارسة تمكنت من ذلك". ويؤكد يحيى أن المبتدئ يجب عليه بداية وضع الواقي من الصدمات في المعصم والكوع والركبة، مضيفاً والضحكة ترتسم على وجه: "في البدء كثيراً ما نسقط أرضاً، يجب حني الظهر والكتفين إلى الأمام وثني الساقين من أجل تحقيق التوازن".

وخلال ممارسة يحيى وأصدقائه لرياضة التزلج بالسكيت في أحد منتزهات خان يونس، تجمع عشرات الأشخاص للمشاهدة. اللعبة أعجبت أحد الفتية، الذي أصر على ممارستها. وحاول جاهداً الوقوف والتوازن، لكنه لم يتمكن. لكنه في النهاية اكتفى بالقول: "سأشتري واحدة وأجرب اللعب حتى أتقن التوازن والتزلج بالسكيت".

Gaza Leben
"في البدء كثيراً ما نسقط أرضاً، يجب حني الظهر والكتفين إلى الأمام وثني الساقين من أجل تحقيق التوازن"صورة من: DW

لياقة جسمانية كاملة

أصبحت مشاهدة المراهقين والشباب صغار السن وهم يتسابقون ويستعرضون حركات وعروض فردية وجماعية أحياناً مألوفة في ساحة الجندي المجهول وسط غزة. وبات التزلج بالسكيت يحظى بإقبال الكثيرين لما يوفره من لياقة بدنيه لكامل الجسم. وتعتمد الاستعراضات على لياقة وقدرات اللاعبين البدنية.

وائل يوضح لـDWعربية أنه يأتي ثلاثة أيام في الأسبوع لساحة الجندي المجهول وسط غزة لممارسه التزلج التي يصفها بالمفضلة له، مشيراً إلى أنه ترك هواية ممارسة كرة القدم لأجل التزلج بالسكيت. ويبين وائل أن السبب يعود إلى أن السكيت رولر "تكسبني لياقة وقوة كاملة لجسمي". ويتابع وائل حديثه بأنه يستمتع ورفاقه بالتزلج على حافة الأرصفة والسلالم الأسمنتية المنتشرة في المتنزهات، موضحاً أنه يقوم بحركات واستعراضات وقفزات هوائية "تدهش المارة والمتفرجين". يُذكر أن دراسة بحثية طبية، أجراها الطبيب الأمريكي  كارل فوستر، خلصت إلى أن "ساعة التزلج العشوائي للمبتدئين تحرق نحو 570 سعرة حرارية، وهذا المقدار يصل إلى النصف لدى المحترفين".  

Gaza Leben
أصبحت مشاهدة المراهقين والشباب صغار السن وهم يتسابقون ويستعرضون حركات وعروض فردية وجماعية أحياناً مألوفة في ساحة الجندي المجهول وسط غزة.صورة من: DW

صداقات جديدة

أبدى الفتيه سعد وأحمد عبد اللطيف عن سعادتهما بالاستمتاع  بلعبه التزلج بأنواعها كالبورد والرولر والكونز. أحمد في حواره مع DW عربية يؤكد أنه من خلال ممارسة هذه الرياضة يمكن للشخص أن "يبني صداقات جديدة مع اللاعبين والمشجعين". ويبين أحمد أنه تعرف على عبد اللطيف أثناء لقاء جمعهما صدفة في ممارسة التزلج على أرض ساحة الكتيبة غرب مدينة غزة. ويضيف زميلهم الثالث سعد بأن اللعبة "تجعلنا نستغل طاقتنا وأوقات فراغنا بعد الدراسة في حاجة مفيدة". أما الصعوبات التي ترافق بدايات ممارستها فيصفها بصعوبة قيادة الدراجة الهوائية للمبتدئين.

الآباء يرفضونها لخطورتها 

لكن لا يخفي من قابلناهم من ممارسي التزلج بالسكيت إدراكهم لخطورة اللعبة. أحمد وأصدقاؤه ذكروا لـDW عربية وقوع حوادث لهم في بداية تعلمهم. ويشير أحمد أن المبتدئ يحاول الاستعراض بالسرعة الكبيرة، والقفز في الهواء أو على السلالم الأسمنتية، والقيام بحركات بهلوانية دون المقدرة على السيطرة على ردة فعل ما يقوم به. ويقاطعه عبد اللطيف بالقول: "يصعب على المبتدئ التحكم بهذا.. تعرضت في البداية إلى كسر في اليد وجرح عميق في الجبين والشفة". بينما يقوم الفتيه بممارسة التزلج بالسكيت، توجهنا إلى أحد الآباء  الذي جلس وأسرته في منتزه الجندي المجهول وهو يشاهد استعراض اللعبة، وسألناه إذا ما كان موافقاً على ممارسة أبنائه لهذه اللعبة؟ على الفور أجاب بـ"كلا بالطبع". سألناه عن السبب، فأشار إلى خطورة هذه اللعبة وتعرض اللاعبين إلى حوادث كسر وجروح مختلفة "للمبتدئين وللمحترفين"، إضافة إلى ما تسببه من "حوادث السير والمرور". لكن البعض لا يجد مشكلة في ذلك، طالما كانت ممارستها في أماكن بعيدة عن إشارات المرور والشوارع والازدحام السكاني.

Gaza Leben
يقدم البعض على التسابق مع المركبات، مما يعيق الحركة المرورية ويسبب مضايقات للسائقين.صورة من: DW

مضايقات

بيد أن هواة التزلج بالسكيت سرعان ما يواجهون صعوبات الواقع في غزة، إذ "لا تتوفر حلبات داخلية في النوادي أو المراكز الرياضية أو في ساحات المنتزهات"، كما يقول أحدهم. ويضطر البعض ممارسة اللعبة في الشوارع  والمتنزهات وصولاً إلى الشوارع، حيث يقدم البعض على التسابق مع المركبات، مما يعيق الحركة المرورية ويسبب مضايقات للسائقين. ويشعر المارة بانزعاج ومضايقات. كما أن الأمر يتعدى ذلك إلى المخاطر التي تتعرض لها الأسر التي تصطحب أطفالها إلى المتنزهات والشوارع، عند ارتطام الأطفال باللاعبين أثناء قيامهم بألعاب وحركات سريعة. كما أن أصحاب المحال والمراكز التجارية يشعرون بانزعاج لما يتركه اللاعبين من أضرار وخدوش للأرصفة والسلالم.

شوقي الفرا- غزة

مراجعة: عماد غانم

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

المزيد من الموضوعات