1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الناخبون لأول مرة- ثقلهم في ميزان الانتخابات وميولهم الحزبية

٢٦ سبتمبر ٢٠٢١

يحق لحوالي ثلاثة ملايين شاب وشابة التصويت لأول مرة في حياتهم في هذه الانتخابات التشريعية. لم تعرف هذه الفئة غير أنغيلا ميركل مستشارة لألمانيا. فهل تكون هذه الفئة هي بيضة القبان؟ وإلى أي الأحزاب تميل؟

https://p.dw.com/p/40pWG
مرشحة حزب الخضر لمنصب المستشارة أنالينا بيربوك
يتمتع الخضر بشعبية بين الشباب صورة من: Federico Gambarini/dpa/picture alliance

يونا وكورنيليوس وثوريد ثلاثة من بين حوالي 3 مليون ناخب شاب يصوتون لأول مرة في حياتهم في الانتخابات البرلمانية الألمانية. وصوت يونا بالفعل عن طريق البريد، أما كورنيليوس وثوريد فيصوتان اليوم الأحد (26 أيلول/سبتمبر 2021) في دائرتهما الانتخابية. "أنا سعيد للغاية بعد أن أصبح من حقي التصويت. وأنا متفائل نسبياً أن الانتخابات ستغير الكثير"، يقول كورنيليوس. أما ثوريد فهي على وعي بالمسؤولية المترتبة على المقترع: "يفكر المرء كثيراً بالأمر. على كل حال المسألة مثيرة بالتأكيد".

يعيش الثلاثة في غرب وشرق البلاد ولديهم الكثير من القواسم المشتركة، وبطريقة ما يجسدون ما يقال عن جيلهم: إنهم على إطلاع جيد وقرأوا البرامج الانتخابية لأحزابهم المفضلة. ويجمعهم الثلاثة التركيز على أهمية حماية المناخ.

لم يعرف الثلاثة إلا المستشارة أنغيلا ميركل في مكتب المستشارية. "بعد 16 عاماً من حقبة ميركل تبدأ مرحلة جديدة. وهذا ما يميز هذه الانتخابات عن سابقاتها"، يقول كورونيليوس. عندما أضحت ميركل مستشارة لألمانيا عام 2005 كان عمر يونا وثوريد سنتين وكورونيليوس أربع سنوات.

يثني ثلاثتهم على ميركل: "كانت هادئة ومتزنة وسياسية موهوبة. ومن الممتع التفكير في أنه عندما أريد تقييم المستشار الجديد، فإني أقارنه بميركل"، تقول ثوريد وتضيف أنه لو ترشحت ميركل هذه المرة أيضاً فإنها كان ستصوت للحزب المسيحي الديمقراطي. "لا يمكنني دعم لاشيت". لقد أعطت صوتها لحزب الخضر.

اقرأ أيضاً: الألمان-العرب والانتخابات البرلمانية... الدوران في حلقة مفرغة؟

الأحزاب الأكثر شعبية بين الشباب

تكشف نظرة سريعة على استطلاعات الرأي بين الشباب من عمر 16 إلى 24 عاما أن حزب الخضر هو الذي سيحظى بأصوات 18,7 بالمئة ممن شملهم الاستطلاع. وفي المركز الثاني حل بحوالي 16 بالمئة كل من الحزب الاشتراكي الديمقراطي والحزب الديمقراطي الحر (الليبرالي). وتشير استطلاعات رأي أخرى شملت من هم تحت سن 30 عاماً أن حزبا الخضر والديمقراطي الحر يتقدمان وبفارق أكبر على الأحزاب الأخرى.

"نرى التركيز الكبير للخضر والليبراليين على الناخبين الشباب من حيث القضايا المطروحة في البرامج الانتخابية، وعلى الأخص قضيتي حماية المناخ والرقمنة"، تقول آني غولدمان، المختصة بالعلوم السياسية في جامعة إيسن-ديسبورغ.

لماذا الخضر؟

نجح التركيز على المناخ في جذب كورونيليوس للخضر، بيد أنه لا يوافقهم الرأي بكل جوانب سياستهم المناخية. فيبدو أن الخضر فهموا الكنز الذي يمكن أن يجنوه من الناخبين لأول مرة. ومن هنا قاموا بتوجيه رسائل باسم كل ناخب وناخبة من تلك الفئة. وفعلت أحزاب أخرى الشيء ذاته، بيد أن الخضر هم الوحيدون الذين أفصحوا عن عدد تلك الرسائل: حوالي مليونين. "كافح الشباب في السنوات الأخيرة في سبيل حماية المناخ، ومجتمع متعدد في أوروبا موحدة، والعدالة العالمية. وقد غيرت مساهماتهم تلك المجتمع. وحان الوقت لنقل تلك التغيرات إلى تحت قبة البرلمان"، حسب حزب الخضر.

الليبراليون من جديد

وحتى ثوريد فكرت في انتخاب الخضر، بيد أنها اليوم ميالة أكثر للحزب الديمقراطي الحر (الليبرالي). تأثرت بسياستهم الاقتصادية. "بدلاً من التركيز على كيفية إنفاق المال، يركز الحزب على الطرق التي يمكن بها للأفراد جني المال". وتريد ثوريد بصوتها مواجهة الاتجاهات الاقتصادية لأقصى اليسار.

استرعى الليبراليون اهتمام ثوريد بمواقفهم من جائحة كورونا. "أمي ممرضة رعاية مسنين وليست ملقحة. ومن هنا خوفها الأكبر هو أن تفقد عملها. والحزب مع عدم فرض التطعيم". تلقت ثوريد نفسها التطعيم وتناقشت مع أمها ولساعات حول المسألة، غير أنها يمكن أن تفهم مخاوفها.

البديل الديمقراطي؟

من حيث المبدأ يسمع المرء من الناخبين الشبان الثلاثة: الشيء الجوهري أن هناك تغييراً. "يوحد الناخبون الشباب عدم رضاهم عن السياسة، ولكن إلى حد مختلف عن كبار السن. بينما لا يرضى الناخبون الكبار في السن عما حدث في الماضي، يتملك الشباب الخوف من المستقبل"، يقول يونا ويردف أن الحملات الانتخابية لحزبي الاتحاد المسيحي والاشتراكي الديمقراطي بدت له مفتقرة للأفكار.

وتعتقد ثوريد أن سبب نجاح الخضر والليبراليين في صفوف الشباب هو أنهما يمثلان البديل الديمقراطي. "لدى الحزبين مقاربات حديثة، غير متطرفة". وترى ثوريد أن حزبي اليسار والبديل من أجل ألمانيا في الغالب يتخذان مواقف متطرفة في أقصى اليسار وأقصى اليمين.

الشباب "يتأثر" بالكبار

يحظى حزب البديل اليميني الشعبوي بشعبية أيضاً بين الشباب في شرق ألمانيا. وقد خبرت ثوريد ذلك؛ إذ أنها تعيش في ولاية ساكسونيا-أنهالت. "ينقل الآباء أفكارهم لأبنائهم. والناخب لأول مرة يتأثر بمن هم أكبر سناً منه.

ومن اللافت للنظر هو انجذاب الكثير من الناخبين والناخبات، ممن ينتخبون للمرة الأولى، للأحزاب الصغيرة. وأظهر استطلاع للرأي ميل 23 ممن شملهم الاستطلاع من الشباب لحزب صغير.

في ألمانيا هناك أكثر من خمسين حزباً. وأغلب الظن أن معظمها سيفشل في تخطى حاجز نسبة الخمسة بالمئة اللازمة لدخول البرلمان. وبغض النظر لمن سيصوت الناخبون والناخبات لأول مرة، فإنهم يبقون بحوالي 3 ملايين صوت أقلية من بين 60 مليون ألماني يحق لهم الانتخاب. يونا مستاء قليلاً ويشك في "التأثير الكبير" لأصوات الناخبين والناخبات للمرة الأولى.

بيد أن كورونيليوس متفائل ويعتقد أن روح التغيير التي تنبعث من تلك الفئة من الناخبين والناخبات موجودة عند بقية الشعب. "الإرادة في التغير ليست من عندنا وحدنا. أعتقد أن هناك إرادة واضحة بأن شيئاً ما يجب أن يتغير".

ليزا هنيل/خ.س