1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

ترامب و"الرجل الرائع" السيسي- صداقة في الطريق

ملهم الملائكة
٣ أبريل ٢٠١٧

زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى الولايات المتحدة ولقاؤه بالرئيس الأمريكي ترامب، هل تعيد لمصر موقعها الرائد في المنطقة، وتجعل منها الشريك الرئيسي والمفضل للولايات المتحدة الأمريكية في سياسات الشرق الأوسط؟

https://p.dw.com/p/2aacs
USA Donald Trump trifft al-Sisi
صورة من: Getty Images/AFP/D. Reuter

كشف لقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالرئيس المصري عبد الفتاح السياسي عن تقارب على المستوى الشخصي، فقد قال ترامب إنه "يشعر بالقرب من الرئيس المصري السيسي منذ أول لقاء بينهما"، فيما أبلغ الرئيس السيسي نظيره الأمريكي "أنه يقدر بشدة شخصيته الفريدة"، وخارج المجاملات البروتوكولية يكاد يُجمع المراقبون على أنّ زيارة الرئيس المصري للولايات المتحدة ولقاءه بترامب تدور حول محورين، الحرب على الإرهاب بمعناها الواسع دون اتفاق على التعريف، وهو ما تجلى في قول ترامب إن" الولايات المتحدة ومصر ستحاربان معاً الإرهاب لفترة طويلة"، والمحور الثاني هو الدعم الاقتصادي الذي تنتظره مصر من الولايات المتحدة. هذا اللقاء يعد منعطفا في العلاقات بين البلدين بعد سنوات البرود التي شهدتها العلاقات بينهما في ولايتي الرئيس الأمريكي السابق باراك اوباما، وبلغ البرود أشده حين قطع اوباما برنامج المساعدات الأمريكية لمصر عام 2013، وما لبث أن أعادها عام 2015.

جسر ثقة بين ترامب والسيسي، دعائمه اقتصادية؟

الحرب على الإرهاب مرتبطة إلى حد كبير بالأزمة الاقتصادية في مصر، وكلاهما تحدٍ كبير أمام الرئيس السيسي، فإذا جاءت المساعدات الأمريكية بشكل سلاح، فهذا بالطبع لن يخفف الأزمة الاقتصادية، بل قد يفاقمها، وفي هذا السياق تحدث الصحفي المصري وليد الشيخ المقيم في ألمانيا إلى DW عربية مؤكداً أنّ " الأزمة الاقتصادية في مصر أكبر من أزمة مكافحة الإرهاب"، مشيراً إلى أنّ "أزمة الإرهاب في مصر ملتبسة ما بين المعارضة السياسية، المتمثلة في الإخوان المسلمين الذين اثبتوا فشلا ذريعاً في الحكم وما بين القاعدة وداعش".

وفيما ينظر البعض إلى إمكانية أن يحقق التقارب الأمريكي المصري عودة مصر إلى ريادة العرب، فإن هذه العودة تبقى مرتبطة باستعادة مصر لحضورها في العالم العربي، وباستعادتها لقدراتها على دعم المواقف العربية المشتركة، وهو ما يصعب أن تقوم به مصر أو أي دولة عربية في الوقت الحالي، كما يجمع على ذلك المختصون بالشأن العربي

Ägypten Kopten fliehen nach Angriffe auf der Sinai Halbinsel
مشاهد من تهجير الأقباط المسيحيين من منطقة العريش في سيناء في شباط/ فبراير 2017صورة من: Getty Images/AFP

ومن وجهة نظر ترامب، يمثل السيسي حليفا مثاليا، "فهو مقاتلٌ عنيد ضد التطرف الإسلامي، وسيواصل الحرب ضد تنظيم داعش، ولذا سيواصل شراء الأسلحة من الولايات المتحدة الأمريكية، كما أنّه ما فتىء يقدم نفسه كحامٍ للأقلية المسيحية (الأقباط) في مصر" حسب مقال نشرته مجلة دير شبيغل الألمانية واسعة الانتشار متزامنا مع زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى مصر.

وهذا يطرح أسئلة عن مدى ثقة إدارة دونالد ترامب بالرئيس السيسي، وأسباب هذه الثقة إن وجدت؟

ربما تعوّل إدارة الرئيس السيسي على ثقة الرئيس ترامب بها بناء على أول اتصال هاتفي أجراه الرئيس السيسي بالرئيس ترامب مهنئا إياه بالفوز بكرسي الرئاسة، كما أنّ إدارة السيسي - في سابقة عربية وإسلامية- لم تبدِ اعتراضا على قرار الحظر الذي أصدره الرئيس ترامب بحق القادمين من سبع دول غالبيتها من المسلمين، بل أنّ الخطوط الجوية المصرية وهي مملوكة للدولة كانت أول من طبق قرار الحظر، وشهد مطار القاهرة الدولي في حينها تكدساً في المسافرين الذين سرى عليهم الحظر بشكل غير مسبوق.

الصحفي المصري وليد الشيخ في حديثه لـ DW عربية أعتبر أنّ المسألة لا تتعلق بالثقة، بل في وجود تقارب بين المسارين، "فالرجلان في أزمة، الرئيس السيسي في أزمة سياسية، اجتماعية، ثقافية، أمنية، اقتصادية، والرئيس ترامب أيضا يعتبر في أمريكا بطة عرجاء اعتبارا من الشهرين الأولين في حكمه، وليس في السنة الأخيرة من حكمه كما هو حال كل رئيس أمريكي"، وخلص إلى القول إنهما يفكران بطريقة متشابهة وخطيرة وهي طريقة اعتبار كل من يخالفني "إرهابي"، وهو ما فعله السيسي بالإخوان المسلمين، وما فعله ترامب بحظر سفر مواطني دولٍ إسلامية بكاملها إلى بلاده.

Ägypten Studenten Protest Al-Azhar Universität Kairo 27. Dez.
مؤيدون للأحوان يرفعون شعار رابعة فوق سطح جامعة الأزهر، في كانون الثاني/ ديسمبر 2013صورة من: Reuters

الأخوان المسلمون، معارضة سياسية أم تنظيم إرهابي؟

وحسب مقال نشرته مجلة دير شبيغل الألمانية واسعة الانتشار عشية الزيارة فقد" اعتاد الرئيس السيسي أن يتخذ من محاربة الإرهاب والتطرف ذريعة لاستئصال كل معارضيه في مصر، سواء كانوا صحفيين أو ناشطين في مجال حقوق الإنسان أو عناصر من جماعة الإخوان المسلمين"، وفي هذا السياق كتبت صحيفة "ذا تايمز" البريطانية في عددها الصادر اليوم : "السيسي يسعد بمعاداة ترامب أيضا لـ (حركة) الإخوان المسلمين، التي أطاح بها الرئيس المصري وحظرها كمنظمة إرهابية".

لكن الموقف من الإخوان المسلمين له ما يبرره كما يرى كثيرون في مصر، إذ يرى الكاتب المصري عماد الدين حسين في مقالة رأي أنّ حركة 30 يونيو التي تفجرت عام 2013 قد " زلزلت المنطقة، وأوقفت "المد الإخوانى" أو الإسلامي، الذي نظر للمنطقة من زاوية "إحياء الخلافة الإسلامية" لدى بعض الحالمين أو المثاليين، أو إحياء الخلافة العثمانية لدى أردوغان وبعض قادة حزب العدالة والتنمية في تركي". ولعل هذا هو ما يعول عليه الرئيس السيسي في لقائه بالرئيس الأمريكي.

ويدور الحديث في واشنطن حول دعم عسكري مشروط لمصر، وعلى مصر طبعا أن تدفع قيمة هذا الدعم التسليحي، ولكن الكاتب المصري المقرّب من التيار الإسلامي جمال سلطان شكك في جدوى هذا الدعم في مقال نشره في صحيفة مصريون، قائلا: "البلد لا تتعرض لأي تهديد بحرب تقليدية واسعة من أي جار، ولسنوات طويلة مقبلة، وإنما معارك صغيرة مع تنظيمات إرهابية محصورة في مساحات صغيرة من الأرض وسط تفوق تسليحي هائل" .

ملف حقوق الإنسان معلّق ولا حديث عن مشكلة الشرق الأوسط !

ويبدو أنّ حقوق الإنسان والتفاصيل المتعلقة بهذا الملف لا تشغل مساحة كبيرة في اهتمامات الرئيسين، وليس مستغربا أنّ منظمة هيومن رايتس ووتش نشرت مقالاً عشية زيارة السيسي للولايات المتحدة قالت فيه إنّ "حقوق الإنسان في مصر تدنت إلى مرحلة ما بعد الصراع، فيما تواجه تهديداً خطيرا في الولايات المتحدة اليوم".

أحمد إمام عضو المكتب السياسي لحزب مصر القوية، تحدث من القاهرة لـ DW عربية عن ملف حقوق الإنسان في مصر، معتبرا " أنّ طرح ملف حقوق الإنسان هذه المرة سيجري بشكل أقل أهمية أمام الإدارة الأمريكية، لتوجهاتها التي تكشف أنها غير معنية كثيراً بموضوع حقوق الإنسان في مصر بقدر عنايتها بملفات المنطقة الأخرى".

وفيما اعتبرت أغلب وسائل الإعلام أنّ لقاء السياسي بالرئيس ترامب لن يتطرق إلى ملف الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وترتيباته وحلوله الشرق أوسطية، فقد أكد أحمد إمام عضو المكتب السياسي لحزب مصر القوية (الذي يوصف شعبيا بأنه باب خلفي للإخوان المسلمين) أنّ الإدارة الأمريكية تراهن على أن تلعب مصر دور شرطي المنطقة، خاصة في ضوء وجود "تفاهمات مصرية أمريكية كبيرة جداً تتمثل في علاقات جيدة جدا مع إسرائيل ". يأتي هذا في وقت تحدثت فيه تقارير صحفية عن حملة بروباغندا مولتها مصر لتبييض صورة الإدارة المصرية أمام الشعب الأمريكي، مشيرة إلى أنّ من دفع تكاليف تلك الحملة هو جهاز المخابرات المصرية العامة وليس وزارة السياحة المصرية.


 

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد