1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الشباب المصري وانتخابات البرلمان: حماس كبير وتوقعات متواضعة

١٨ أكتوبر ٢٠١١

الثورة المصرية تدخل مرحلة حاسمة ومصيرية مع الجولة الأولى من الانتخابات البرلمانية المقبلة. ويستعد شباب الثورة لخوض الانتخابات بحماسة كبيرة و بتوقعات متواضعة، كما تتوزع أصواتهم على تيارات سياسية مختلفة.

https://p.dw.com/p/12uFh
بعد سقوط نظام مبارك أنظار شباب مصر تتجه نحو البرلمانصورة من: dapd

شكل الشباب المصري المحور الأساسي للثورة المصرية التي أطاحت بحكم الرئيس حسني مبارك في فترة زمنية قياسية لم تتجاوز 18 يوما. وبعد الانتصار الكبير بدأت الشكوك تحوم حول دور الشباب في المرحلة الجديدة، وعما إذا كانت مجموعات الحوار على الشبكة العنكبوتية قادرة على الاستمرار في البقاء على الساحة السياسية كقوة فاعلة تساهم في بناء المرحلة الديمقراطية المنشودة. وجاء رد الشباب سريعا وواضحا على هذه الشكوك والتساؤلات المطروحة، كما يقول محمد عفان، عضو حزب التيار المصري الذي يمثل شباب الأخوان المسلمين الذين انشقوا عن قيادة التيار الديني المحافظ، بعد أن أخفقت حركة الأخوان "في إدخال دماء شابة في قيادتها. و بعد أن تمكنت شريحة الشباب من إثبات وجودها السياسي من خلال تنظيمها لمظاهرات حاشدة في ميدان التحرير في القاهرة وفي مدن مصرية أخرى "يستعد الشباب لخوض الانتخابات التشريعية المقبلة بحماس منقطع النظير"، كما يشير إلى ذلك محمد عفان.

أولويات جديدة لشباب الثورة

Ägypten Proteste Demonstration in Kairo gegen Hosni Mubarak Tahrir Platz Flash-Galerie
طاقات هائلة وتوقعات متواضعة بشأن فرص الشباب في الانتخابات القادمةصورة من: dapd

ويعتقد الشاب الثوري محمد نبيل حلمي، عضو "حزب جبهة التحرير القومية" أن التغيير في المرحلة السابقة كان يعتمد بشكل أساسي على الشباب. ويضيف في حديثه مع دويتشه فيله أن هذا يعني "تحول هذا التغيير إلى طاقة إيجابية وإلى برامج عمل ضمن المرحلة القادمة المتمثلة بالعملية الديمقراطية التي يتوق الشعب المصري لممارستها، يتبلور في عدة محاور". و يعتبر الشاب محمد نبيل مهمة "التوعية السياسية"، التي يمارسها الشباب، للتصويت لصالح "برامج المرشحين وليس لصالح شخصياتهم" من "أولويات المهام الملاقاة على عاتق الشباب في هذه المرحلة".

و يبرر محمد حلمي ذلك بالإشارة إلى "أن النظام السابق كان يعتمد في الحملات الانتخابية البرلمانية على العصبيات والقبليات"، حسب تعبيره. فأنظار الناخبين المصريين يجب، وفق مفهوم الشباب الثوري المصري، أن تتحول إلى ما يطرحه المرشحون من برامج سياسية واجتماعية واقتصادية، بدلا من اعتماد الهويات الشخصية أو الدينية أو القبلية لاختيارهم في عملية الاقتراع، كما يوضح محمد نبيل حلمي. وفي هذا الإطار يتبلور نشاط الشباب في مصر هذه الأيام، أي العمل من أجل دفع المصريين للمشاركة في عملية الاقتراع المقبلة، كما يوضح الشاب محمد عفان.

دور الشباب في الانتخابات المقبلة

وتوزُّع الشباب الثوري في مصر بعد الثورة على التيارات السياسية والفكرية في المجتمع المصري، وهو أمر طبيعي، كما يوضح محمد عفان، فالشباب جزء لا يتجزأ من المجتمع. ويوضح محمد عفان أنّ "الكثير منهم انخرط في العمل الحزبي في إطار أحزاب سياسية كانت قائمة قبل الثورة، فيما انضم آخرون إلى أحزاب سياسية أسسها الشباب بعد الثورة". ورغم التشتت الحزبي والفكري للثوريين يسعى الشباب، كما يقول محمد عفان، إلى المحافظة على وحدة الشباب فيما يخص المحافظة "على استمرارية الثورة".

وفي هذا السياق يقول محمد عفان "هناك شكلان للمساهمة في الانتخابات البرلمانية المقبلة، الشكل الأول يتمثل بتقديم الشباب قوائم انتخابية خاصة بهم، أي دخول الانتخابات كمرشحين فاعلين". أما الشكل الثاني فيتمثل، وحسب رأي الناشط عفان، في استعداد الكثير من الشباب للقيام بمهمة الرقابة على مجريات عملية الاقتراع في كافة مراحلها بهدف ضمان ديمقراطية ونزاهة الانتخابات من جانب، ومن اجل "كشف رموز النظام السابق وحزبه المنحل" الذين يرشحون هناك وهناك وبتسميات مختلفة. ويضيف عفان في حديثه مع دويتشه فيله أن "شباب حركة 6 أبريل على سبيل المثال، سينشطون في مجال الرقابة على الانتخابات وكشف شخصيات الحزب الحاكم السابق وفضحهم أمام الناخبين". ويتفق المتحدثان المصريان على أن الانتخابات المقبلة ستكون "اختبارا صعبا لشباب الثورة المصرية على أكثر من صعيد".

طاقات هائلة وتوقعات متواضعة

NO FLASH Ägypten Kairo Proteste Demonstranten
كافحوا بكل الوسائل ودون كلل أو ملل من أجل غد افضلصورة من: AP

يظهر الواقع الديموغرافي في مصر أن شريحة الشباب في المجتمع المصري ممن لا تتجاوز أعمارهم 30 عاما، تشكل أكثر من نصف عدد السكان. بل يذهب محمد عفان إلى أبعد من ذلك ويعتقد أن الشباب حتى سن الثلاثين يشكلون "أكثر من60% من المجتمع". و بذلك يشكل الشباب نظريا أكبر قوة اجتماعية في البلاد. لكن الناشطين محمد عفان ومحمد نبيل حلمي يعبران عن توقعات متواضعة فيما يخص فرص القوى الشبابية في الانتخابات المقبلة. في هذا السياق يقول محمد عفان إنه يتوقع "حصول الشباب على ما بين عشرين إلى خمسة وعشرين مقعدا في البرلمان المصري المقبل".

وهذا يعني أن كتلة الشباب في المجلس التشريعي القادم لا تتناسب مع حجم شريحة الشباب في المجتمع ولا مع حجم جهودهم التي ساهمت في إسقاط نظام، عرف كيف يروض شعبا كبيرا في الشرق الأوسط لثلاثة عقود من الزمن. ويعلل المتحدثان أسباب ذلك بعدم استيعاب قيادات النخب السياسية التقليدية في المجتمع المصري لأهمية زج الشباب في عمل القيادات الحزبية، أصحاب القرار، من جانب، ومن جانب آخر يكمن السبب، حسب رأي محمد نبيل حلمي إلى تمحور عدد غير قليل من الشبان حول شخصيات بارزة في المجتمع، أمثال محمد البراد عي وعمرو موسى وغيرهم ممن قد يترشحون للانتخابات الرئاسية المقبلة. وتكشف هذه الظاهرة أن الكثير من الشباب لا يزال يؤمن "بالزعيم القوي" الذي يدير دفة الحكم في الدولة وفي المجتمع.

حسن ع. حسين

مراجعة: أحمد حسو

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد