1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

العراقيون يقفون صفاً واحداً خلف منتخبهم رغم خسارته

مناف الساعدي ـ بغداد١٩ يناير ٢٠١٣

على الرغم من فشل المنتخب العراقي في خطف لقبه الرابع في بطولة كأس الخليج، إلا أن أبناء الرافدين وعلى اختلاف أطيافهم ومكوناتهم ينظرون إلى منتخبهم على أنه المصدر الوحيد الذي يجمع صفهم ويوحد كلمتهم، بعد ما شتتهم السياسة.

https://p.dw.com/p/17NOC
صورة من: Munaf Al-saidy

"إخوان سنة وشيعة هذا الوطن ما نبيعه"، "كلنا نحبك يا عراق"، "بالروح بالدم نفيدك يا عراق"، بهذه الشعارات الوطنية كانت تتعالى أصوات مشجعي منتخب العراق الكروي في كافة أنحاء البلاد، ابتهاجا مع كل انتصار حققه منتخبهم الوطني "أسود الرافدين" في بطولة خليجي 21 التي أقيمت في البحرين. وحقق المنتخب الوطني العراقي مركز الوصيف في البطولة الخليجية، بعد أن خسر المباراة النهائية أمام نظيره الإماراتي بهدف مقابل هدفين، في إنجاز أثلج قلوب العراقيين وأعطاهم نسمة من الأمل ووحد صفوفهم وأبعدهم مؤقتاً عن التشتت السياسي والظرف الأمني الذي يعيشه بلدهم حاليا.

مصدر سعادة كل بيت عراقي

"هم مصدر سعادة كل بيت عراقي"، بهذه الروح الوطنية يبدأ المشجع سلام حسن حديثه معDW عربية، حول دور لاعبي المنتخب الوطني العراقي بكرة القدم في توحيد كلمة الشعب العراقي. وكان حسن يشاهد مباراة العراق ضد الإمارات مع أولاده من خلال شاشة عملاقة وضعت في الهواء الطلق بساحة كهرمانة وسط بغداد. ويقول حسن (32 عاماً) إن "لاعبي المنتخب الوطني أسعدوا شعبهم بأكمله من الشمال إلى الجنوب وهو ما لم يفعله السياسيون جميعاً منذ قدومهم إلى السلطة"، داعياً سياسيي العراق إلى أن يتعلموا درس التكاتف والوحدة من "الرياضيين وينسوا خلافاتهم المستمرة".

وتأهل المنتخب الوطني بتشكيلته الشبابية ومدربه المؤقت، حكيم شاكر، لنهائي بطولة خليجي 21 عبر بوابة البحرين بعد أن تغلب عليه بالركلات الترجيحية بنتيجة (4-2)، وحصل على العلامة الكاملة في الدور الأول من البطولة.

لاعبو العراق مثال في الوحدة

Irak, Fußball, Mannschaft, Euphorie, Niederlage, Sunniten, Schiiten. Korrespondenten im Irak Munaf Al-saidy „Irakische Mannschaft wurde mit Euphorie empfangen, trotz seiner Niederlage"
أحد مشجعي المنتخب العراقيصورة من: Munaf Al-saidy

فيما أشاد المشجع هشام ياسر هادي، الذي كان يلف علم العراق حول كتفه ويقبله بين تارة وأخرى، بلاعبي المنتخب الوطني واعتبرهم قدوة في تمثيل أواصر الأخوة العراقية بمختلف أطيافهم ومكوناتهم، مضيفاً باللهجة العامية "هذوله (هؤلاء) أبطالنا محد (لا أحد) يوحدنا مثلهم"، في إشارة إلى لاعبي المنتخب الوطني. وعن غياب "وحدة السياسة" وحلول "وحدة الرياضة" محلها يوضح هادي (27 عاماً) الذي جاء مع ثلة من أقربائه وأصدقائه لمؤازرة المنتخب الوطني في حوار مع DW عربية بالقول: "أفراحنا العفوية تدل على تلاحمنا ووحدتنا العراقية الأصيلة"، مضيفا "لا فرق بين هذا المشجع أو ذلك مهما اختلف نسبه أو طائفته وحتى عرقه وقوميته ما دام هو ابن العراق".

وسبق أن قام المنتخب الوطني العراقي بتوحيد كلمة العراقيين بعد أن فاز في كأس أسيا في العام 2007، في وقت كان يمر فيه أبناء الرافدين بظروف أمنية صعبة للغالية تتمثل بالعنف الطائفي الذي عاصره العراقيون آنذاك.

"سأنتخبهم في الانتخابات المقبلة"

أما المشجع محمد أحمد والذي فضّل أن نلقبه بـ "عاشق العراق"، فذكر أن "لاعبي منتخبنا الوطني هم السبيل الوحيد الذي يوحد صفنا ويلملم شتاتنا (...) هم أمل العراق في دحر الطائفية والمحسوبية بين أبناء الوطن الواحد". ويوضح أحمد (25عاماً) في حديث مع DW عربية، والابتسامة ترسم على وجهه "نريد من لاعبينا أن يقودوا سياسة العراق. وسأنتخب قائمتهم لو رشحوا أنفسهم في الانتخابات البرلمانية المقبلة"، مشيداً في الوقت ذاته بدور حارس عرين المنتخب، نور صبري، في الذود عن مرماه، داعياً إلى تشييد تمثال لصبري في بغداد "ليكون رمزا للوحدة والأخوة"، على حد وصفه.

Irak, Fußball, Mannschaft, Euphorie, Niederlage, Sunniten, Schiiten. Korrespondenten im Irak Munaf Al-saidy „Irakische Mannschaft wurde mit Euphorie empfangen, trotz seiner Niederlage"
حزن على الهزيمة في المباراة الأخيرةصورة من: Munaf Al-saidy

وعبر العراقيون عن فرحتهم بهذه البطولة بطرق عدة، حيث جابوا شوارع بغداد والمحافظات الأخرى رافعين الأعلام العراقية ومرددين هتافات عن وحدة العراق وتمجيد أسود الرافدين. فيما لجأ البعض إلى إطلاق عنان أبواق السيارات والعيارات والألعاب النارية كما تبادل المشجعون التهاني عبر رسائل الهاتف الجوال ووسائل التواصل الاجتماعي.

كرة القدم "معشوقة الجماهير العراقية"

من جانبه يرى المحلل السياسي، حميد فاضل حسن، وأستاذ الفكر السياسي في جامعة بغداد، أن غياب الروح الوطنية وتنميتها بين أبناء الشعب الواحد، "دفع بالشعب العراقي إلى التمسك بفريقه الوطني لكرة القدم كبديل عن ما عجز السياسيون عن تحقيقه". وعن التفاف العراقيين حول منتخبهم الكروي، يقول حسن في حوار مع DW عربية: إن "كرة القدم تمثل الحب الخالص للشعب العراقي والبعيدة عن المصالح الطائفية"، وزاد بالقول: "وهذا هو ما نفتقده بالضبط في السياسة التي عرفت على أنها أدوات للصراع في العراق".

ويعيش العراق منذ سقوط النظام السابق عام 2003 اضطرابا سياسيا وأمنيا كبيرين، فيما لا تزال خلافات سياسيي البلاد وقادته تضرب المشهد السياسي بقوة بين الحين والآخر، حتى بدأت تؤثر على الانتماءات الوطنية للشعب نفسه.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد