1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الناخبون يعاقبون حزب ميركل في ولايتي فورتمبرغ وبفالتس!

١٥ مارس ٢٠٢١

فاز رئيسا الحكومتين القويان في ولايتي بادن فورتمبرغ وراينلاند-بفالتس بأول انتخابات تجرى هذا العام، الذي سيشهد استحقاقات انتخابية أخرى مهمة. ولقد عاقب الناخبون الحزب المسيحي الديمقراطي على سياسة كورونا وفضيحة الكمامات.

https://p.dw.com/p/3qepo
رئيس ولاية بادن فورتمبرغ، فنفريد كريتشمان من حزب الخضر
فنيفريد كريتشمان قاد الخضر إلى تحقيق فوز واضح في انتخابات ولاية بادن فورتمبرغ بجنوب غرب ألمانيا صورة من: Uli Deck/dpa/picture alliance

مباشرة، بعد وقت قصير من إغلاق مراكز الاقتراع في ولايتي بادن فورتمبرغ وراينلاند-بفالتس، كانت النتيجة الأكثر أهمية في منتهى الوضوح: رئيسا الوزراء الحاليان هما أيضاً رئيسا الوزراء الجديدان. فينفريد كريتشمان (حزب الخضر) بإمكانه البقاء في سدة الحكم في شتوتغارت (عاصمة بادن فورتمبرغ)، وكذلك مالو دراير (الحزب الاشتراكي الديمقراطي) بإمكانها مواصلة الحكم  في ماينز. (عاصمة راينلاند-بفالتس). ولخص كريتشمان الأمر في شتوتغارت قائلا: "الخضر وبادن فورتمبرغ، بادن فورتمبرغ والخضر يناسبان بعضهما البعض".

شويبله: انتخاب لشخصيات

على مدى عام تقريبا، أيد رئيسا الحكومتين، كريتشمان ودراير، جميع القرارات المتعلقة بسياسة مكافحة فيروس كورونا في المفاوضات مع المستشارة الألمانية، بما في ذلك القرارات التي لا تحظى بشعبية متزايدة في الآونة الأخيرة. لكن في الأزمة على وجه التحديد يظهر مبدأ قديم للسياسة الألمانية هو: عندما تكون الأوقات صعبة، يتردد الناس في تغيير الخيول. هذا هو أيضا رأي رئيس البرلمان الألماني (بوندستاغ) فولفغانغ شويبله من الحزب المسيحي الديمقراطي. فقد قال شويبله للقناة الأولى العامة (ARD)، بعد وقت قصير من إغلاق مراكز الاقتراع: "لقد كان انتخاباً لشخصيات، تعززت (شعبيتها) إلى حد كبير بسبب أزمة كورونا".

شعبية ميركل لن تساعد حزبها في الخريف

لكن ما تعنيه هذه النتائج بالنسبة لانتخابات "البوندستاغ" في الخريف القادم أمر غير واضح. فرأس السلطة حاليا في برلين، المستشارة أنغيلا ميركل من حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، لن تترشح مرة أخرى. وبالنسبة لزعيم الحزب الجديد أرمين لاشيت، أو إذا قرر الاتحاد المسيحي ترشيح رئيس وزراء بافاريا، ماركوس زودر من الحزب المسيحي الاجتماعي، فإن هذا لا يعني أن رصيد ميركل من منصبها سوف يكون قابلا للنقل ببساطة (إلى غيرها). والوضع السياسي في ألمانيا في خضم الوباء مفتوح بمقدار لم يحدث إلا نادرا.

حزب الخضر: القوة السياسية الأولى في ألمانيا؟

فضيحة الكمامات تضر بالاتحاد المسيحي بشكل كبير

تكبد الاتحاد الديمقراطي المسيحي خسائر فادحة وفشل في تحقيق أهدافه الانتخابية في الولايتين. وفي بادن فورتمبرغ، انزلق الحزب إلى أدنى مستوى في تاريخه. ويرجع ذلك بالتأكيد أيضا إلى ضعف مظهر الحكومة الاتحادية التي يقودها الاتحاد الديمقراطي المسيحي في ظل فوضى التطعيم، والنزاع حول إغلاق المدارس، والقيود الأبدية، والتقارير الواردة من الخارج، حيث التطعيم أسرع بكثير. وكل هذا يضر بالاتحاد الديمقراطي المسيحي والاتحاد المسيحي الاجتماعي (الحزب البافاري). وأهمها خصوصا فضيحة برلمانيين من كلا الحزبين، أثروا أنفسهم في صفقات كمامات مشكوك فيها في بداية الوباء.

و في الوقت الراهن، من الصعب على حزب أنغيلا ميركل الخروج من هذا المنخفض. وسيستمر الوباء، ولا تزال كمية اللقاحات غير كافية، وستستمر القيود في تحديد الحياة اليومية في ألمانيا لفترة طويلة قادمة، على الرغم من التخفيف الطفيف.

تواصل تحول الخضر إلى حزب وسط جديد

ومع فوز فينفريد كريتشمان للمرة الثالثة في انتخابات ولاية بادن فورتمبرغ، وهذه المرة بفارق كبير، يصبح الخضر مستعدين أخيراً لتولي السلطة في برلين أيضا. وفي الواقع، كل شيء يتحدث عن ائتلاف مع الاتحاد المسيحي. وحزب الخضر، حزب الدفاع عن البيئة والاحتجاج في السابق، هو الآن حزب الوسط الجديد لكثير من الناس في ألمانيا. في ليلة الانتخابات، بدا روبرت هابيك، الرئيس المشارك حزب الخضر، داعماً تماماً للدولة. وقال للقناة الأولى: "بنظرة واسعة وبراغماتية في هذه الليلة الانتخابية: هذا هو التفويض لحزب الخضر على مستوى ألمانيا بأكملها". وأضاف "لكن بقدر ما هو قوي حزبنا هذا المساء، بقدر ما نحن أيضا نمعن التفكير، فالثقة والقبول في السياسة والقرارات الديمقراطية تنهار".

ويتزايد التأييد للخضر أيضا في راينلاند-بفالتس، هنا كشريك صغير في الائتلاف الحاكم بالولاية. وعندما سيتعلق الأمر بتشكيل حكومة اتحادية في الخريف القادم، ربما لن يكون هناك طريق إلا وسيمر عبر الحزب المدافع عن البيئة.

مالو دراير رئيسة وزراء ولاية راينلاند-بفالتس
بهدوئها وتصالحها حققت مالو دراير الفوز للحزب الاشتراكي الديمقراطي في راينلاند-بفالتسصورة من: Kai Pfaffenbach/REUTERS

رغم فوزه يبقى الحزب الاشتراكي ضعيفا على مستوى ألمانيا

لقد أثبت الحزب الاشتراكي الديمقراطي مع فوز مرشحته مالو دراير فى انتخابات راينلاند- بفالتس أنه مازال بإمكانه الفوز، بيد أنه في استطلاعات الرأي على مستوى ألمانيا من الصعب أن يتخطى الاشتراكيون الديمقراطيون نسبة الـ 15 فى المائة.

لذلك فإن التفاؤل الذي نشره مرشح الحزب لمنصب المستشار، وزير المالية الاتحادي أولاف شولتس، في ليلة الانتخابات هو مفاجأة إلى حد ما. فقد قال شولتس إن حزبه لديه بالفعل برنامج انتخابي وشخص واحد على رأس السلطة ألا وهو شولتس نفسه. وسوف يأتي هذا أكله قريباً "وهذا كله جزء من استراتيجية واضحة جداً لمساعدتنا على الاقتراب من هدفنا أسبوعاً بعد أسبوع، شهراً بعد شهر". وفي ماينز، عاصمة راينلاند-بفالتس كانت مالو دراير، الفائزة في الانتخابات سعيدة جداً أيضا بما وصلت إليه في الولاية بأسلوبها العملي الهادئ، وقالت: "ببساطة إنه لأمر جميل أننا نقف على القمة بوضوح وحققنا هدفنا في أن نكون أقوى حزب وبفارق (كبير)".

ائتلاف "إشارة المرور" أمل الليبراليين!

أما الحزب الديمقراطي الحر (الليبرالي) فقد حقق نتيجة مستقرة إلى حد كبير في الولايتين، ويجب أن يأمل في أن يكون على الأرجح هناك حاجة إليه لاستخدامه في ائتلاف بألوان إشارة المرور (أحمر (الاشتراكيون)، أصفر (الليبراليون) وأخضر (الخضر).

وفي راينلاند-بفالتس هناك إشارات قوية على استمرار التحالف بين الخضر والحزب الاشتراكي الديمقراطي. وفي الآونة الأخيرة، نأى الحزب الديمقراطي الحر (الليبرالي)، على المستوى الاتحادي، بنفسه بشكل متزايد عن الاتحاد المسيحي الديمقراطي والاتحاد المسيحي الاجتماعي (البافاري). ويدرك زعيم الحزب الديمقراطي الحر كريستيان ليندنر أن "ائتلاف إشارة المرور" هو أكبر فرصة لحزبه من أجل العودة إلى السلطة بعد انتخابات البرلمان الاتحادي "بوندستاغ" فى الخريف.

مظاهرات يدعمها حزب "البديل من أجل ألمانيا" في مدينة دريسدن ضد قيود مكافحة كورونا.
مظاهرات في مدينة دريسدن ضد قيود مكافحة كورونا. البديل من أجل ألمانيا دعم تلك المظاهرات لكنه لم يستفد منها شيئا. صورة من: Sebastian Kahnert/dpa/picture alliance

انتكاسات لليمين الشعبوي

لم يستطع اليمينيون الشعبويون في حزب "البديل من أجل ألمانيا" الاستفادة من الإحباط الناجم عن أزمة كورونا، ومن إرهاق الوباء لكثير من المواطنين. وهم يخسرون بشكل كبير في كلتا الولايتين.

ومن المؤكد أنهم تضرروا أيضاً من حقيقة أن المكتب الاتحادي لحماية الدستور (الاستخبارات الداخلية) يصنف الآن الحزب بأكمله على أنه يميني متطرف ويدرس مراقبته، حتى مع أن المحاكم قد أوقفت تنفيذ هذا القرار في الوقت الراهن. لقد كان اليمينيون الشعبويون ولفترة طويلة يتقدمون إلى الأمام في كل انتخابات لكن يبدو الآن أن هذا الاتجاه قد توقف.

لا تحذيرات لليسار

ولم تكن الانتخابات التى جرت في الولايتين تنبيها حقيقيا لحزب اليسار بالنسبة لانتخابات البوندستاغ. إذ لم يكن اليساريون ممثلين في أي من البرلمانين من قبل، ولم يتغير الأمر الآن أيضا. ولا يزال اليسار بحاجة إلى كسب أصواته في شرق ألمانيا.

ينس توماس توراو/ ص.ش