1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

تداعيات اجتياح "داعش " لمدينة الموصل

جاسم محمد١٩ يونيو ٢٠١٤

يرى جاسم محمد أنّ اجتاح داعش لمدينة الموصل هو بداية لتقسيم العراق ونشوب حرب أهلية، ولا يمكن إغفال الدور الذي يمكن أن تضطلع به تركيا وقطر من جانب و إيران في هذه المرحلة خاصة .

https://p.dw.com/p/1CLps
Ölraffinerie in Baiji Irak ARCHIVBILD
صورة من: Reuters

استطاع تنظيم "داعش" اجتاح مدينة الموصل مركز محافظة نينوى375 كم شمال بغداد واستولى كذلك على مدينة صلاح الدين ـ تكريت يوم 10 مايو 2014 ما أدى إلى نزوج مئات الآلاف منأسر المدينة إلى المناطق المجاورة الى إقليم كردستان، كما امتد نشاط "داعش" إلى مدينة ديإلى، يشار ان التنظيم كان يتخذ من مدينة الانبارـ الفلوجة 100كلم غرب العاصمة بغداد، مقرا له هناك مطلع 2014.

وفي بيان "داعش" صدر على مواقعه يوم 15 مايو 2014 قال فيه [سوف نطمس القبور والمزارات الشركية في العراق ونحذر من مغازلةالحكومة ونؤكد أن الأموال العامة أصبحت تحت إدارة التنظيم حصراً، ومنع أيأحد آخر من أخذ جزء منها، و منع تجارة الدخان والخمور، ونطالبنساء الموصل بـالحشمة والستر وترك الخروج من المنزل].

ما يجري على الأرض في العراق هو بداية لتقسيم العراق ونشوب حرب أهلية، ولا يمكن إغفال الدور الذي يمكن أن تضطلع به تركيا وقطر من جانب و إيران في هذه المرحلة خاصةوأن التقارير أشارت إلى اعلانها النفير العاموالتعبئة داخل صفوفها بعد يوم من سقوط الموصل وكانه استنساخ الى المشهد في سوريا.الولايات المتحدة الاميركية مازالت تراهن على حل عسكري لكن يبدو هنالك خيار عسكري في العراق في اعقاب توجه ناقلة الطائرات واتخاذ قرار بنقل بعض من موظفي سفارتها في بغداد البالغين خمسة الاف الى قنصلياتها في اربيل والبصرة ووصول اعداد من المارينز الى بغداد لحماية مبنى السفارة. هذا مؤشر ان على ان مايجري على الارض هو تطور خطيرة بأتجاه حرب اهلية ومواجهات عسكرية مابين المتمردين والمجموعات المسلحة والحكومة المركزية تصل اسوار بغداد. ال "بي بي سي" وقناة العربية كشفت عن صور لاعدامات جماعية تقوم بها "داعش" الى مدنيين عراقين تقدر ب خمسمائة شخص من بين الف وخمسمائة محتجزين لديها من المجندين في قاعدة سبايكرـ محافظة صلاح الدين، مازالت هيومن رايتس تحقق فيها، الاخيرة ذكرت ان تحققت هذه الصور فتعتبر اكبر كارثة انسانية في العراق منذ عام 2003.

"مجلس ثوار العشائر" من هو؟

قال المتحدث باسم ما يسمى ب"المجلس السياسى العاملثوار العراق" مازن التميمى يوم 15 يونيو 2014: [ إن ما يحدث فى العراق هو ثورة للعشائرالسنية ضد ظلم وطائفية نظام رئيس الوزراء المنتهية ولايته، نورىالمالكى، وكان داعش عندما يسيطر على مناطق بسوريا كان يعينعليها أميرا، بينما فى المحافظات التى سيطر عليها الثوار جرى تعيين أبناءمن الجيش الوطنى. جيش صدام.. هذه ثورة بيضاء.] أن الذينيقاتلون على الأرض، يضم فصائل عراقية مسلحةإلى جانب "داعش"ابرزها : [رجال الطريقة النقشبندية، وكتائب ثورة العشرين، والجيش الإسلامي وجيش المجاهدين وهي تنظيمات جهادية ماعدا حزب البعث]. تشكل "المجلس" في العام 2012 عندما اندلعت احتجاجات ذد الحكومة المركزية في محافظات سنية أبرزها الأنبار.

كتائب ثورة العشرين : يتزعمه الشيخ حارثالضاري والذي اكد وجوده في حركة التمرد المسلحة في الموصل.

جيش"أنصار السنة": وهيجماعة "جهادية" تشكلت في سبتمبر 2003 وتضم بين صفوفها أعضاء سابقينمن جماعة أنصار الإسلام الكردية، ومقاتلين عراقيين وعرب من السلفيين.

جيش "المجاهدين : "وهو تنظيم سلفي، يسعىالى استعادة نشاطه الذي عٌرف به في العام 2003.

رجال الطريقة النقشبندية : وهو تنظيم متطرف يقوده عزت ابراهيم الدوري وينشط في شمال العراق وله اتباع في المناطق الكردية.

الجيش الإسلامي : هو جماعة سنية متطرفة، شكلها ضباط سابقين في الجيشالعراقي وأبناء عشائر.

فتوى المرجعية الشيعية للجهاد

كان المرجع الديني الأعلى آية الله العظمى السيد علي السيستاني قد افتى 14 يوليو 2014 بالجهاد الكفائي ووجوب الدفاع عن العراق وشعبه واعتبر ان منيقتل دفاعا عن بلده شهيدا.كما دعا المرجع بعد ان هب الآف العراقيين للتطوع في صفوف الجيش العراقي تلبية لندائه- الى ضرورةالتحلي باعلى درجات ضبط النفس وفي هذه الظروف الحرجة مشددا على ضرورة منعالمظاهر المسلحة خارج القانون.هذه الخطوة واجهت الكثير من الانتقادات للحكومة على اعتمادها على جيش رديف أكثر من اعتماده على الجيش النظامي، رغم انها تفسر خطوة للدفاع عن النفس، بعد ان أعلنت داعش تهديدها لغزو كربلاء والنجف وهدم الأضرحة المقدسة بالإضافة الى العاصمة العراقية بغداد.

القوات العراقية، إعادة تنظيم

قالت وزارةالدفاع العراقية إنها فتحت خمسة معسكرات لإيواء المنسحبين من أفراد قواتهامن معسكراتهم في شمال وغرب العراق بعد اقتحامها من قبل "داعش" وأصدرت توجيهاتها إلى قيادة القوات البريةبتنسيب آمرين للمعسكرات لا تقل رتبهم عن عميد.وتمفتح معسكرات لإيواء المنسحبين وبواقع معسكر إيواء في منطقةالخازر، ومعسكر وفي سنجار، ومعسكر إيواء في قاعدة بلد، ومعسكر إيواءفي كلية القوة الجوية قاعدة سبايكر، ومعسكر إيواء في قيادة عمليات دجلة.وفي سياق اخر، أعلنت تقارير إعلامية أن طيران الجيش العراقي يتسلم اربع طائراتme 35 روسية الصنع للمشاركة في المعارك الحالية وتوجيه لوائين من قوات النخبة العراقية،يتصفان بقدرات قتالية عالية، نحو محافظة نينوى للاشتراك في القتال بالتنسيق معجهاز مكافحة الإرهاب، وتلقتتدريبات خاصةعلى أيدي ضباط محترفين في لواء 65 و66 التي تعد من الالوية العسكرية ذات القدراتالقتالية العالية والقادرة على حسم المعارك.

إعادة رسم خارطة "داعش"

نشر تنظيم دولة العراق والشام الإسلامية "داعش" خريطة لتصور "الدولةالإسلامية" التي يسعى لإقامتها، وبدا لافتا أن التنظيم وضع الكويت ضمن دولتهالمرتقبة.وطالب العدنانى، المتحدث باسم "داعش" الظواهرى زعيم تنظيم القاعدة، بمحاربة القوات المصرية. رسالة العدناني بتوسيع خارطته، بدون شك هي خارج قدراته الحقيقية في الوقت الحاضر. التنظيم فشل بتشكيل فرعا له في المملكة العربية السعودية بعد ان كشفت أجهزة المخابرات السعودية بوقت مبكر عن خلايا جديدة للتنظيم، وكانت ضعيفة جدا لا ترتقي ان تكون شبكة تقوم بعمليات ارهابية.

اما في مصر، فأن استعادت اجهزة الأمن والاستخبارات قدرتها في مصر جعلها تتجاوز مرحلة صعبة وهي بالاتجاه الصحيح واستطاعت كشف أعداد محدودة لم يكن لها تاثير بين التنظيمات "الجهادية". اما في دول الجوار العراقي أبرزها الأردن والكويت، فأن المملكة الأردنية، تشعر بالقلق ازاء توسع "داعش" في العراق، بسبب وجود اعداد من الشباب الاردني التحق في وقت سابق بالتنظيم، وربما توسع التنظيم يستقطب مزيدا من الشباب. المملكة الاردنية، ربما تختلف عن باقي الدول بوحود دولة مؤسسات مهنية ذات خبرة عالية استطاعت احتواء التنظيمات"الجهادية" والتعايش مع منطقة تشهد زلزالا. اما الكويت فألتهديد يأتي من وجود مد سلفي "جهادي" مؤيد الى داعش من داخل دولة الكويت. تبقى لبنان هي الاكثر تهديدا من احتمالات استقطاب مقاتلين جدد او التوسع داخل لبنان.

ومن ضمن تداعيات سيطرة "داعش" على الموصل وصلاح الدين، تمكين التنظيم على نقل اسلحة نوعية عبر الحدود من داخل العراق الى سوريا، حصل عليها من المخازن العراقية وفي ذات السياق يعطي حرية اكثر بأن

تهديد مصادر الطاقة في العراق

حاولت"داعش" في اعقاب اجتياح الموصل، محاصرة مصفى بيجي شمال تكريت باستخدامها ما يقارب من 200 عجلة لاقتحام المصفى، لكن قيادة عمليات دجلة وقوات نخبة حالت دون سيطرة "داعش". وفي ذات السياق أكدوزير النفط عبد الكريم لعيبي، أن مصفاة بيجي التي تعد الأكبر فيالعراق مازالت تحت سيطرة الحكومة."داعش" لن توقف محاولاتها للسيطرة على المصفى والذي ياتي ضمن إستراتيجيتها بالسيطرة على مصادر الطاقة والثروة في المناطق التي تسيطر عليها. نشاط وخارطة "داعش" في شمال شرق سوريا بيرهن ذلك.

يشار ان النفط في العراق يعتبر واحد من مصادر الطاقة الى الولايات المتحدة والغرب، وتعتبر تهديد مصادر الطاقة بالعراق جزء من امنها القومي، لذا جاء الرد الأميركي هذه المرة سريعا نسبيا في العراق عكس ما يجري في سوريا، وانعكس ذلك بتوجه حاملة الطائرات الأميركية جورج بوش الى المنطقة يوم 14 مايو 2014، لكن يبقى الخيار العسكري الى إدارة اوباما محدودا حتى في العراق وسوف ينحصر في قوات النخبة والمعلومات الاستخبارية.وأعلنت تقارير عن تعاون أميركي إيراني حول الشأن العراقي لمواجهة تهديد "داعش".

نزوح وهجرة

نتج اجتياح الموصل عن أكثر من نصف مليون عراقي نازح من محافظة نينوى. وذكرت الأمم المتحدة أن ما يقارب من 500 ألف شخص اضطروا إلى النزوح من الموصل بعد سيطرة الإرهابيين على اغلب مناطق المدنين. وكشفت لجنة الهجرة والمهجرين النيابية، نزوح أكثر من سبعين ألف شخص،عن محافظة الأنبار، جراء الأحداث الراهنة التي تشهدها. وقالت اللجنة انالقصف العشوائي ودخول الإرهابيين أدت الى هجرة ألاف المدنيين.

قررت حكومة إقليم كردستان العراق، تشييد ثلاثة مخيماتلنازحي مدينة الموصل التابعة لمحافظة نينوى العراقية، وسط استمرار تدفقهمإلى مدن الإقليم بعد سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام".

وقال ديندار زيباري مساعد مسؤول العلاقات الخارجية في حكومة إقليمكردستان العراقي "إن ربع مليون نازح دخلوا إقليم كردستان، 100 ألف منهمدخلوا محافظة أربيل و150 إلى 180 ألف إلى دهوك." وسادت أجواء القلق داخل المسيحين وسط مخاوف حقيقية من أنيؤدي العنف المستجد في العراق إلى حملة تهجير ونزوح جديدة.والمعروف أن آلاف المسيحيين العراقيين اضطرواالى مغادرة مدنهم وقراهم بسبب الفوضى التي أصابت البلاد منذ الغزو الأميركيوحل الجيش العراقي عام 2003 وما تبع ذلك من توتر طائفي وحملات اضطهادديني مارستها جماعات متشدد.

ما يجري في العراق الان هو نتيجة سياسات خاطئة للحكومة العراقية، واحتقان منذ عام 2003 ولحد الان وربما يرجع السبب الى بنية العملية السياسية المتعلقة بكتابة الدستور التي قام أصلا على أساس طائفي وتحاصص ثم وصول قيادات سياسية تقود العملية السياسية والحكومة غالبيتها متورطة بالفساد وتنفيذ خارطة طريق غير عراقية، لكن رغم ذلك لا يبرر تحالف زعامات المنطقة الغربية مع "داعش" والمجاميع الإرهابية للأستقواء على الحكومة. التحالف الموجود الان بين "داعش" وبين الأطراف الأخرى يعيد للأذهان تحالف الجيش الحر مع التنظيمات "الجهادية" وكأن العراق يتجه نحو السيناريو السوري والحرب الاهلية. يبقى الحل السياسي فاعلا، باستبعاد رئيس الحكومة الحالي المنتهية ولايته وتشكيل حكومة إنقاذ وطني، لاستباق اي فراغ سياسي ممكن ان يعيشه العراق بعد انتهاء ولاية الحكومة الحالية.