بعد تصريحات مثيرة للجدل وزير ألماني يتودد للمسلمين
٧ مارس ٢٠١١أعلن وزير الداخلية الألماني الجديد هانس بيتر فريدريش عن رغبته في بدء الحوار مع المنظمات الإسلامية في ألمانيا بشكل سريع. كما صرح الوزير على لسان الناطق باسمه يوم الإثنين (السابع من مارس/ آذار 2011) أنه يترقب بسعادة مؤتمر الإسلام الذي يضم ممثلين عن المنظمات الإسلامية في ألمانيا وشخصيات من المجتمع المدني، المقرر عقده يوم 29 مارس/ آذار الجاري؛ وذلك في إشارة إلى المؤتمر الذي كان وزير الداخلية الأسبق فوفغانغ شويبله قد نظمه ومضى فيه سلف فريدريش توماس دي ميزير.
وفسر بعض المراقبين إعلان الوزير كنوع من التقرب والتودد للمسلمين بعد جدل شديد أثاره تصريح سابق له، كان قد أدلى به بعد ساعات قليلة من تسلمه حقيبة الداخلية يوم الخميس الماضي، حيث قال إنه ليس هناك أي سند تاريخي يثبت أن الإسلام ينتمي إلى ألمانيا. وبذلك يكون هانس بيتر فريدريش، الذي ينتمي لحزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي البافاري، قد عارض تصريحات سابقة للرئيس الألماني كريستيان فولف أكدّ فيها انتماء الإسلام إلى ألمانيا.
الجالية التركية تنتقد الوزير
من جانبه انتقد رئيس الجالية التركية كنان كولات في تصريحات صحفية موقف وزير الداخلية هانس بيتر فريدريش معبرا عن أمله في جدية دعوة الوزير للحوار مع المنظمات الإسلامية. وفي لقاء مع جريدة برلينر تسايتونغ قال كنان كولات إن "المسلمين مستعدون للحوار. لكن في البداية يجب الانتظار لغاية معرفة الموقف الذي يمثله الوزير فعليا". كما أعرب كولات أن تقديرات الوزير بشأن أن الإسلام لم يلعب دورا في أوربا "مخطئة تماما"، مبررا ذلك بالتبادل الثقافي والعلمي الذي حصل بين أوربا والعالم الإسلامي منذ العصور القديمة.
لكن ردود الأفعال على تصريح الوزير لم تقتصر على المنظمات الإسلامية في ألمانيا فقط. فقد انتقد رئيس الكنيسة البروتستانتية في ألمانيا نيكولاوس شنايدر موقف الوزير مؤكدا أن "الإسلام موجود في ألمانيا بإيمان المسلمين به". لكنه انتقد من جانب آخر عدم قدرة الجالية المسلمة في ألمانيا على تنظيم نفسها. فالإسلام "لا يزال في المراحل الأولى نحو تشكيل طرف قادر على الحوار"، حسب قول نيكولاوس شنايدر.
أما كلاوديا روت، رئيسة حزب الخضر، فقالت إن تصريحات وزير الداخلية الجديد "لا تخدم سوى علاقات العداوة القديمة". كما أن رفض الوزير أن الإسلام بات "واقعا" في ألمانيا لا تتناسب مع القيم الأساسية كحرية الاعتقاد، حسب قول كلاوديا روت. على عكس ذلك رحب بعض أعضاء حزب الإتحاد الديمقراطي المسيحي، الذي تتزعمه المستشارة أنغيلا ميركل، كرئيس وزراء ولاية بادن فورتمبيرغ، شتيفان مابوس، بتصريحات هانس بيتر فريدريش. فمابوس يرى أن الجدل حول انتماء الإسلام إلى ألمانيا "ضروري ومهم بغض النظر عن الشخص الذي يتقلد منصب وزير الداخلية". وأضاف مابوس في لقاء صحافي أن "النظرة المسيحية للإنسان يجب أن تكون في مقدمة القيم التي تطبع ألمانيا".
(ك.خ. / د ب أ، إ ب د، ك ن أ)
مراجعة: أحمد حسو