1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

باباتيا - منظمة في مواجهة الزواج القسري

ميشائيل سكارتورو / دالين صلاحية٤ يناير ٢٠١٣

في سعيها لمكافحة ظاهرة جرائم الشرف والزواج القسري في ألمانيا، تقدم منظمة "باباتيا" في برلين مساعدات ومشورات بلغات متعددة لحماية الفتيات والنساء من أصول مهاجرة من العنف الأسري الذي يتعرضن له.

https://p.dw.com/p/17Bi6
صورة من: Fotolia/macgyverhh

لأسباب أمنية لا ترغب ايفا ذكر اسمها بالكامل. الشقراء في عمرها الخمسين ترأس فرع برلين لمنظمة "باباتيا". وهي منظمة دولية تهدف إلى مساعدة وحماية الفتيات والشابات من أصول مهاجرة.

وتعمل منظمة "باباتيا" من خلال فروع متعددة لها. ففي ألمانيا تهتم المنظمة بشكل خاص بالفتيات من أصول تركية وعربية وكردية، خصوصا اللواتي يخشين عنف عائلاتهن ضدهن باسم صون الشرف. أما في فرنسا فأكثر النساء اللواتي يلجأن إلى "باباتيا" ينحدرن من أصول من شمال أفريقيا. وبالنسبة للشابات من أصول باكستانية فإنهن يجدن مساعدة هذه المنظمة في المملكة المتحدة.

في إحدى المقاطعات الألمانية غرب البلاد لجأت فتاة مخطوبة منذ مدة قصيرة إلى "باباتيا" واشتكت من تعرضها للاعتداء في في محيطها الأسروي، وتشرح ايفا وضع الفتاة القاصرة وتقول " قامت عائلتها بحبسها وتعذيبها وتهديدها بالقتل إذا رفضت الزواج بالرجل الذي اختاره لها والديها". وبمساعدة من أحد الأخصائيين الاجتماعيين في مدرستها تمكنت الفتاة من التعرف على منظمة "باباتيا".

إنه مثال واحد فقط من بين 65 حالة سجلها مركز معالجة الأزمات في برلين خلال سنة واحدة. وتؤكد ايفا أن معظم الفتيات التركيات والعربيات لا يلجأن إلى مثل هذه المنظمات المتخصصة. وتعبر المتحدثة أن "باباتيا" هي المنقذ الأخير لهذه الفئة الصغيرة من النساء اللواتي يتعرضن لمعاملات سيئة.

برلين رائدة

وتتذكر ايفا جيدا قصة إحدى الفتيات العراقيات التي كانت تعيش مع عائلتها في ألمانيا وأجبرت على العودة إلى العراق بسبب رفضها الزواج بالرجل الذي اختاره لها والداها. إصرار الفتاة على العودة إلى ألمانيا دفعها للتواصل مع ايفا عبر الرسائل الالكترونية.

Deutschland türkische Geschäft Brautmodengeschäft
الزواج القسري يعود في كثير من الأحيان إلى التقاليد الاجتماعية التي تتبعها العائلةصورة من: picture alliance / dpa

ورغم امتلاك الفتاة لجواز سفر ألماني إلا أن عائلتها قامت بسحبه منها بعد تهريبها من أوروبا، حسبما تشرح ايفا. وتضيف قائلة: "تواصلنا مع السفارة الألمانية في إيران وطلبنا منها التدخل، فمنحوها جوازا جديدا ودفعوا لها تذكرة العودة إلى ألمانيا". ونقل الفتاة إلى إحدى المنازل المخصصة بمنظمة "باباتيا" بعد ذلك.

تعمل منظمة "باباتيا" بشكل وثيق مع جمعيات حماية الأطفال في برلين. وتعتبر مدينة برلين نفسها رائدة في العروض المقدمة لمساعدة الفتيات من أصول مهاجرة. إذ يقدم مركز حماية الطفل هناك خدمات استشارية باللغتين التركية والعربية. وفي إحدى المؤتمرات الصحفية في برلين أشارت ساندرا شيرس، وزيرة التعليم بولاية برلين إلى الجهود المبذولة لبناء شبكة تواصل أفضل من أجل مساعدة النساء المعنفات. وتؤكد ساندار على أن قيام برلين بعملها بشكل جيد سيجعلها مثالا يقتدى به في الولايات الألمانية الأخرى.

عودة إلى عادات قديمة

وترى ايفا أن ما يقوم به مركز معالجة الأزمات وحده أو جمعيات حماية الأطفال غير كاف. فإعادة الشعور بالثقة بالنفس لدى الفتيات اللواتي تعرضن للعنف المنزلي هي عملية تحتاج إلى وقت طويل. وعلى الفتيات أن يقررن بأنفسهن ما إذا كن يرغبن بالمشاركة في التغيير.

وترى ايفا أن اعتماد الفتاة على نفسها لن يتحقق، إلا إذا تعودت على استقلاليتها لسنوات طويلة وتابعت تعليمها. وإذ ما قررت العودة إلى منزلها فيما بعد، فقد تطرأ بعض التغييرات الإيجابية على سلوكيات العائلة. حيث إن العائلة ستدرك حينها أن ابنتها أصبحت أقوى وأكثر ثقة بالنفس بحيث لا يمكن قمعها كما تؤكد ايفا.

ورغم أن الطريق الصحيح للمحافظة على الاستقلالية يكمن في عدم العودة إلى عائلاتهم كما ترى إيفا، فإن نصف عدد الفتيات في مركز معالجة الأزمات يقررن العودة. أما النصف الأخر فيفضل الابتعاد عن العائلة لبضعة أسابيع، ما قد يدفع بالعائلة إلى تغيير وجهة نظرها بشأن استقلالية الفتاة. إلا أن المسؤولة ايفا ترى أنه لا يمكن انتظار حدوث تغيير جدري خلال فترة قصيرة " فأغلب الأسر تتعامل بشكل سيء مع الفتيات بعد عودتهن إلى المنزل" حسب كلام ايفا.

Plakat Poster Logo Sibel-Papatya
فتيات كثيرات وجدن حماية حقوقهن لدى باباتيا

وتتذكر ايفا إحدى الفتيات وتقول "حصلنا على وعد من أهلها بعدم إرغامها على الزواج بابن عمها، وقاموا بتوقيع تعهد لدى دائرة حماية الأطفال". وبعد أربعة أسابيع من المتابعة بالمركز لمعالجة الأزمات عادت الطفلة إلى منزلها، غير أنه تم إرسالها إلى تركيا بعد أربعة أسابيع وأجبرت على الزواج بابن عمها الذي أساء معاملتها. وتمكنت الفتاة من العودة إلى ألمانيا، إلا أن والداها ألزماها بالعودة إلى زوجها، فرفضت وتعرفت على رجل أخر قبل أن تنفصل عن ابن عمها " الذي قام بقتلها في الشارع في وضح النهار"، حسب ايفا.

ورغم حديثها عن هذا المثال السلبي فإن ايفا تؤكد أن منظمة"باباتيا" نجحت في إلغاء العديد من عقود الزواج وفي تغيير مواقف من الصعب التغلب عليها بسبب "وجود علاقة بين الفقر والجهل وسوء معاملة النساء" .

تقدم منظمة "باباتيا" للفتيات مشورات شخصية باللغة الألمانية والانكليزية وغيرها من اللغات مثل التركية والعربية. ويمكن التواصل مع هذه المنظمة عبر البريد الالكتروني، تحت عنوات:beratung@papatya.org

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد