1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

تحديات الإعلام الإلكتروني في مؤتمر قنطرة في برلين

٢٦ أكتوبر ٢٠١٠

تطرقت الجلسة الأخيرة في مؤتمر قنطرة حول الإعلام إلى خصوصية الإعلام الإلكتروني، بعض الخبراء رأى أن الإعلام المرئي لا يزال الأكثر نفوذا في العالم العربي، وآخرون رصدوا قدرة الإعلام الإلكتروني على إحداث حراك اجتماعي.

https://p.dw.com/p/PoZ9
دور الإعلام الإلكتروني في اليوم الثاني من مؤتمر قنطرة في برلينصورة من: DW

لعبت شبكة الانترنت منذ ظهور وانتشارها على نطاق واسع دورا ملحوظا في إعادة رسم المشهد الإعلامي، وأثرت بشكل كبير في وسائل الإعلام التقليدية كالصحافة المطبوعة والصحافة المرئية والمسموعة، كما أدت إلى ظهور أشكال صحفية جديدة مثل المدونات والشبكات الاجتماعية، أو ما اصطلح على تسميته تطبيقات الويب 2.0. لذلك خُصصت جلسة اليوم (26 أكتوبر/تشرين أول) لمناقشة العلاقة بين الإعلام التقليدي والإعلام الحديث أو الإلكتروني والآفاق والتحديات التي يطرحها الأخير.

ويمكن لمس تأثير الإنترنت على عمل الصحفيين بشكل واضح من خلال دراسة قام بها معهد الصحافة الدولية في جامعة دورتموند الألمانية وأظهرت بأن الصحفيين أصبحوا يعتمدون بشكل متزايد على شبكة الإنترنت في الحصول على المعلومات، وذلك كما أوضحت سوزانه فينغلر مديرة المعهد خلال الجلسة. لكن فينغلر أشارت إلى أن هذا الاعتماد له جانب سلبي، فبرغم سرعة الحصول على المعلومات من الإنترنت، فإن الدراسة التي قام بها معهدها أوضحت أن الاعتماد على الشبكة وإهمال القيام بجهد استقصائي أدى في بعض الأحيان إلى انخفاض جودة الموضوعات الصحفية.

الإعلام المرئي لا يزال في المقدمة

Qantara Konferenz Berlin 2010
الباحث والمحلل السياسي المعروف خالد الحروب يعمل مديرا لمشروع دراسة الإعلام العربي بجامعة كامبريدجصورة من: DW

وإذا كان هذا هو حال الصحفيين في الاعتماد على الإنترنت فما هو حال قراء ومشاهدي وسائل الإعلام؟ الصحفي خالد الحروب مدير مشروع الإعلام العربي بجامعة كامبريدج يرى أن الصحافة التقليدية وخاصة المرئية لا تزال الأكثر متابعة من قبل المشاهدين في العالم العربي وبالتالي الأكثر تأثيرا، وذلك بسبب ارتفاع نسبة الأمية في البلدان العربية، والتي تصل في بعض البلدان إلى أكثر من 40 بالمائة. كذلك أشار الحروب أن المواقع الإلكترونية الناجحة في العالم العربي تكون في الأغلب تابعة لأحد القنوات التليفزيون المؤثرة، مثل موقع الجزيرة أو العربية.

وبالرغم من ذلك نجحت الصحافة الإلكترونية في كثير من الأحيان في لعب دور مؤثر في المجتمعات العربية، فقد استطاع بعض المدونين الكشف عن تجاوزات وانتهاكات فشلت وسائل الإعلام التقليدية في تناولها، كما أن وسائل الاتصالات الإلكترونية نجحت في خلق حراك اجتماعي بارز، وكمثال على ذلك ساق الصحفي المصري إيهاب الزلاقي المحرر في صحيفة المصري اليوم إضراب 6 ابريل/نيسان 2006 في مصر، والذي بدأ على صفحات الفيسبوك لدعم إضراب عمال غزل المحلة، ثم انتقل بنجاح إلى الشارع المصري.

الإعلام الحديث أقدر على تنظيم الجماهير

والتقط خالد الحروب خيط الحديث ليرصد فارقا جوهريا بين الإعلام التقليدي والإعلام الإلكتروني فيما يتعلق بتفاعل الجماهير، حيث يرى أن الإعلام المرئي يسهم بشكل غير مباشر في إبعاد المشاهدين عن الحراك الاجتماعي، إذ يقضون وقتهم مسمرين أمام شاشات التليفزيون لمتابعة آخر التطورات والأحداث خاصة أوقات الحرب، في حين يتيح الإعلام الإلكتروني الفرصة لمستخدميه من أجل تنظيم تحركات اجتماعية أو القيام بحملات احتجاجية كما حدث في اضراب 6 ابريل/نيسان.

لكن رد فعل مستخدمي وسائل الإعلام الإلكترونية لا يقتصر فقط على تنظيم احتجاجات علنية، بل يمكن أن يأخذ أشكالا أخرى. فقد أشارت سوزانه فينغلر إلى الشكاوى الجماعية التي قدمها عدد من الشباب احتجاجا على التغطية الصحفية التي قامت بها صحيفة ألمانية واسعة الانتشار حول حادثة التدافع أثناء حفل كبير في مدينة ديزبورغ في ألمانيا قبل أسابيع وأدت إلى مقتل أكثر من عشرين شخص. وانتقد الشباب عرض الصحيفة صور الضحايا على موقعها وعدم احترامها لخصوصيتهم.

فرض الرقابة على الإعلام الالكتروني دليل نجاحه

Qantara-Konferenz
صورة من إحدى جلسات يوم أمس، حول دور وسائل الإعلام في حوار الثقافات، هل تلعب دور الوسيط أم تشعل الحرائق؟صورة من: DW/Thorsten Lessing-AA

وتناول المشاركون في الجلسة الفروقات المهنية بين الإعلام التقليدي والإعلام الإلكتروني، وتطرقوا إلى الانتقاد الأساسي الذي يوجه للصحافة الإلكترونية عادةً والخاص بغياب المهنية والخلط بين المعلومات والرأي. المدونة الإيرانية فارناز سيفي المشاركة في الجلسة اعتبرت أنه لا يمكن التعميم بهذا الخصوص، وأن الصحافة الإلكترونية في بعض الأحيان، كما هو الحال في إيران، نجحت في تقديم مصدر مهني للمعلومات في ظل حظر عمل وسائل الإعلام المستقلة التقليدية. وأضافت أن الانتخابات الرئاسية الإيرانية الأخيرة أوضحت أهمية عمل المدونين، وأبرز دليل على ذلك قيام النظام الإيراني بتأسيس وحدة أمنية مختصة بالعمل في الفضاء المعلوماتي، هدفها شن حرب على المدونين المستقلين وتخريب مواقعهم وبث دعاية للنظام، حسب قول المدونة سيفي.

موقف النظام الإيراني ليس فريدا من نوعه في منطقة الشرق الأوسط، فقد لجأت حكومات عديدة إلى اتخاذ وسائل شبيهة لتضييق حرية التعبير في الفضاء الإلكتروني خوفا من تأثيره المتزايد. وأشار الحروب أن الكثير من الأنظمة تتخذ من المواقع الإباحية أو تلك التي تبث محتويات تدعو إلى الكراهية والعنف ذريعة من أجل تطبيق إجراءات تهدف إلى تضييق حرية التعبير، والتي يكون ضحيتها الأولى وسائل الإعلام المستقلة التي تنتقد سياسات الأنظمة الحاكمة.

وبعد هذه النقاشات المستفيضة حول آفاق وتحديات الإعلام الحديث انتهى المؤتمر بكلمة لخالد الحروب لخص فيها أهم الأفكار التي تناولها المؤتمر، واغتنم خلالها الفرصة من أجل الدعوة إلى التفكير في وضع ميثاق شرف مشترك لوسائل الإعلام العالمية، معتبرا أن الكثير من المؤسسات الصحفية لديها ميثاق شرف صحفي خاص بها، لذلك فمن المفيد استخلاص المواد المشتركة لوضع ميثاق عام يحكم عمل الصحفي العامل بها.

هيثم عبد العظيم - برلين

مراجعة: حسن زنيند

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

المزيد من الموضوعات