1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

تباين آراء الخبراء حول جدية حكومة نتنياهو في تعاملها مع عملية السلام

١ أبريل ٢٠٠٩

تجنب نتنياهو خلال خطابه الحديث عن حلّ الدولتين، وهو ما أثار حفيظة الفلسطينيين. ففيما يرى البعض في ذلك إستراتيجية للمماطلة وكسب الوقت، يؤكّد خبراء أن نتنياهو يريد تمهيد الطريق لقيام دولة فلسطينية.

https://p.dw.com/p/HOQp
تباين المواقف حول تعامل حكومة نتنياهو مع عملية السلامصورة من: AP Graphics

أثار خطاب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو قبيل أدائه اليمين الدستوري وتصريحاته حول عزمه إجراء مفاوضات مع الفلسطينيين ودول الجوار العربية دون التطرّق بصفة علانية ومباشرة إلى حلّ الدولتين، أثار غضب الفلسطينيين. كما انقسمت آراء الخبراء والمحلّلين السياسيين حول ما إذا كانت تصريحات نتنياهو تنطوي فعلا على نوايا حقيقية في دفع عمليّة السلام مع الفلسطينيين، أم أنها هي مجرّد "إستراتيجية تكتيكية" لكسب مزيد من الدّعم داخل الكنيست الإسرائيلي والحصول على دعم المجتمع الدولي وخاصّة الأمريكي، ذلك أن باراك أوباما ووزيرة خارجيته هيلاري كلينتون كانا قد أكّدا أكثر من مرّة على ضرورة حلّ الدولتين لإنهاء الصراع في منطقة الشرق الأوسط.

وللوقوف على دلالات تصريحات رئيس الحكومة الإسرائيلية الجديد أجرى موقعنا لقاء مع زيبستيان إينغيلبريشت (Sebastian Engelbrecht)، مراسل القناة الألمانية الأولى (ARD) في تلّ أبيب ومع لارس هينزل (Lars Haensel) محلّل وخبير في الشؤون السياسية الإسرائيلية ومدير مكتب مؤسسة كونراد آديناور (Konrad Adenauer Stiftung) في إسرائيل.

هل يتبع نتنياهو "تكتيك المماطلة والتعطيل"؟

Nahost Israel Wahl Netanjahu
زيبستيان إينغيلبريشت: تجنّب نتنياهو الحديث عن حلّ الدولتين إنّما يعكس موقفه السياسي الحقيقي الرّافض للمفاوضات مع الفلسطينيينصورة من: AP

وحول إعلان نتنياهو عزمه التفاوض مع الفلسطينيين والعرب أعرب زيبستيان إينغيلبريشت، أنه تفاجأ بهذه الخطوة، التي وصفها بأنها لم "تكن مرتقبة"، مشيرا إلى أن نتنياهو كان قد أعلن خلال حملته الانتخابية رفضه إجراء أي محادثات مع الفلسطينيين ومع دول الجوار العربية، وخاصة منها سوريا. ويرى إينغيلبريشت أن هذا الإعلان يأتي تلبية لمطالب حزب العمل، الذي يشارك في تشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة وسعي نتنياهو في الحصول على تأييد واسع داخل الكنيست الإسرائيلي.

بالإضافة إلى ذلك يرى إينغيلبريشت أن تجنّب نتنياهو الحديث عن حلّ الدولتين إنّما يعكس موقفه السياسي الحقيقي الرّافض لإجراء مفاوضات مع الفلسطينيين وتوقّع أن ينتهج المسار السياسي إزاء مفاوضات السلام مع الفلسطينيين، الذي كان قد اتبعه في التسعينات عندما تولّى رئاسة الحكومة الإسرائيلية لمدّة ثلاث سنوات. ووصف إينغيلبريشت تلك السياسة بـ"تكتيك المماطلة"، واصفا إعلان نتنياهو عزمه إجراء مفاوضات مع الفلسطينيين ودول الجوار العربية بأنه "صوري" ولا ينطوي على "استعداد حقيقي"، وهو ما "سيشكّل حجرة عثرة أمام" إحياء عملية السّلام. ولم يستبعد إينغيلبريشت في ضوء ذلك أن يمارس الرئيس الأمريكي باراك أوباما ضغوطا على نتنياهو لدفعه للتفاوض "فعليا" مع الفلسطينيين ودول الجوار العربية.

"نتنياهو لديه رؤية مختلفة للوصول إلى حل الدولتين"

USA Israel Palästinenser Gipfel in Annapolis Plakat
نتنياهو وعملية السّلام مع الفلسطينيين: هل هي سياسة مراحل للوصول إلى هدف الدولتين؟صورة من: AP

أما لارس هينزل، خبير الشؤون الإسرائيلية ومدير مكتب مؤسسة كونراد آديناور في إسرائيل، فيرى من جهته أن نتنياهو - وعلى العكس - لم يغيّر من إستراتيجيته ويرى أن خطاب نتنياهو وما صرّح به قُبيل تولّيه رئاسة الحكومة الإسرائيلية ليس صوريا، كما وصفه بعض الناقدين وإنّما يعكس الخطوات التي يعتزم نتنياهو القيام بها في المستقبل بهدف إرساء السّلام في الشرق الأوسط. وأشار هينزل أيضا إلى أن تصريح نتنياهو بأنّه يريد "إنهاء الصّراع القائم" في الشرق الأوسط وبأنّه "لا يريد فرض سلطته على الفلسطينيين"، إنّما يعكس رغبته في قيام دولة فلسطينية مستقلّة.

ويرى الخبير الألماني في اقتراح نتنياهو إجراء مفاوضات اقتصادية مع الفلسطينيين لدعم النموّ الاقتصادي في الأراضي الفلسطينية وأخرى أمنية بهدف تكثيف الجهود المشتركة لمحاربة الإرهاب، إنّما تصبّ في مصبّ تمهيد الطريق لقيام دولة فلسطينية إلى جانب دولة إسرائيل. أمّا عن تجنّب نتنياهو التطرّق بصفة مباشرة وعلانية في خطابه مساء يوم أمس الثلاثاء (31 مارس/آذار 2009) إلى حلّ الدولتين، فيرى هينزل أن ذلك يعود إلى أن نتنياهو يتبّع سياسة "المراحل التدريجية" للوصول إلى الهدف النهائي، وهو قيام دولة فلسطينية لا تشكّل تهديدا على أمن إسرائيل. فنتنياهو يُريد الذهاب في طريق السلام مع الفلسطينيين بطريقة مختلفة، كما أنه يرى طريقة الوصول إلى هدف الدولتين من منظور مختلف حسب رأي الخبير الألماني.

قبول اتفاقيات السلام يعني قبول حل الدولتين

هذا وأكّد هينزل على أن عزم نتنياهو إحياء عمليّة السلام في المنطقة، ذلك أنه أشار في عقود الائتلاف الحكومي مع حزب بيتنا إسرائيل وحزب العمل إلى أنّه سيأخذ اتفاقيات السّلام الماضية، على غرار اتفاقية أوسلو أو اتفاقية خارطة الطريق بعين الاعتبار، مشدّدا على أن كلّ هذه الاتفاقيات تتحدّث عن حلّ الدولتين بشكل مباشر وصريح.

كما أعرب الخبير الألماني في الشؤون الإسرائيلية عن تفاؤله بتحقيق تقدّم في عمليّة السلام المتعثرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين، مشيرا إلى أن التاريخ السياسي الإسرائيلي قد أظهر أكثر عدة مرات أن الأحزاب اليمينية قد غيّرت من مسارها نحو الوسط مشدّدا على أن أهمّ اتفاقيات السّلام، التي عُقدت سواء مع الفلسطينيين أو مع العرب، كانت الأحزاب اليمينية الإسرائيلية، التي تقف ورائها.

الكاتبة: شمس العياري

المحرر: طارق أنكاي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد