1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

العراق بعد الانسحاب الكبير

مراجعة: هبةالله إسماعيل ٢ سبتمبر ٢٠١٠

المرحلة التي بدأت في 9.نيسان 2003 بسقوط حكومة صدام حسين انتهت بسؤال كبير: كيف سيكون العراق بعد أن أنهت الولايات المتحدة الأمريكية عملياتها على أرضه؟

https://p.dw.com/p/P26r
صورة من: AP / DW

انتهت عمليات حرية العراق وتحقق انسحاب الجزء الأكبر من القوات الأمريكية

حسبما أعلن الرئيس الأمريكي باراك اوباما

( للاستماع اضغط على الرابط أسفل الصفحة: إعلان الرئيس الأمريكي اوباما نهاية العمليات القتالية في العراق)

والسؤال هو:

كيف ترى العراق بعد انسحاب القوات الأمريكية المقاتلة وبعد إعلان الولايات المتحدة إنهاء حالة الحرب فيه؟

طرحنا هذا السؤال على عدد من العراقيين وحاورناهم حول تصورهم عن العراق في المرحلة القادمة فكان الحوار التالي:

يحمون الأمن
يحمون الأمنصورة من: AP

الصحفي والكاتب عدنان حسين حاورنا من الكويت مشيرا الى ان العراقيين لابد أن يشعروا بالفرح والفخر، ومبينا ان الأوطان لا تحيى إلا في ظل حريتها واستقلالها الكامل، ولكنه أشار إلى أن الانسحاب الأمريكي لم يأت في وقت ملائم، لأن أعداء العراق لا يريدون أن تستقر الأوضاع في البلد ولا يريدون أن تسير العملية الديمقراطية قدما.

( للاستماع اضغط على الرابط أسفل الصفحة: عدنان حسين: الانسحاب جاء في وقت غير مناسب)

وأشار حسين الى ان العراق كان في الماضي هو المعتدي على جيرانه فقد كان نظام صدام حسين عدوانيا في علاقاته مع دول الجوار، اما الآن فهناك خوف حقيقي من دور دول الجوار في العراق التي من الممكن ان تعتدي عليه، بل ان اغلب دول الجوار تتدخل في الشأن العراقي، والملام ليس هذه الدول بل النخب السياسية العراقية التي تفتقر اغلبها للوطنية. الجيوش لا تحمي الأوطان ولا تقيم أوطانا، الجبهة الداخلية هي التي تحمي الوطن، ومسؤولية القوى السياسية في العراق اليوم هي دعم الجبهة الداخلية.

وانضم الى الحوار من لندن الكاتب والمؤرخ رشيد الخيون فبيّن أن الأمن في العراق يتحقق اذا تمكنت قوات الجيش والشرطة من حماية الأمن داخليا، وهو ما تبشّر به الحكومة العراقية والساسة، ولكن السؤال هو الى أي مدى هذا صحيح؟ فالمجازر تجري على قدم وساق كل يوم ولا تعلن جميعها.

كيف ترى العراق بعد انسحاب القوات الأمريكية المقاتلة وبعد إعلان الولايات المتحدة إنهاء حالة الحرب فيه؟ المشكلة ان الدفاع عن الوطن يلزمه جيش مؤمن بالوطن ويتحلى بحس وطني، والجيش الحالي هو تجمع ميلشيات فيكف سيتمكن هذا الجيش من حماية الوطن، وكان اولى بالقوات الأمريكية ان تتأكد من هذه المسألة قبل التعجل بالخروج، معتقدا ان الانسحاب يتعلق بوعود اوباما للناخبين.

( للاستماع اضغط على الرابط أسفل الصفحة: رشيد الخيون: الجيش يفتقد للحس الوطني والانسحاب جاء متعجلا)

Irak Schriftsellerin Reem Kubba
الشاعرة ريم قيس كبةصورة من: DW

وأشار الخيون إلى أن العراق شهد استقرارا في بعض المراحل وخاصة منذ عام 1921 وحتى 1958، ثم ارتبك بالانقلابات المتتالية، واستقر في عقد السبعينات ثم سحقت استقراره الحروب المتتالية التي بدأت عام 1980. اما المشكلة الكردية التي كانت تتفجر من حين الى آخر لم تكن مشكلة كبرى، ومطالب الكرد كانت منطقية لكن النظام القومي في ذلك الوقت لم يقبل مطالبهم. وأشار الخيون الى مسالة الحرب مع ايران، مشيرا إلى ان مسؤولية الحرب تقع على العراق وإيران سوية، لأن العراق بدأ الحرب وطالب بإنهائها عام 1982، لكن الحكومة الإيرانية استمرت في الحرب حتى هزيمتها عسكريا عام 1988.

ثم كشف الخيون ان الساسة العراقيين الذين عادوا من الخارج في الغالب عادوا بمطالب شخصية تتعلق بأملاك صادرها النظام السابق أو أراضي وزعت على الفلاحين في عهد الجمهورية الأولى وغيره ، وهذا حسب رأيه- هو سبب العجز، واختتم كلامه بالقول إن هذه الوجوه ستغيب وسيظهر جيل جديد يتولى بناء العراق وعلى الولايات المتحدة ان تتحمل مسؤوليتها حتى النهاية.

وشارك في الحوار من مدينة هامبورغ الصحفي الألماني المتخصص في شؤون الشرق الأوسط من شبكة أ أر دي شتيفان بوخن فبين انه قد زار العراق لآخر مرة قبل 3 أعوام حيث ساد الخوف مدن العراق ، ثم ما لبث الوضع الامني ان تحسن خلال الأعوام الماضية لكن لا يمكنني القول انه صار مريحا للعراقيين، فأعمال التفجير جارية وضحاياها في الغالب من الأبرياء، والعملية السياسية تعيش مرحلة سبات منذ ظهرت نتائج الانتخابات في مارس آذار المنصرم. هناك عناصر تريد أن تخل بانتقال السيادة من الأمريكيين الى العراقيين، وهي عملية لم تكتمل لوجود 50 ألف جندي أمريكي، إلا أن الانسحاب قد بدأ بالفعل ، من جانب آخر خابت الآمال في القادة السياسيين العراقيين.

وعلق بوخن على قضية استعادة العراق لموقعه الدولي مثلما كان عليه في عهد صدام حسين، مبينا انه لا يحبذ العودة الى تلك المرحلة ولا يشتاق- حسب تعبيره- الى قيادة صدام حسين. وأعرب عن تمنياته بمشاهدة حكومة لا تحمل خصال حزب البعث وهي التي يمكن ان تسعد العراقيين. ثم بيّن بوخن ان آثار حكم صدام حسين والفوضى التي أعقبت الاحتلال الأمريكي جعلت من العراق اضعف دول المنطقة.

( للاستماع اضغط على الرابط أسفل الصفحة: شتيفان بوخن: لا اشتاق لحكم صدام حسين)

NIZAR AL - SAMARAI
الكاتب نزار السامرائيصورة من: NIZAR AL - SAMARAI

واعتبر بوخن أن العراق يمكن ان يصبح مؤهلا لاستقطاب الاستثمارات الدولية بعد انسحاب القوات الأمريكية لأن قطاع الصناعة فيه مدمر بالكامل والنفط يغري الجميع بالحضور إليه مشيرا إلى أن عددا من الشركات الأوروبية والألمانية تعمل بالفعل في العراق منذ بضع سنوات .

ومن مدينة كولونيا شارك في الحوار الناشط السياسي والصحفي ماجد فيادي حيث قال إن الساسة العراقيين يفتقرون إلى وعي سياسي بمستوى دورهم في المرحلة الحالية الأمر الذي يجعل من العسير عليهم ان يديروا دواليب السياسة كما يجب، فهم- حسب تعبيره - ما زالوا يعيشون عقلية المعارضة. وبيّن فيادي أن أحزاب العراق نظريا تؤمن بالتبادل السلمي للسلطة، لكن هذه الصورة تشوهها أن اغلب هذه الأحزاب تمتلك ميلشيات مسلحة وهو أمر يتعارض تماما مع صورة الديمقراطية.

( للاستماع اضغط على الرابط أسفل الصفحة: ماجد فيادي: الساسة العراقيون أساءوا إلى الديمقراطية وشوهوا صورة بلدهم)

ودخلت على خط الحوار من القاهرة الشاعرة المبدعة ريم قيس كبة فأجابت على سؤال البرنامج بقولها "إن إعلان إنهاء حالة الحرب بحد ذاته هو خبر مفرح ويحملني على التفاؤل، وأنا أتفاءل مثلما تفاءلنا بسقوط النظام لكن خيبة الأمل جاءت سريعا حيث رأينا الأمريكيين في العراق، والديمقراطية لا تصدر والعراق يحمل إرثا طويلا من الدم والثأر ، وعلى العراقيين ان يتسامحوا وينسوا آلامهم، وميراث الحروب لن ينتهي في يوم وليلة، لذا نرى الحزن يخيم على المشهد، لكن العراق يمشي في الطريق الصحيح ".

( للاستماع اضغط على الرابط أسفل الصفحة: ريم قيس كبة: نحن نسير رغم كل شيء في الطريق الصحيح)

Irakischer Autor und Journalist Rasheed Bander
الكاتب والمؤرخ رشيد الخيونصورة من: Rasheed Bander

واعترضت ريم على قولنا أن الفن قد غاب عن العراق ، معتبرة أن الفن العراقي قد غيّب وأن الحروب التي شهدها العراق لم تغيب الفن عن المشهد، لكن الفن كان محاصرا في العراق ولم تكن آفاقه مفتوحة، والفنان العراقي لسبب الطاغية كان يعيش عزلة ، بل تحول الشعراء مثلا إلى شعراء داخل وشعراء خارج، لكن الإبداع لم يمت . ثم بينت ان حالة التخلف والجهل تعم كل العالم العربي، اما الشارع العراقي فيبدو محافظا على وعيه، وبعد ان غاب الأمريكيون عن المشهد العراقي فقد غابت الشماعة التي يعلق عليها الجميع حججهم بمقاطعة العراق ومحاصرته.

واهتمت الصحف الأوروبية بموضوع الانسحاب الأمريكي من العراق وتأثيره على الوضع السياسي والأمني. الزميل ياسر أبو معيلق قرأ مقتطفات من مقالات بعض الصحف الأوروبية حول هذا الموضوع.

( للاستماع اضغط على الرابط أسفل الصفحة: أقوال الصحف الأوروبية في عراق ما بعد الوجود الأمريكي في تقرير ياسر أبو معيلق)

الكاتب نزار السامرائي الباحث في المركز العراقي للدراسات الإستراتيجية في دمشق أعرب عن اعتقاده في أن الوجود الأمريكي في العراق ما زال قائما حيث هناك 50 ألف جندي ينتشرون في قواعد كبيرة في العراق ، والإدارة الأمريكية هي التي تسيطر على القرار السياسي في البلد، ولن يستطيع الساسة المحليون أن يقرروا شيئا لوحدهم .

ونقل السامرائي كلامه إلى ارض الواقع فبيّن أن أي انقلاب عسكري في العراق مثلا لن ينجح دون تنسيق مع الجانب الأمريكي، ولو تعرضت الحكومة الحالية او التي تليها لمحاولة انقلاب فالقوات الأمريكية ستتدخل لإنقاذها، وأن أي انقلاب عسكري محكوم عليه بالفشل ما لم ينسّق الانقلابيون مع الولايات المتحدة ويحصلوا على رضاها.

( للاستماع اضغط على الرابط أسفل الصفحة: نزار السامرائي: الوجود العسكري الأمريكي يحمي الحكومة، وأي انقلاب لن ينجح دون رضا أمريكا)

و أدلى المستمعون بدلوهم في الإجابة عن سؤال البرنامج، حيث اعتبرت د .ملاك من البصرة أن الولايات المتحدة لم تنجح في حفظ الأمن وكذلك الساسة العراقيون، والاستقرار لن يتحقق إلا باحتواء الفوضى وبظهور قائد وطني مع قيادة ذات مشروع وطني محايد ونزيه

( للاستماع اضغط على الرابط أسفل الصفحة: المستمعة د ملاك: لا احد يهتم بالعراق والكل يفكرون بالمغانم بملايين الدولارات)

الكاتب : ملهم الملائكة Mulham Almalaika .