1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

النتائج الأولية للانتخابات التونسية تؤكد فوز حزب النهضة الإسلامي

٢٥ أكتوبر ٢٠١١

أكدت النتائج الجزئية للانتخابات التونسية صدارة حزب النهضة الإسلامي فيما جاء كل من المؤتمر من أجل الجمهورية وقائمة العريضة الشعبية ثانيا يليهما حزب التكتل من أجل العمل والحريات.

https://p.dw.com/p/12z6y
صورة من: picture-alliance/dpa

أظهرت نتائج أولية لانتخابات المجلس التأسيسي الوطني التونسي، خصت تسع دوائر، فوز النهضة بـ 24 من 62 مقعدا يليها حزب المؤتمر وقائمة العريضة الشعبية بتسع 9 مقاعد لكل منهما، فيما حل حزب التكتل من اجل العمل والحريات بزعامة مصطفى بن جعفر ثالثا بسبعة مقاعد ثم الحزب الديمقراطي التقدمي بأربعة مقاعد. واعتبر المراقبون أن أكبر مفاجأة في هذه الانتخابات قد تحدثها قائمة "العريضة الشعبية من اجل العدالة والتنمية" بزعامة الهاشمي الحامدي.

وحصل حزب المبادرة بزعامة وزير الخارجية السابق كمال مرجان على مقعدين. وتوزعت بقية المقاعد على أحزاب وقوائم مستقلة حصل كل منها على مقعد واحد. والدوائر التسع هي صفاقس (جنوب) ونابل (شمال شرقي) وسوسة (ساحل شرقي) وجندوبة والكاف (شمال غرب) وقبلي (جنوب) وتطاوين (جنوب شرقي). وتتواصل عملية الإعلان عن النتائج الجزئية في انتظار إعلان الهيئة الانتخابية عن النتائج النهائية.

تصدر النهضة وتميز المرزوقي وجعفر

وتشير النتائج الأولية غير الرسمية لهذه الانتخابات إلى أن الناخب التونسي أحدث قطيعة جذرية مع النظام السابق وعاقب معظم الأحزاب المحسوبة عليه معيدا بذلك تشكيل الخارطة السياسية في البلاد في أول انتخابات نزيهة في تاريخ البلاد والتي ستفرز صياغة دستور جديد. و باستثناء "حزب المبادرة" بزعامة آخر وزير خارجية في عهد بن علي كمال مرجان الذي يتوقع أن يحصل على بعض المقاعد، فإن الغالبية الساحقة من الأحزاب المحسوبة على العهد السابق هزمت في هذه الانتخابات. ورغم التحول الجذري الذي ستحدثه هذه الانتخابات في المشهد السياسي التونسي والفوز المرتقب لحزب النهضة فإن الكثير من المراقبين يعتبرون أن الناخب التونسي لم يمنح مع ذلك الأغلبية المطلقة لأي قوة سياسية قد تؤشر على انقلاب رادكالي في الخيارات الإستراتجية للدولة التونسية الاستقلال.

وفي سياق متصل فشلت أحزاب "المال" التي ظهرت مؤخرا فشلا ذريعا وقال مراقبون إنه"ضحك عليها فاخذ مالها ولم يصوت لها أحد". فيما منحت الثقة بوضوح لحزب النهضة بالدرجة الأولى ثم لحزبي المؤتمر من اجل الجمهورية (يسار عروبي) بزعامة المعارض التاريخي منصف المرزوقي والتكتل من اجل العمل والحريات (يسار وسط) بزعامة مصطفى بن جعفر. ويرى المراقبون أن المرزوقي استفاد من قوة شخصيته ومن تاريخه الطويل كمعارض سياسي ضد نظام بن علي الذي كلفته مواقفه المنفى لسنوات طويلة.

Tunesien Wahlen Taschenrechner Wahllisten
المراقبون الدوليون: الانتخابات التونسية مرت بشكل نزيه وشفافصورة من: AP/dapd

التحالفات الممكنة؟

سيتعين على حزب النهضة التفاوض مع تشكيلات يسارية بينها خصوصا حزب المؤتمر من اجل الجمهورية بزعامة منصف المرزوقي والتكتل من اجل العمل والحريات بزعامة مصطفى بن جعفر اللذين يتنافسان على الموقع الثاني مع توقعات بحصول كل منهما على نسبة تبلغ نحو 15 بالمائة. وذكرت عدد من المصادر أن اتصالات جرت بين حزب الغنوشي وحزب المرزوقي لكن لم يؤكدها علنا أي منهما. وتجدر الإشارة إلى أن بعض الزعامات اليسارية الأخرى اتهمت المرزوقي "بالتحالف مع الشيطان". غير أن المرزوقي دافع عن ضرورة إقامة حكومة وحدة وطنية واسعة بفريق قوي "يملك القدرة على الحكم".

ويذكر أن نور الدين البحيري عضو المكتب التنفيذي للنهضة أكد التزام حزبه باحترام حقوق المرأة وتعهدات الدولة التونسية كافة. وأضاف "نحن مع إعادة بناء مؤسسات دستورية قائمة على احترام القانون واحترام استقلالية القضاء (...) ومدونة الأحوال الشخصية واحترام حقوق المرأة بل وتدعيمها (...) على قاعدة المساواة بين المواطنين بصرف النظر عن المعتقد والجنس والجهة" التي ينتمون إليها، في محاولة طمأنة علمانيي الداخل وشركاء تونس في الخارج. من جهة أخرى قال نجيب الشابي رئيس الحزب الديمقراطي التقدمي أحد الأحزاب العلمانية إنه لن يشارك في ائتلاف مع حزب النهضة وأضاف أن حزب النهضة دعا إلى تشكيل حكومة ائتلافية إلا أن حزبه لا يرى داعيا للمشاركة فيها.

Tunesien Revolution Sidi Bouzid
كل شيء بدأ مع محمد البوعزيزي الذي فجر انتحاره شرارة الثورة التونسيةصورة من: DW

الاتحاد الأوروبي يشهد بنزاهة الاقتراع

أكد مراقبو بعثة الاتحاد الأوروبي اليوم (الثلاثاء 25 أكتوبر/ تشرين أول 2011) أن الانتخابات التونسية تمت بشفافية موضحين أن التجاوزات المسجلة كانت "غير ذات معنى". وقالت البعثة في مؤتمر صحافي إن "الهيئة العليا المستقلة للانتخابات تمكنت من تنظيم هذه الانتخابات في إطار من الشفافية" معربة عن "ارتياحها" لسير هذه الانتخابات في الغالبية العظمى من المراكز الانتخابية ". وأضافت البعثة أن "تنظيم هذه الانتخابات جاء ثمرة وفاق سياسي كبير عبر عن نفسه في مناخ من حرية التعبير الواسعة جدا". وأوضح رئيس البعثة مايكل أن "97 بالمائة من مكاتب الاقتراع التي تابعها نحو ألف مراقب أوروبي، جرت فيها العملية الانتخابية بشكل مُرض".

في سياق متصل أعلن رئيس بعثة مركز كارتر أن هذه الانتخابات كانت "سلمية وحرة وشفافة" مشيرا إلى "بعض الهنات". وقال الرئيس السابق لجزر القمر قسام اوتيم الذي يتراس بعثة من 65 مراقبا ينتمون إلى 25 جنسية خلال مؤتمر صحافي "نقول في ثلاث كلمات إن الانتخابات كانت سلمية وحرة وشفافة".

(ح.ز/ أ.ف.ب / د.ب.أ / رويترز)

مراجعة: أحمد حسو

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد