1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

توتر "الكركرات".. هذه حقائق النزاع على الصحراء الغربية

١٤ نوفمبر ٢٠٢٠

يعدّ نزاع الصحراء الغربية أحد النزاعات التي تعقّد الوصول إلى حل فيها، وبعد مرور 45 على اشتعاله، لا يظهر أن الحل قريب المنال، خصوصاً بعد عودة الاشتباكات بين المغرب وجبهة البوليساريو.

https://p.dw.com/p/3lHxA
الجدار الحدودي في الصحراء الغربية بين المناطق الواقعة تحت سيطرة المغرب وتلك الواقعة تحت البولساريو
الجدار الحدودي في الصحراء الغربية بين المناطق الواقعة تحت سيطرة المغرب وتلك الواقعة تحت البولساريوصورة من: Getty Images/AFP/P. Hertzog

ينذر خلاف حول الصحراء الغربية بتفجر جولة جديدة من الصراع بين المغرب وجبهة البوليساريو التي تسعى للاستقلال. وأعلنت جبهة البوليساريو الجمعة (13 تشرين الثاني/نوفمبر 2020) انتهاء وقف إطلاق النار الذي جرى التوصل له برعاية من الأمم المتحدة قبل  ما يناهز 30 عاماً، وذلك إثر عملية عسكرية أطلقها المغرب في منطقة الكركرات العازلة لإعادة فتح الطريق المؤدي لموريتانيا المجاورة بعد إقفاله.

وفيما يلي بعض الحقائق عن المنطقة والنزاع والأطراف الرئيسية:

المساحة والثروات:

تمتد الصحراء الغربية على مساحة 266 ألف كيلومتر مربع على ساحل المحيط الأطلسي بين المغرب وموريتانيا والجزائر. ويخترق المنطقة "جدار دفاعي"، بين المناطق التي يسيطر عليها المغرب والمناطق العازلة أو "المحررة" على حد تعبير البوليساريو. ومساحتها تعادل مساحة بريطانيا لكنها قليلة الكثافة السكانية وتنعم بمناطق الصيد الغنية وتتوفر على ثروات طبيعية كالفوسفات. طالب المغرب بالسيادة على المنطقة عندما كانت تحت الحكم الاستعماري الإسباني، وفي الوقت نفسه، شكل الصحراويون الذين يعيشون هناك جبهة البوليساريو للضغط من أجل الاستقلال.

تفجر النزاع:

بدأ النزاع فعلياً عام 1975، عندما وقعت إسبانيا قبل رحيلها من الصحراء الغربية، مع المغرب وموريتانيا اتفاقية مدريد التي اقتسم على إثرها الجاران الإفريقيان الصحراء. لكن الصحراويين المسلحين الذين أسسوا قبل ذلك جبهة البوليساريو، وهو اختصار بالإسبانية للجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، رفضوا الاتفاقية ويطالبون إلى الآن بانفصال الصحراء الغربية.

دخلت البوليساريو في نزاع مسلح مع المغرب وموريتانيا، لكن هذه الأخيرة انسحبت من جنوب الصحراء الغربية ووقعت عام 1979 اتفاق سلام مع "الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية" التي تعلنها البوليساريو من جانب واحد. دعّم الاتحاد الإفريقي "الجمهورية الصحراوية" ما أدى إلى توتر علاقته بالمغرب الذي انسحب من الاتحاد قبل أن يعود إليه مؤخراً.

خريطة تبين مناطق النفوذ في الصحراء الغربية
خريطة تبين مناطق النفوذ في الصحراء الغربية

ماذا قالت محكمة العدل الدولية؟

أقرت محكمة العدل الدولية في لاهاي عام 1975 وجود روابط بين الصحراء الغربية أثناء خضوعها للاستعمار وللمغرب وموريتانيا، لكن المحكمة اعتبرت هذه الروابط غير وثيقة ولا تصل إلى السيادة. وبعد 16 سنة من الحرب دخل اتفاق لوقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 1991، لكن المغرب استطاع أن يسيطر على 80 بالمئة من أراضي الصحراء.

تعتبر الصحراء الغربية المنطقة الوحيدة في إفريقيا التي لم يحسم بعد مصيرها خلال الفترة ما بعد الاستعمارية. 

ادعاءات بالتنمية وأخرى بالنهب

يخترق الصحراء الغربية "جدار دفاعي"، بين المناطق التي يسيطر عليها المغرب والمناطق العازلة أو "المحررة" على حد تعبير البوليساريو.

وتعد العيون والداخلة والسمارة أهم مدن المنطقة، وتقع جميعها في المنطقة التي يخضعها المغرب لإدارته. ويؤكد المغرب أنه عمل على إنماء المنطقة من خلال استثمارات هامة. لكن جبهة البوليساريو التي يتولى أمانتها العامة حاليا إبراهيم غالي، تعتبر أن السكان الصحراويين لا يستفيدون من ثمار هذا الإنماء وتصف استغلال الثروات الطبيعية للمنطقة من طرف المغرب بـ"النهب".

موقف الجزائر

وتقدر مصادر عدد اللاجئين المقيمين في مخيمات قرب مدينة تندوف بالجزائر (حيث لجأ الكثير من الصحراويين بعد بدء الحرب) بما بين 100 ألف إلى 200 ألف شخص، في ظل غياب إحصاء رسمي. وتقع تندوف جنوب غرب الجزائر العاصمة على بعد 1800 كيلومتر وهي قريبة من الحدود مع المغرب.

وتدعم الجزائر بقوة جبهة البوليساريو وساهمت في تأسيسها إلى جانب نظام معمر القذافي. وتجمع المغرب بالجزائر علاقات متوترة منذ استقلالهما عن فرنسا، وتبذل الرباط جهودا لحشد التأييد العالمي لها في الملف، ونجحت مؤخرا في إقناع عدة دول بفتح سفارات لها في الإقليم المتنازع عليه.

دور الأمم المتحدة

في غياب حل نهائي، تصنف الأمم المتحدة الصحراء الغربية في قائمة "الأقاليم غير المتمتعة بالحكم الذاتي". تراقب بعثة الأمم المتحدة (مينورسو) احترام اتفاق وقف إطلاق النار من خلال دوريات برية وجوية، كما تدور مفاوضات أممية منذ مدة حول النزاع، لكن ومنذ استقالة المبعوث الأممي هورست كولر في أيار/مايو 2019 لأسباب صحية، لم تنجح الأمم المتحدة حتى الآن في إيجاد خلف له.

 إ.ع/خ.س (أ ف ب، رويترز)

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد