1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

Strom aus der Wüste

١ يونيو ٢٠١١

انعقد مؤخرا في مدينة هامبورغ مؤتمر لبحث التعاون بين الدول الأوروبية الراغبة في الحصول على الطاقة الشمسية وبين شمال إفريقيا لتنفيذ مشروع ديزيرتيك. وأشار خبراء إلى أن هذا المشروع سيدعم الديمقراطيات الفتية في شمال إفريقيا.

https://p.dw.com/p/11RGK
صورة من: Solarmillenium AG

ينكب الخبراء منذ سنوات على تحقيق الهدف الذي يتوخاه مشروع ديزيرتيك، وهو تزويد نصف أوروبا وشمال إفريقيا بالتيار الكهربائي في غضون عقود زمنية قليلة، وما تزال الطريق الموصلة إلى ذلك محفوفة بالصعوبات، لكن صاحب فكرة المشروع جيرهارد كنيس يقول إن مشروع ديزيرتيك يجمع بين أفضل المناطق الشمسية في العالم أي الصحراء، وأفضل التقنيات العالمية في الدول المتقدمة في هذا المجال"بهذه الطريقة تتمكن الدول المتقدمة تقنيا ودول الصحراء من تزويد نفسها بطاقة نظيفة وبالكميات التي تحتاجها" وتمكن هذه الطريقة أيضا، كما يضيف، من إنتاج كميات من الطاقة الكهربائية تزيد مئات المرات عن الحاجة الفعلية.

فالشمس تشع فوق الصحراء بشكل أقوى بكثير من أوروبا، ولهذا تكون مصانع توليد الطاقة الكهربائية في شمال إفريقيا أكثر فعالية منها في وسط أوروبا، فهذه المفاعلات لا تتشكل من خلايا شمسية مثل تلك التي نجدها فوق أسطح المنازل، إنما هي مصانع طاقة حرارية مستمدة من الشمس، تعكس فيها مرآة كبيرة أشعة الشمس بشكل مركز على مراجل مياه، فتتبخر المياه، وبقوة البخار يمكن تشغيل محرك يولد التيار الكهربائي.

طاقة على مدار الساعة

Infografik Solar- und Windenergie aus Nordafrika und Nahosten englisch
كثير من مناطق تنفيذ مشروع ديزرتيك تقع في مناطق ما تزال متأزمة سياسيا

وهذه التقنية تتفوق على الخلايا الشمسية من ناحية، كما يقول جيرهارد كنيس:" تكمن ميزة هذه الطريقة في إمكانية تخزين الطاقة الشمسية المستخلصة أثناء النهار كحرارة في الليل". وبهذه الطريقة يمكن إنتاج تيار كهربائي بالطاقة الشمسية خلال الليل أيضا، وتوريد التيار حسب الحاجة.

وأوروبا لن تكون المستفيد الوحيد من تيار الصحراء الكهربائي، بل إن دول شمال إفريقيا ستستفيد منه أيضا. وعندما تستثمر أوروبا في طاقة الشمس الصحراوية تنشأ في المغرب ومصر وتونس فرص عمل للسكان هناك، كما يأمل كنيس، مخترع طريقة استخلاص الطاقة الشمسية من الصحراء،" نحن نملك هنا التقنيات، لكننا لا نملك إمكانيات استخدامها، وهناك توجد إمكانيات الاستخدام لكن لا تتوفر التقنيات" لهذا إذا قامت شراكة بين دولتين يمكن، حسب رأيه، تحقيق هدفين؛ الحصول على الطاقة، وتنمية دول شمال إفريقيا،إلى جانب "حماية البيئة على أفضل وجه".

هل يمكن إقامة شراكة على قدم المساواة؟

لكن بعض دول شمال إفريقيا التي يحتمل أن تكون شريكة في المشروع تخشى من أن تكون أوروبا غير مهتمة بشراكة على قدم المساواة، إنما أن يقتصر هدفها على الحصول على التيار الكهربائي، وبأسعار رخيصة قدر الإمكان، كما يقول عبد العزيز بنونة، الأمين العام السابق للمركز المغربي للأبحاث والتقنية: "يعلمنا التاريخ أن أوروبا تأخذ ما تريد، سواء أراد الناس ذلك أم لا".

Gerhard Knies, der Vater von Desertec
جيرهارد كنيس، مخترع فكرة مشروع ديزيرتيكصورة من: DESY

ويحاول مؤيدو مشروع ديزيرتيك تبديد الشكوك وخلق الثقة. والشكوك لا توجد لدى البعض في شمال إفريقيا فقط، إنما في أوروبا أيضا، فبعض الخبراء فيها ينصحون بالحذر والتريث إلى أن تستقر الحالة السياسية في شمال إفريقيا. لكن جيرهارد كنيس يتبني رأيا آخرا تماما: " التحولات السياسية في دول شمال إفريقيا قد تمنح هذا المشروع دفعة قوية إلى الأمام"، فالحكومات السابقة كانت، كما يقول، مهتمة قبل كل شيء بضمان نفوذها واستمرارها،" لكن الحكومات الجديدة مضطرة الآن للسعي من أجل توفير شروط معيشة معقولة للسكان". ويعتبر خلق فرص العمل من الخطوات الأساسية التي تؤمن لسكان هذه الدول شروط معيشية جيدة، كما يؤكد الخبير كنيس.

ولهذا السبب بالذات يتعين الآن الاستثمار في مشروع ديزيرتيك، كما يقول أيضا عبد العزيز بنونة، فهذا، حسب رأيه، سيدعم عملية الديمقراطية في شمال إفريقيا: "لدي أمل قوي بأن تدعم أوروبا الديمقراطية الديمقراطيات لدينا أيضا وتكف عن دعم الدكتاتوريين. عندئذ تتوفر أسس جيدة لتعاون مثمر".

من سيدفع النفقات؟

ويتبقى السؤال عن الأموال، فمصانع الطاقة الشمسية بحاجة إلى استثمارات هائلة، كما يقول روبرت بيتس بال، من مركز الأسفار الجوية والفضائية "إننا سنحتاج لذلك فعلا مبالغ تربو على المليارات" ، ثم يلح بال على اتخاذ خطوات ملموسة: " إننا بحاجة إلى تمويل يمكننا من الانطلاق في العمل، وهذا يجب أن يأتي من الطرفين، من أوروبا ومن شمال إفريقيا". ويظهر بال التفاؤل في إمكانية حل هذه المسألة بسهولة: "لن تكون مسألة توزيع الأعباء وكيفية جمع الأموال موضوعا معقدا، إذ سيجري الحديث بشكل صريح وصادق".

وفي الحقيقة ما يزال من غير المعروف من سيدفع تكاليف مصانع الطاقة الشمسية في الصحراء. على جميع الأحوال أعلن الاتحاد الأوروبي عن استثمار 30 مليون يورو في أول منشئات الطاقة الشمسية التي تقام في مصر والمغرب.

فرانك غروتيلوشن/ منى صالح

مراجعة: هبة الله إسماعيل

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد