1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

بعيدا عن التغطية الإعلامية: عشر أزمات إنسانية منسية!

٢٨ يناير ٢٠٢٠

قدمت منظمة "كير" الإغاثية في تقرير حديث لها عشر أزمات إنسانية التي رغم عواقبها الكارثية، لا تأخذ الاهتمام الدولي الكافي. ويتناول التقرير ايضا آليات جذب اهتماماتنا.

https://p.dw.com/p/3WrsA
CARE-Studie: Suffering in Silence
الأطفال الأفارقة يعانون من سوء التغذية صورة من: CARE/Darcy Knoll

يعاني قطاع الزراعة في مدغشقر من انتشار نوع من الفراشة التي تتوالد بكثرة بسبب المناخ الحار. وهذه الفراشة تلحق في انسجام مع تقلب الطقس الضرر بمحاصيل الأرز والذرة والبطاطا الحلوة. والنتيجة هي أن أسعار المواد الغذائية الأساسية ترتفع بقوة بحيث أن الكثير من العائلات مجبرة على بيع ممتلكاتها لتغطية تكاليف الغذاء. وفي الغالب لا يكفي هذا ما يدفع الكثير من المواطنين إلى تقليص وجبات الأكل في اليوم الواحد. فأكثر من 2.6 مليون شخص عانوا نهاية 2019 من آثار الجفاف التي اشتدت بسبب انتشار فراشة الخريف. وأكثر من 916.000 شخص ـ ربع مجموع السكان ـ بحاجة إلى مواد غذائية، لأن دخل غالبية سكان مدغشقر لا يكفي للعيش بحيث أن ثلاثة أرباع السكان يعيشون بأقل من 1.70 يورو ( بحدود دولارين) في اليوم الواحد.

في مدغشقر من انتشار نوع من الفراشة التي تتوالد بكثرة بسبب المناخ الحار. وهذه الفراشة تلحق في انسجام مع تقلب الطقس الضرر بمحاصيل الأرز والذرة والبطاطا الحلوة. والنتيجة هي أن أسعار المواد الغذائية الأساسية ترتفع بقوة بحيث أن الكثير من العائلات مجبرة على بيع ممتلكاتها لتغطية تكاليف الغذاء. وفي الغالب لا يكفي هذا ما يدفع الكثير من المواطنين إلى تقليص وجبات الأكل في اليوم الواحد. فأكثر من 2.6 مليون شخص عانوا نهاية 2019 من آثار الجفاف التي اشتدت بسبب انتشار فراشة الخريف. وأكثر من 916.000 شخص ـ ربع مجموع السكان ـ بحاجة إلى مواد غذائية، لأن دخل غالبية سكان مدغشقر لا يكفي للعيش بحيث أن ثلاثة أرباع السكان يعيشون بأقل من 1.70 يورو ( بحدود دولارين) في اليوم الواحد.

وعلى هذا الأساس تعاني مدغشقر من أكبر رابع نسبة في سوء التغذية المزمنة على مستوى العالم، وكل طفل من بين اثنين تحت سن الخامسة يعاني من سوء النمو، وهذا يؤثر على الصحة البدنية والنفسية ويرفع من خطر الإصابة بالمرض: ففي بداية 2019 حصل تفجر كبير غير معتاد لمرض الحصبة وظهور الطاعون الموسمي. وهذه الأمراض تصيب بالأساس الأطفال.

التألم في هدوء

وبالرغم من خطورة الوضع الإنساني في مدغشقر، إلا أنها لا تلقى الاهتمام في الوعي الدولي، وبالتالي هي واحدة من الأزمات العشر التي لا تصدر عنها عناوين صحفية قوية تتناولها منظمة Care في تقريرها تحت عنوان "التألم في هدوء".

منظمة كير تقدم المساعدة للمنكوبين في مدغشقر بعد إعصار ضرب شمال شرق البلاد
منظمة كير تقدم المساعدة للمنكوبين في مدغشقر بعد إعصار ضرب شمال شرق البلادصورة من: CARE/Clément Radar

والوضع مختلف في جمهورية افريقيا الوسطى حيث تفجر النزاع الداخلي في 2013 وتأزم في 2017. وبسبب عمليات القتال تم تهجير الكثير من الناس. وتم بالفعل في مطلع 2019 التوقيع على اتفاقية سلام، إلا أن الوضع الأمني يبقى متوترا. وحوالي 2.6 مليون شخص ـ أكثر من نصف مجموع السكان ـ في حاجة ملحة للمساعدة الانسانية.

وفي المقابل يعاني الناس في بوروندي من مشاكل تسبب فيها البشر وكذلك من ظروف مناخية صعبة. فمن جهة نجد انعدام الأمن السياسي والفقر المدقع ووضعا صعبا لحقوق الانسان ومن جهة أخرى الكوارث الطبيعية ووباء المالاريا وتفجر فيروس إيبولا، ما دفع بالكثيرين إلى الهجرة.

وحاليا يبحث نحو 326.000 شخص عن الحماية في البلدان المجاورة مثل رواندا وأوغندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية. والكثيرون فقدوا خلال الهرب أراضيهم، وأكثر من 106.000 شخص في بوروندي يُعدون مهجرين داخل بلدهم.

أسباب انعدام الاهتمام

ورغم هذه الحصيلة الكارثية فإن هذه الأزمات لا تلقى الاهتمام على الساحة الدولية، ويعود ذلك لعدة أسباب، كما تقول زابينه فيلكه من منظمة Care. "من جهة تحصل بلدان وأزمات لها أهمية سياسية عالية ـ بالتحديد نزاعات في الشرق الأوسط على اهتمام إعلامي كبير. وهذا ينطبق أيضا على الوضع الانساني الذي يتحول إلى بؤرة الاهتمام"

فالاهتمام ينصب في العادة بشكل أقوى على هذه المناطق أكثر من تلك التي يزورها نادرا رؤساء دول وحكومات دوليون. "وحتى الأهمية الجيوسياسية لبعض البلدان تلعب دورا. فمن جهة نفترض وجود نوع من تبادل التأثير: إذ فور قيام وسيلة اعلامية رائدة بتغطية أزمة، فإن وسائل اعلامية أخرى تقوم بذلك"، كما تقول فيلكه.

وتسعة من بين الأزمات العشر التي عرضتها Care تحصل في افريقيا. ففي زامبيا يعاني الناس من تحول المناخ: الحر والجفاف يقضيان على الحصاد ومزيد من الناس يكونون بحاجة إلى المساعدة. وفي كينيا تحصل الفيضانات والجفاف وفي نهر التشاد تعايش البلدان المجاورة عواقب وخيمة لتراجع مستوى منسوب المياه. والأزمة الانسانية الوحيدة خارج افريقيا هي بؤس الناس الذين يعيشون تحت وطأة الدكتاتورية الشيوعية في كوريا الشمالية.

اقتصاد الاهتمام

وتبقى افريقيا في الحقيقة موضوعا تثيره وسائل الاعلام الغربية ولاسيما الأوروبية، إلا أن هذا، حسب زابينه فيلكه، يقف عائقا أمام تغطية اعلامية موسعة:" فالصعوبات الكثيرة للقارة تدفع بعض أقسام التحرير بسهولة إلى عدم تغطية أزمات اضافية". وعلى هذا النحو جلبت أزمة ايبولا لفترة طويلة الاهتمام الدولي. وهذا يحول على ما يبدو دون الإبلاغ عن أزمات أخرى. "وتظهر بعض بوادر التعب"، كما قالت فيلكه.

وتلعب افريقيا في الحقيقة بسبب موجات الهجرة دورا متناميا بالنسبة إلى أوروبا، إلا أن البلدان المذكورة في تقرير Care لا توجد في صلب الاهتمام الأوروبي. "مدغشقر هي مثلا جزيرة ومن أجل الهروب من الفقر المدقع وانعدام الآفاق والجوع يجب تحمل بعض العبء". وحتى جمهورية افريقيا الوسطى أو غامبيا هي ليست بلدان هجرة تقليدية، إذ أن هذه البلدان بعيدة عن منطقة الساحل أو طريق الهجرة نحو الشمال. كما أن الناس تنقصهم ببساطة الوسائل من أجل الهجرة. "هم فقراء بشكل يجعلهم لا يرون آفاقا لمغادرة بلادهم"، كما تشرح زابينه فيلكه.

الجوع بسبب الجفاف يهدد شرائح واسعة من الناس في البلدان الإفريقية
الجوع بسبب الجفاف يهدد شرائح واسعة من الناس في البلدان الإفريقيةصورة من: CARE/Sebastian Wells

أزمات منسية وعواقبها

وعواقب الأزمات المنسية عالية وتساهم في حقيقة أن اليوم نحو 160 مليون شخص بحاجة إلى الدعم في شكل مساعدة إنسانية. ومن أجل ذلك تكون الحاجة، حسب منظمة Care إلى 26 مليار يورو.

ويهدف تقرير Care إلى جلب الاهتمام العالمي للأزمات المنسية إلى حد الآن، وهو موجه بالتالي إلى ثلاث مجموعات، كما تقول زابينه فيلكه: إلى حكومات وسياسيين وكذلك منظمات إغاثة وفي المرتبة الأخيرة إلى وسائل الاعلام، لأنه فقط من خلال التعرف على الأزمات يمكن للناس أن يساهموا في حلها، ومن تم تنبع أهمية وسائل الاعلام.

كرستن كنيب/ م.أ.م

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد