1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

العراق: حراك في الواقع وانتفاضة على الشبكات الإجتماعية

مريم مرغيش
١٦ يوليو ٢٠١٨

تدخل المظاهرات في العراق يومها السابع، وفي الوقت الذي تشهد فيه المحافظات الجنوبية حراكا شعبيا في الواقع، تترجم مواقع التواصل الاجتماعي أحدث التحركات بالبلد حسب رأي مستخدميها. فكيف تفاعل الرواد مع الأحداث منذ البداية؟

https://p.dw.com/p/31XcS

اضطرابات العراق.. بدأت لتحسين الخدمات فإلى أين تصل؟

ما تزال الاحتجاجات في العراق مستمرة بعد أسبوع من إنطلاقها. فبعد أن كانت البصرة محطة أولى للمظاهرات ضد الفساد ومنصة للمطالبة بالحقوق من طرف المتظاهرين، اتسعت رقعة الاحتجاج لتشمل مدنا أخرى كالنجف وكربلاء وبغداد...

مواقع التواصل الاجتماعي حملت مرة أخرى مطالب المتظاهرين، ورصدت أهم التحركات بالميادين التي تمت فيها الاحتجاجات؛ صوتا وصورة. في المقابل نقل الإعلام المحلي ما يجري في البلد بـ"تحفظ كبير"، كما وصفه البعض. 

وقد شكل الإعلام الجديد منبرا ترجم فيه المتظاهرون مطالبهم، كما عبر فيه المعارضون عن أفكارهم، لكن انقطاع الأنترنت في عموم البلد لنحو 36 ساعة حدد من حرية نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، لكنهم ما لبثوا أن واصلوا متابعة ما يجري في البصرة وماجاورها من محافظات الجنوب. 

وفي الوقت الذي تطالب فيه الجهات المحتجة بالاستجابة لمطالبها فيما يخص تحقيق العدالة في توزيع الثروات وتقليص الفوارق بين الفئات المجتمعية، خاصة بالبصرة التي تدر صادرات النفط منها أكثر من 95 في المائة من عائدات العراق. بالإضافة إلى هذا، يطالب المحتجون بالحد من ظاهرة البطالة التي يعاني منها 10.8 بالمائة من سكان العراق، زيادة عن الماء والكهرباء.

وبالرغم من تدخل السلطات وحظر التجول في بعض المحافظات، إلا أن هذا لم يمنع من سقوط قتلى وجرحى، كما لم ينجح في إخماد فتيل الحراك الذي يدخل يومه السابع على التوالي، وهو ما تابعه مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي عن طريق حسابات المتظاهرين الذين نقلوا الحراك من الواقع إلى الشبكات الاجتماعية أيضا.

احتجاجات افتراضية...

"العراق" هي الكلمة المفتاحية للاحتجاجات في البصرة على مواقع التواصل الاجتماعي. وبينما يبرز وسم: العراق ينتفض، كشعار للمغردين على "تويتر" والمدونين على "فيسبوك" بخصوص الاحتجاجات، تظهر لنا وسوم أخرى كعنوان لتعليقات رواد "السوشيال ميديا" على ما يحدث بالبصرة والمدن العراقية الأخرى.

وقد غص موقع "تويتر" بالوسوم التي تَشَارك بها المتظاهرون شعاراتهم والمعلقون آراءهم. البعض كتب منشوره تحت وسم: البصرة تنتفض أو ثورة البصرة، في حين اختار آخرون وسم ثورة الجياع ومظاهرات العراق والشعب يريد إسقاط الأحزاب... 

<iframe src="https://www.facebook.com/plugins/post.php?href=https%3A%2F%2Fwww.facebook.com%2Fpermalink.php%3Fstory_fbid%3D1915847655380691%26id%3D100008664253253&width=500" width="500" height="480" style="border:none;overflow:hidden" scrolling="no" frameborder="0" allowTransparency="true" allow="encrypted-media"></iframe>

الوسوم حملت بين السطور المرافقة لها كثيرا من هموم المتظاهرين الذين يؤكدون أن حراكهم سلمي، كما حملت آراءً مخالفة تركز على "المندسين" في صفوف المتظاهرين.

وبالرغم من انقطاع الأنترنت في عموم البلد إلا أن رواد "السوشيال ميديا" لم يلبثوا أن عاودوا مشاركة الأحداث حال عودة الانترنت. وقد اعتبر البعض في قطع الأنترنت "تكميما" للأفواه، كما رأى جزء آخر، من نشطاء "تويتر"، في قطع الأنترنت  سماحا بانتشار شائعات كثيرة كان بالإمكان تفاديها.

أم ثورة حقيقية؟

"الثورة الحقيقية"، هكذا وصف بعض المغردين ما يقع في البصرة والمحافظات الجنوبية بالعراق. فالمطالبة بمحاربة الفساد واستغلال الدين، علاوة على مطالب عموم العراقيين بتحسين الظروف الاقتصادية للمواطن جعلت هؤلاء يضمون صوتهم إلى المحتجين ويشجعونهم على السير قدما في مطالبهم الشرعية. 

لكن البعض الآخر نبه إلى إمكانية تدخل جهات معينة لتشويه ملامح الحراك. وتقاسم مغردون صورا كاريكاتورية ومنشورات يبرزون بها تخوفهم من تدخل "إيران" فيما يحدث حاليا. المتهِمون لـ"إيران" قالوا إنها تسعى إلى تدمير البلد وتحويله إلى "عراق متخلف"، كما حذر آخرون من دخول "داعش" على الخط بدافع إيراني.

بعض المغردين طالبوا بإسقاط الأحزاب والتي يقولون إنها "أحزاب إيران في العراق"، كما اتهموا الطبقة الحاكمة بـ"إدارة الفساد المالي والجهل المركب". وفي هذا السياق، يُذكر أن مجموعة من المقرات التابعة لأحزاب عراقية تعرضت للحرق.

ماذا عن "المندسين"؟

في الوقت الذي أكد فيه المجلس الوزاري للأمن الوطني العراقي أن القوات الأمنية ستتخذ كافة الاجراءات الرادعة بحق "مندسين يحاولون الاستفادة من التظاهر السلمي للتخريب"، علاوة على وجود "فئات مندسة تحاول الاستفادة من التظاهر السلمي للمواطنين للتخريب ومهاجمة مؤسسات الدولة والممتلكات الخاصة"، غرد مستخدمون كثر معلقين على الخبر الذي تناقلته منابر إعلامية رسمية بالعراق. 

وبالرغم من وجود بعض المغردين الذين حذوا حذو التصريحات الرسمية وأكدوا وجود مندسين في جموع المتظاهرين، إلا أن  آخرين قالوا إنه لا وجود لهؤلاء، واستهزأوا من التصريحات الرسمية التي تؤكد وجودهم معتبرين ذلك هروبا من الحقائق، كما نددوا بالإعلام الذي ركز على "المندسين" بدل التركيز على المظاهرات والمطالب الشعبية. 

مريم مرغيش

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد