1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

برلين: الانسحاب الأميركي رسالة لقادة العراق لتشكيل الحكومة

٢٠ أغسطس ٢٠١٠

دون أن تقيم الحكومة الألمانية الانسحاب الأميركي من العراق وتداعياته أكدت برلين على أنه رسالة إلى القادة العراقيين لتحمّل المسؤولية وتشكيل حكومة والعمل على تأمين الاستقرار والتقدم وتحقيق الديمقراطية فيه.

https://p.dw.com/p/OsSv
قوات أميركية خلال انسحابها ليلا من العراق إلى الكويتصورة من: AP

رفضت الحكومة الألمانية تقييم الانسحاب العسكري الأميركي من العراق والحديث عن المحاذير أو الآفاق التي يمكن أن يفتحها أمام البلد بعد نحو سبع سنوات من الاحتلال الذي أدى إلى إسقاط نظام الرئيس السابق صدام حسين وغيّر الموازين السياسية والطائفية والاثنية فيه وقلب ميزان القوى في الشرق الأوسط.

واكتفى الناطق الرسمي باسم الحكومة شتيفن زايبرت في إشارة إلى الفراغ الحكومي القائم في العراق منذ عدة أشهر بالقول ردا على سؤال لدويتشه فيلّه إنه يعتقد أن الانسحاب "رسالة موجهة في الدرجة الأولى إلى السياسيين العراقيين لتحمل المسؤولية الآن، وأن يسعوا إلى تشكيل حكومة".

فرصة لعراق ديمقراطي

Terroranschlag im Irak
من العمليات الانتحارية المتكررة أخيرا في بغدادصورة من: AP

وأضاف زيبرت أن حكومته تسجل "حصول تحسّن كبير في العراق، لكن لا أحد بإمكانه القول إن الديمقراطية فيه ثابتة ومستقرة"، مضيفا أن رغبة ألمانيا هي في أن تصبح مستقرة بالفعل. كما أضاف المتحدث قائلا: "ثمة فرصة بالطبع لتحقيق تقدم ديمقراطي في البلد". وعن رأي حكومته في إبقاء خمسين ألف جندي أميركي بحجة تدريب الجيش العراقي أجاب زيبرت أن برلين "لا تعلق على قرار صادر عن البنتاغون حول عدد الجنود الذين سيبقون في العراق، ولكن يمكن القول إن الولايات المتحدة باقية على مخططها الذي يشمل الانسحاب أيضا".

وانسحبت آخر كتيبة أميركية مقاتلة من العراق وسط مخاوف في أوساط العديد من العراقيين بتدهور الأوضاع الأمنية رغم تأكيد قسم من السلطات العراقية ثقتها في قدرة قواتها على مواجهة التحديات الأمنية. لكن قائد أركان الجيش العراقي بابكر زيباري حذر في 11 آب/أغسطس الجاري من أن الانسحاب الأميركي الكامل "سابق لأوانه"، لافتا إلى أن قواته "لن تكون قادرة على ضمان الأمن بالكامل قبل 2020".

وأعلن ناطق باسم الجيش الأميركي أمس الخميس (19/8/2010)أن "آخر العناصر عبر الحدود العراقية ـ الكويتية، لكن هذا لا يعني أنه لم يعد هناك قوات أميركية مقاتلة في العراق". وتشهد بغداد ومدن أخرى موجة يومية متزايدة من التفجيرات والهجمات الانتحارية التي يذهب ضحيتها مدنيون وعسكريون ومجندون عراقيون في ظلّ تأزم مفاوضات تشكيل حكومة بين الأطراف التي فازت في الانتخابات النيابية الأخيرة.

برلين: سنستمر في دعم العراق لتأمين الاستقرار والتطور

ولفت المتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية شتيفان بريدول ردا على سؤال لموقعنا إلى أن من المهم للحكومة الألمانية "تأمين استقرار وتطور مستدامين في العراق وتحقيق تقدم ديمقراطي فيه". وأضاف أن ألمانيا عملت في السنوات الماضية مع العراقيين من أجل تحقيق هذا الهدف وستستمر في نهجها بغض النظر عن الانسحاب الأميركي. وأشار إلى أن المساعدات التي قدمتها حكومته إلى العراق منذ عام 2003 في إطار العلاقات الثنائية "تصل إلى مئات الملايين إضافة إلى التخلي عن تحصيل قسم كبير من الديون السابقة". وأضاف أن برلين تدعم أيضا برامج المساعدات التي يقدمها الاتحاد الأوروبي والتي تساهم ألمانيا فيها بنسبة الثلث تقريبا.

الحرب بعيون الأمريكيين

Steffen Seibert
الناطق الرسمي الجديد للحكومة الألمانية: العراق حقق تقدما، لكن الديمقراطية فيه غير مستقرة بعدصورة من: AP

وذكرت وكالة الأنباء الألمانية "د ب أ" في تقرير لها من واشنطن أن الخروج الأميركي، ولو ببطء، من صراع طويل ودام وسط مؤشرات، ولو مؤقتة، على أن الوضع الأمني مستقر، جعل البعض في الولايات المتحدة يتساءل عما إذا كانت المهمة حققت نجاحا أو فشلا استراتيجيا أو مزيجا من الاثنين معا. وأضافت أن أنصار الحرب يقولون إن الإطاحة بصدام حسين في عام 2003 أعادت تشكيل المنطقة، وأن التخلص من مصدر سبب إزعاجا لفترة طويلة بعد أن أشعل حربا مع إيران وغزا الكويت وزعم أن لديه أسلحة نووية، حقق العوائد المرجوة. يضاف إلى ذلك إنهاء عقود من الحكم القمعي الدامي واستبداله بحكومة ديمقراطية صديقة لواشنطن.

أما منتقدو الحرب من الأميركيين فيشيرون إلى الخسائر الكبيرة التي وقعت في الأرواح والثروات الطبيعية، إذ لقي 4400 جندي أميركي حتفهم، إضافة إلى نحو 100 ألف مدني عراقي. إضافة إلى ذلك كلّفت الحرب دافعي الضرائب أكثر من تريليون دولار، وتعرضت مصداقية الولايات المتحدة إلى الضرر في العالم، كما تصاعد نفوذ إيران في المنطقة. واستنزفت الحرب العراقية كذلك الموارد التي كان يتوجب تركيزها للقتال ضد "طالبان" و"القاعدة" في أفغانستان.

اسكندر الديك

مراجعة: هشام العدم

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

المزيد من الموضوعات