1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

بلاد في المزاد

عبد المنعم الاعسم١٢ أبريل ٢٠١٣

يرسم عبد المنعم الاعسم صورة مفجعة، لكنها كوميدية ، ويتابع فيها ما يفعله ساسة العراق من خلال المرور على لقاء تلفزيوني عقده وزير المالية السابق رافع العيساوي وكشف عن مفارقة السوداء.

https://p.dw.com/p/18F7l
صورة من: picture-alliance/dpa

الكل يسعى الى "دولة صديقة" ليجد كرسيا له تحت حمايتها وعطفها، في وقت لم يعد العراق ندا، بالنسبة لجيرانه وشركائه في الأمن الإقليمي، آو دولة ناجزة الاستقلال والحقوق، وهو حسبهم يحتاج الى الوصاية و"الإرشاد" والحِجر، ولم يعد، مثل بقية الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، متحكما في مصيره، وهو "دولة مشاكل" كما كتب عنه صحفي كويتي وأضاف "يجب وضعه في غرفة العناية المشددة" او انه كما قالت صحيفة اخوانية مصرية (العدالة) خرج عن الانضباط ، فيما كشف روبرت فيسك كاتب الانديبندنت عن اتصالات تجري بين عواصم الخليج لبحث "تغييرات" في العراق.

الغيرة على البلاد هي نقطة حياء.. هذا في الأخلاق، أما في المصالح فإنها ضمانة بان العراق دولة مستقلة، وليس ملكا مباحا لتفرض عليه مشيئات من الخارج.

أقول: في كل الأحوال، وقبل منع الدول المجاورة من ان تدوس بنعليها على ميثاق الأعضاء في الأمم المتحدة وتأخذ لنفسها حق الوصاية على بلد مستقل كالعراق، يجب منع أهل العراق من الساسة والمتنفذين واللاعبين وأصحاب القرار والكواليس، من الاستطراد في الشحادة باسم العراق، وساكون واضحا بالقول: ان الدول المجاورة تستضعف العراق ليس في حلقات قوته العسكرية او البشرية او الاقتصادية، وإنما في جوانب اخرى تتعلق بالسياسات والصراعات الداخلية التي لم تُرَشّد، وهي نفسها تفتح شهية الدول المجاورة في خيرات العراق.

وسأكون أكثر وضوحا لأقول: نعم، إن العراق ليس ضيعة لأحد، ولا يجوز، في الظروف الطبيعية أو في غيرها، أن تتعامل أي دولة، أو أية جهة مسؤولة فيها، وكأن العراق معروض للبيع.. لكن (انتباه) سيكون كل هذا صحيحا لو أن أصحاب الشأن والنفوذ تعاملوا مع العراق باعتباره عراقهم، وليس بلادا معروضة في المزاد.

" المنافسة تؤدي إلى أفضل المنتجات وأسوأ الأشخاص". ديفيد سارنوف- رجل أعمال أمريكي