1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

بقالة مجلس النواب؟

٢٠ مارس ٢٠١٤

كفاح محمود كريم يقارن في مقال رأي بين أسواق الهرج والمرج الشعبية القائمة في دول الشرق الأوسط، حيث يباع الغث والسمين، مع ما أطلق عليه "بقالة مجلس النواب" العراقي.

https://p.dw.com/p/1BTBr
Iraks Parlament akzeptiert Regierung
صورة من: picture-alliance/dpa/dpaweb

في معظم مدننا الشرق أوسطية أمكنة خاصة للمزايدات التي تجري على البضائع ويتجمهر حولها المشترين أو المتفرجين، ويختلف شكل وأساليب المزايدات وقيمتها مع نوعية البضائع ومستويات المزايدين وجمهور المتفرجين، ويتذكر كل منا مكان كهذا في بلدته،حيث يتميز باسم معين ومكان محدد، ففي العاصمة التي كانت فيما مضى تسمى بدار السلام يوجد عدة أمكنة لذلك أشهرها سوق هرج، إضافة إلى عدة أماكن أخرى تشبه هذا السوق، إلا أن الغالب فيها بيع الأغنام والأبقار وبقية البهائم!؟

وفي الموصل يتميز باب الطوب بما يحويه أيام الجمعة من هرج ومرج الباعة والمزايدين وجمهور المتهافتين، إلى جانب أسواق أخرى يطلق عليها سوق الغنم، رغم أنها تبيع حتى البط والكلاب غير السائبة وما طاب من الحواسم القديم منها والجديد؟

حينما يدخل المرء هذه الأسواق والتي تكون أكثر تألقا ونشاطا أيام الجمع من الأسبوع، يشعر بان كل شيء فيها معروض للبيع والمزايدة عليه ابتداءً من الأحذية القديمة وما يسمى بالبالات وحتى البعران والحمير والأغنام والأبقار، وكل ما يأكل من حشاش الأرض، وكلٌ يتباهى بما يعرض ويذكر جمائله ومواصفاته النادرة، حتى يظن المرء انه في أشهر أسواق الدنيا وماركاتها؟

وفي أسواقنا السياسية التي انتعشت بعد انهيار سوق صدام حسين الأوحد، وإفلاسه بسبب الغش الصناعي في الأفكار المستهلكة لبضائعه البائرة وأساليب تسويقه الدموية، فقد انتشرت أشكال وأنواع من الأسواق السياسية منذ ما يقرب من عشر سنوات، وخاصة منذ البدء بتأسيس هيكل الدولة الجديد بسلطاته الثلاث، وانبثاق سوق جديد من غير سوق هرج أو باب الطوب أو سوق الغنم للمزايدات والامتيازات والقومسيونات.

اجتمع فيه خير ما يمثل بقالة السياسة ومزايدات السلطة التنفيذية في واحدة من أكثر أسواق العراق الشعبية إثارة وسخرية منذ ما يقرب من ثمان سنوات، حيث يباع فيها المواطن حاضرا ومستقبلا على أيدي مجاميع من الانتهازيين والبقالين السياسيين والرقاصين على الحبال منذ تأسيس دولتنا العجب وحتى يومنا الأعجب هذا؟

على مرمى حجر كما اعتاد أن يقولها الزعيم الفلسطيني المقتول سما، وهو يعد شعب فلسطين بتحرير القدس أمام صدام حسين المقتول شنقا، والذي وعد هو الآخر بتحطيم أمريكا وتحريرها من الامبريالية، وقاب قوسين أو ادنى من مهاترات مجاميع جديدة من متسولي الامتيازات ومزايدي سوق وبقالة السياسة، في ذات الثقافة البائرة التي تم توظيفها من اجل الكراسي وامتيازاتها، تعود اليوم ثانية ذات الطواقم باستثناءات قليلة من المختلفين الذين من قلتهم لا يخضعون للقياس العام، عادوا ثانية يتسلقون سلالم الكذب والمهاترات والمزايدات للوصول إلى دفة الحكم في سلطاته المعاقة الثلاث، في واحد من أكثر أسواق العراق والمنطقة إثارة في أسعاره للمواقع النيابية والتنفيذية والقضائية والعسكرية، حتى أعادوا لنا مرة أخرى تقليد سوقي مقيت اسمه السرقفلية على الدارجة العراقية وخلو الرجل على الدارجة المصرية، لتداول المواقع والمناصب بيعا أو تأجيرا في دولة من دول الربيع العربي المخزي؟

أين يكمن الحل إذن؟

وصناديق الديمقراطية ما تزال تحتضن بطاقات ناخب معاق في انتمائه ووعيه ومستوى معيشته وفهمه، ومرشحين في معظمهم أسطوات في الانتهازية والكلاوات والرقص على حبال الكتل المتنفذة؟

اترك ذلك لكم وانتم أدرى بشعاب قراكم وبلداتكم ومدنكم ومرشحيكم، ولكم الاختيار بين الولائم والهدايا الملوثة بالسحت الحرام، وبين أن تقولوا ( لا ) كما قلناها في جبروت صدام حسين؟

kmkinfo@gmail.com

الكاتب: كفاح محمود كريم

مراجعة: عباس الخشالي