1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الفاتيكان يحتفي بالموسيقار البروتستانتي هِندل

١٤ أبريل ٢٠٠٩

هِندل هو أحد كبار الموسيقيين في العالم، ونموذج للموسيقار الأوروبي الشامل. ولد وتعلم في ألمانيا، ثم أتقن فنون الموسيقى في إيطاليا، غير أنه أبدع معظم أعماله في بريطانيا. اليوم تمر 250 عاماً على وفاة هذا الموسيقار الشهير.

https://p.dw.com/p/HWjv
هندل (1685 - 1759) موسيقار أوروبي بحقصورة من: picture-alliance / akg-images


كانت حياة الموسيقار غيورغ فريدريش هِندل (أو هاندل بحسب اللفظ الإنكليزي) حافلة بالتناقضات والمفارقات: فهو ألماني ومع ذلك أحب لندن وعاش فيها أغلب سنوات عمره وأبدع فيها معظم أعماله، ولذلك يُنظر إلى هذا الألماني باعتباره المؤسس الحقيقي للموسيقى الإنجليزية. كان سخياً إلى حد التبذير كما كان ثرياً يمتلك عدداً كبيراً من اللوحات الفنية ومن بينها لوحات رمبرانت، غير أنه كان يدقق في كل مليم قبل أن يسدد فاتورة الحساب. العجيب في الأمر أن الموسيقار ظل طيلة حياته وبعد وفاته متوارياً خلف أعماله، فلا يكاد يعرف أحد حتى اليوم شيئاً عن حياته الخاصة. عاش طيلة حياته للموسيقى، بل إن آخر زيارة قام بها قبل وفاته كانت لحضور مقطوعة "المسيح" التي وضع ألحانها، وبعدها بعدة أيام توفي في الرابع عشر من أبريل / نيسان عام 1759.

هندل يحصل على الجنسية البريطانية

ولد هِندل في الثالث والعشرين من فبراير / شباط عام 1685 في مدينة هاله الواقعة على نهر الزاله. في السابعة من عمره تعلم العزف على الكمان والأرغن. في عام 1704 انتقل إلى مدينة هامبورغ حيث ألّف أول أوبرا له بعنوان "آلميرا" التي كانت بداية سلسلة طويلة من الأوبرات التي ألفها وبلغ عددها 45 أوبرا.

في عام 1706 سافر إلى إيطاليا حيث قضى ثلاث سنوات، التقى خلالها عدداً من الموسيقيين المشهورين من بينهم فيفالدي. وفي إيطاليا تفتقت قريحته الموسيقية عن نحو مئة كانتاتا وعدد من الأوبرات. وعندما عاد من إيطاليا عام 1710 تم تعيينه قائداً للفرقة الموسيقية في هانوفر، غير أنه سرعان ما طلب إجازة ليسافر إلى لندن حيث قدم هناك أوبرا "رينالدو". ولم يلبث هِندل أن عاد إلى لندن مرة ثانية في خريف 1712 ليستقر نهائياً في لندن. وفي عام 1714 توفيت ملكة بريطانيا وفاة مفاجئة، وأعقبها على العرش حاكم هانوفر غيورغ لودفيغ الذي كان هِندل يعمل في فرقته الموسيقية، وبذلك تمتع هِندل بمكانة عالية لدى الملك الجديد الذي كان محباً للموسيقى.

أعجب البريطانيون بهِندل، ومنحوه الجنسية البريطانية في 1727، معتبرين إياه أحد أهم مؤلفيهم الموسيقيين. وفي لندن وضع هِندل عدة مؤلفات موسيقية حققت شهرة كبيرة، منها مقطوعة "الموسيقى المائية" التي حازت إعجاب الملك كثيراً، فأمر بتقديمها ثلاث مرات في الأمسية نفسها وهم يتنزهون على متون المراكب على نهر التيمز، بينما كان هِندل يقود فرقته الموسيقية المؤلفة من خمسين عازفاً وهم على متن مركب آخر. كما اشتهر عمله "موسيقى الألعاب النارية" الذي وضعه عام 1749 احتفالاً بصلح آخن.


"إنني أرى السماء والرب"

Contentbanner 250 Todestag Georg Friedrich Händel
ألف هندل عددا كبيراً من المقطوعات الدينية، من أشهرها "المسيح"

أما أشهر أعمال هِندل فهو بلا شك أوراتوريو "المسيح" (المسيّا) الذي ألفه عام 1741 في غضون ثلاثة أسابيع لا غير. ومنذ أن قُدم هذا الأوراتوريو لأول مرة في دبلن عام 1742، لم يتوقف عزفه حتى اليوم. ومن المقاطع المشهورة في الأوراتوريو المقطع الذي يغني فيه الكورس "هللويا"، وعنه قال هِندل: "لقد خُيّل إلي رؤية السماء كلها، وفي وسطها الرب العظيم بنفسه".

قبل أن يؤلف هِندل أوراتوريو "المسيح" كان واقعاً في براثن أزمة صحية ومالية. كان الجمهور قد بدأ ينصرف عن موسيقاه الفخمة الإيطالية الطابع التي جلبت له في البداية نجاحاً كبيراً. شعر هِندل بتغير ذوق الجمهور، واستجاب إلى ذلك بتأليفه مقطوعات دينية (أوراتوريو) لاقت الإعجاب البالغ. وعندما احتفل الفاتيكان هذا العام بالذكرى الثمانين على تأسيس الدولة الكاثوليكية تم اختيار الموسيقار البروتستانتي هِندل لكي تصدح موسيقاه، وتحديداً مقطوعة "المسيح"، في الحفل اليوبيلي.

في عام 1737 أصيب الموسيقار بانهيار عصبي أجبره على قضاء فترات طويلة في العام في المنتجعات. ثم أصيب عدة مرات بجلطة دماغية أسفرت في عام 1851 عن فقدانه حاسة الإبصار. غاب الموسيقار عن حفلاته الموسيقية، غير أن أعماله ظلت حاضرة، سواء في لندن حيث عاش أو في باقي العواصم الموسيقية التي تحتفل منذ اليوم بذكرى وفاته قبل 250 عاماً.


(س ج / د ب أ، ك ن أ، إ ب د، د ف)

تحرير: هيثم عبد العظيم

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد