1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

المرأة والمراكز القيادية - هل هو حلم صعب المنال؟

٣ يوليو ٢٠١١

على الرغم من تساوي كفاءتها مع الرجل تبقى فرصة وصول المرأة الألمانية إلى المراكز القيادية محدودة نسبيا في بعض القطاعات. فما هو وضع المرأة العربية؟ دويتشه فيله استطلعت أراء الشباب حول وضع المرأة العاملة في العالم العربي.

https://p.dw.com/p/11mKA
صورة من: Picture-Alliance/dpa

"حقوقي كامرأة ألمانية مصانة، لكن ما ينقصنا هو مساواة عادلة بيننا وبين الرجال في وصولنا إلى المراكز القيادية"، هذا ما تأمله الشابة بريجيت لمستقبل المرأة في ألمانيا. برجيت (30عاماً) تعمل في إحدى شركات الاتصال الألمانية الخاصة، وتنتقد ضعف الوجود الأنثوي في المراكز القيادية في الشركة قائلة: "رغم تساوي كفاءة المرأة مع الرجل فما تزال غائبة عن الكثير من المراكز القيادية".

غياب المرأة الألمانية عن مراكز اتخاذ القرار في الكثير من الشركات الألمانية، دفع ببعض الأحزاب الألمانية والمنظمات المدافعة عن حقوق المرأة إلى البحث في أمر اتخاذ إجراءات خاصة تتعلق بـ"الكوتة النسائية". وتقضي هذه الكوتة بتخصيص نسبة 30 بالمائة من المراكز القيادية في الشركات الألمانية للمرأة.

ماتياس مولر، موظف في قسم إدارة الموارد البشرية في إحدى الشركات الألمانية، يرى أن وصول المرأة إلى المراكز القيادية ضرورة لابد منها. ويشرح سبب ذلك بقوله: "إن ألمانيا تعاني من خلل ديموغرافي كبير، ما يعني أن الرجال لن يتمكنوا وحدهم مستقبلاً من تغطية المناصب القيادية". ويعبر ماتياس في الوقت ذاته عن رأيه القائل بأن المرأة الألمانية متأخرة عن قريناتها الأوروبيات اللواتي أصبحن متفوقات على الرجال بكفاءاتهن.

"مشاركة لا ترضي الطموح"

المرأة الألمانية ليست وحدها التي تطالب بتعزيز دورها في المراكز القيادية، ففي تونس تؤكد الإعلامية ريم بن علي أن وصول المرأة إلى تلك المراكز لا يتعلق بالقوانين وحدها، إذ أن "القوانين التي تدعم المرأة في تونس هي من أفضل القوانين عالمياً، إلا أن المشكلة تكمن في تطبيق هذه القوانين".

No Flash Frauen auf der Arbeit
تحقيق حلم المرأة في الوصول إلى المراكز الريداية مرهون بتغيير العقلية الذكريةصورة من: picture alliance/Golden Pixels LLC

أما في لبنان فترى الصحفية جولي مراد أن عدم تقبل المجتمع الذكوري للمرأة اللبنانية يجعلها بعيدة عن مراكز القيادة، باستثناء بعض المجالات. وتقول مراد: "لننظر إلى الحياة السياسة في لبنان وموقع المرأة فيها، فكم هو عدد النساء اللواتي تمكن من استلام مناصب وزارية مثلاً؟". ولم تقتصر جولي في أمثلتها على الحياة السياسية، بل تشير أيضاً إلى غياب المرأة عن المناصب الرائدة في المجال الإعلامي. وتضيف مراد قائلة: "رئاسة التحرير في الصحف المحلية غالباً ما تكون بيد الرجال، فهل يعني ذلك أن المرأة اللبنانية لا تتقن السياسة كالرجل؟".

ويخالف الشاب البحريني مجتضى جولي في رأيها، فمجتضى يعمل في قسم التوظيف في إحدى الشركات البحرينية، ويؤكد على أن فرص وصول المرأة إلى المراكز القيادية تساوي فرص الرجل. ويقول مجتضى: "ليس هناك معايير ذكورية وأنثوية في التوظيف" مؤكداً في الوقت ذاته أن المرأة البحرينية واجهت الكثير من العقبات التي منعتها من تبوء المراكز القيادية إلا أنها تمكنت في النهاية من تحقيق حلمها. ويضيف مجتضى قائلاً: "شغلت المرأة البحرينية منصب الوكيلة والوزيرة وأصبحت عضو في مجلس الشورى والنواب". وإلى جانب مشاركتها في الحياة السياسية يشير مجتضى أيضاً إلى دورها الريادي في الكثير من القطاعات الاقتصادية، و"لا يمكننا أن نتجاهل وجود المرأة في المراكز القيادية في بعض المصارف وشركات الطيران، إلا أن نسبة مشاركتها قد لا ترضي الطموح".

"ثورة مصر لم تكن في صالح المرأة"

الصحفية المصرية أماني ترى أن ثورة الـ25 من يناير لم تكن في صالح المرأة وتبرر سبب نظرتها التشاؤمية بقولها: "شباب الثورة هم أول من تم تهميشهم بعد سقوط الديكتاتور مبارك، فكيف يمكن للمرأة المصرية أن تنال حقوقها وخاصة بعد إلغاء قانون الكوتة المصرية وغيرها من القوانين التي تعزز دور ومكانة المرأة في المجتمع".

ورغم اختلاف القوانين التي تدعم وصول المرأة إلى المراكز القيادية من بلد إلى آخر، إلا أن هناك الكثير ممن يعتقدون أن تساوي الكفاءة بين المرأة والرجل وحدها لا يكفي لتبوء المرأة المراكز الريادية في المجتمع. وهو ما يراه الشاب الألماني ماتياس أيضاً، إذ يشيد من خلال تجربته الطويلة في قسم التوظيف بذكاء المرأة الاجتماعي وقدرتها على تحمل المسؤولية، إلا أنه ينتقد في الوقت ذاته طبيعتها المتواضعة وعدم ثقتها بنفسها مقارنة مع الرجل. ويضيف في هذا الصدد قائلاً: "في أغلب مقابلات التوظيف يظهر الرجال وكأنهم يعملون منذ أن ولدوا،على عكس الفتيات اللواتي يغلب عليهن الخجل والتواضع".

Bewerbungsgespräch
تبقى المرأة خجولة ومتواضعة رغم تحليها بالذكاء وقدرتها على تحمل المسؤوليةصورة من: picture-alliance / beyond/Annie Engel

لكن جولي تختلف مع ماتياس في وجهة النظر هذه، فهي تؤكد على أن المرأة اللبنانية قادرة على إثبات نفسها بقوة في مجالات مختلفة. ورغم ذلك فإن وصولها إلى مراكز متقدمة في العمل مرهون بوجود شخص ملائم يدعم وصولها إلى المراكز الريادية.

المرأة تربي الرجل على التسلط

وتشير جولي إلى تجربتها الشخصية قائلة: "تمكنت من تبوء منصب مديرة تحرير تنفيذية في جريدة محلية بعد أن حصلت على دعم من رئيس تحرير هذه المجلة والذي كان يدعم وجود الطاقات الشبابية ذات الكفاءات المميزة ويمنحها فرصة الوصول إلى مواقع ريادية".

أما الصحفية ريم بن علي فتؤكد على أن تحقيق حلم المرأة في الوصول إلى المراكز الريادية مرهون بتغيير العقلية العربية. وترى أن للمرأة العربية الدور الأكبر في ذلك. "المرأة هي التي ربت الرجل على حب التسلط والقيادة، فالكثيرات يفضلن إدارة بيوتهن على تحمل المسؤوليات في العمل، ويضعن ثقتهن العمياء في الرجال".

دالين صلاحية

مراجعة: عماد غانم

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد