1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

توجهات الألمان من أصول عربية في الانتخابات البرلمانية الألمانية

خالد الكوطيط٢٦ يونيو ٢٠١٣

الناخبون الألمان من أصول عربية مجموعات غير منسجمة تتحكم عوامل عدة بأصواتها في الانتخابات البرلمانية، ويبرز من بين هذه العوامل النظرة لاندماج الأجانب في المجتمع الألماني والسياسة الخارجية الألمانية إزاء الدول العربية.

https://p.dw.com/p/18wWF
صورة من: picture-alliance/dpa

يقيم أشرف عماوي في ألمانيا منذ اثنين وعشرين عاما. جاء إليها من أجل الدراسة وبقي فيها بعد حصوله على شهادته الجامعية، حيث بدأ العمل في إحدى شركات المعلوماتية. أشرف حصل على الجنسية الألمانية قبل عشر سنوات، وقام كل مرة بأداء حقه الانتخابي. وسواء تعلق الأمر بالانتخابات البلدية في مدينته برلين أو بانتخابات البرلمان الألماني التي ستجري مجددا في سبتمبر/ أيلول القادم 2013، لم يمنح أشرف صوته الانتخابي حتى الآن لحزب المستشارة أنجيلا ميركل، الحزب المسيحي الديمقراطي، وكمواطن ألماني من أصل عربي يرى أن "ميركل تنظر إلى اندماج الأجانب في المجتمع الألماني كخط يسير باتجاه واحد". فحزبها حسب رأيه يطالب "الأجانب بالتأقلم داخل المجتمع الألماني دون مراعاة الخصوصيات الثقافية والتاريخية وحتى الدينية لهم، والتي يمكن أن تختلف تماما عن خصوصيات المجتمع الألماني"، حسب قول أشرف.

الناخبون من أصل عربي مجموعة غير منسجمة

غير أنه لا يمكن التحري عن مدى صحة وجهة النظر هذه حسب رأي عمر كامل ، أستاذ العلوم السياسية في جامعة لايبزغ الألمانية الذي يقول بهذا الشأن: "في ظل غياب دراسات وافية حول طبيعة الناخبين العرب وخلفيتهم، يبقى من الصعب الحديث بشكل واضح عن دوافع الناخب العربي الأصل. إضافة إلى ذلك فإن الجالية العربية الأصل مجموعة غير منسجمة تماما".

Omar Kamil
البروفسور عمر كامل: لا توجد دراسات وافية عن توجهات العرب وميولهم الانتخابيةصورة من: Omar Kamil

رغم ذلك فإن بسياسة الاندماج قد تكون من وجهة نظر الخبير كامل النقطة الأساسية التي يأخذها المواطنون من أصل عربي بشكل خاص أو أجنبي بشكل عام بعين الاعتبار عندما يتوجهون إلى صناديق الاقتراع. وفي هذا الإطار فإن الكثيرين من الألمان ذوي الأصول العربية يتذكرون بارتياح أن ائتلاف حزب الاشتراكيين الديمقراطيين والخضر الذي حكم ألمانيا من 1998 إلى 2005 بزعامة المستشار السابق غيرهارد شرودر "عمل على تسهيل قوانين الإقامة للأجانب وتسهيل إجراءات الحصول على الجنسية الألمانية. وهذا ما يدفعهم لمنح أصواتهم لتركيبة سياسية كهذه" كما يقول كامل.

اختيار الحزب المسيحي لتمسكه بقيم المجتمع

على صعيد متصل فإن ألمان من أصول عربية ومن ذوي الدخل الجيد يصوتون لصالح حزب المستشارة ميركل التي استطاعت قيادة ألمانيا بأداء جيد خلال الأزمة الاقتصادية التي تعصف بدول أوروبية عديدة. "فالعرب كجزء من الشعب الألماني يشعرون بهذا الأمر، وهم راضون عن أداء ميركل وعن سياستها الاقتصادية التي تعطيهم إحساسا بالأمان الاقتصادي"، كما يقول عمر كامل. من جهة أخرى قد يمنح المحافظون من الناخبين العرب أبناء الجيل الأول أصواتهم لحزب المستشارة ميركل، أي الحزب المسيحي الديمقراطي، "لاعتقادهم أن هذا الحزب يحافظ على التراث والتقاليد والقيم الدينية داخل المجتمع". حسب قول المحلل السياسي عمر كامل.

Symbolbild Bundestagswahl
عادة ما يكون إقبال الألمان على الانتخابات محدودا بسبب عدم تعليق آمال كبيرة على السياسيين ووعودهم من مختلف المشارب السياسيةصورة من: Getty Images

أما العرب من أبناء الجيل الثاني "فهم مندمجون بشكل أقوى وينتخبون بشكل مشابه للألمان الذين يميلون إلى تأييد الأحزاب بنسب مختلفة على أساس برامجها ووعودها المتعلقة بضمان مستوى المعيشة. يضاف إلى ذلك وجود عوامل أخرى تحدد الخيارات الانتخابية كالعدالة الاجتماعية حسب الخبير كامل. فأشرف عماوي مثلا ينتخب حزب اليسار ذو التوجه الاشتراكي رغم أنه ينتمي إلى الطبقة المتوسطة العليا، لكنه يرى أن سياسة المستشارة ميركل "زادت من الهوة بين الفقراء والأغنياء في البلاد، والحزب اليساري هو الحزب الوحيد الذي يملك رؤيا واضحة لمحاربة الفقر"، كما يقول أشرف.

عامل السياسة الخارجية إزاء الدول العربية

ومن أبرز العوامل التي تلعب دورا في تحديد الخيارات الانتخابية للألمان من أصول عربية سياسة ألمانيا الخارجية تجاه المنطقة العربية، كما يرى الدكتور عمر كامل. فهذه السياسة تهيمن عليها المصالح الاقتصادية "كون ألمانيا تنظر إلى المنطقة كسوق لترويج بضائعها أكثر منها كمنطقة للشراكة الحقيقية. و "رغم الثورات العربية التي هزت كل المنطقة وتجاوزت آثارها حدود الدول العربية لم تظهر الحكومة الألمانية الحالية تفهما لإرادة العرب وحاجتهم للحرية والديمقراطية إلى جانب الشراكة الاقتصادية". ويضيف أشرف: "هذه الحكومة تقول أنها تدعم حقوق المرأة وحقوق الإنسان. رغم ذلك تبقى السعودية التي تسلب فيها المرأة أبسط حقوقها كحق قيادتها للسيارة حليفة ألمانيا الأولى في المنطقة العربية".

Bildcombo: Angela Merkel und Peer Steinbrück
المستشارة انجيلا ميركل ومنافسها في الانتخابات البرلمانية القادمة بيير شتاينبروك مرشح الحزب الاشتراكي الديمقراطي خلال نقاش بيان حكومة ميركل بشأن الأزمة اليونانيةصورة من: dapd

وينظر أشرف وكثيرون من العرب المقيمين في ألمانيا والذي يقدر عددهم فقط بنحو 300 ألف شخص نصفهم يتمتع بالجنسية الألمانية إلى صفقات الأسلحة مع دول الخليج بإحباط كبير. فمن جهة يؤكد الساسة الألمان دعمهم للديمقراطية وحقوق الإنسان، غير أنهم في الوقت نفسه يبيعون الحكام العرب في دول الخليج المعدات العسكرية لقمع المتظاهرين السلميين الذين يطالبون بهذه الحقوق كما يحدث في البحرين مثلا. "لكني لا أرى أي تغيير في هذه السياسة حتى مع وصول ائتلاف آخر للحكم بعد انتخابات شهر سبتمبر/ أيلول المقبل"، كما يقول أشرف مضيفا: "هذه سياسة تقليدية تراعي مصالح البلاد الاقتصادية بالدرجة الأولى".

الخيارات الانتخابية والموقف من إسرائيل

كما أن سياسة المستشارة ميركل تجاه إسرائيل قد لا تدفع الناخبين العرب إلى منح ثقتهم بحزبها، كما يرى الباحث السياسي عمر كامل. "فالعرب ينظرون عموما إلى علاقات ألمانيا مع إسرائيل نظرة سلبية، لأنهم يرون بأن ألمانيا من خلالها لا تبدي تفهما للموقف الفلسطيني كما ينبغي". رغم ذلك فإن عرب ألمانيا يتفهمون أن هذه العلاقات ذات طابع تاريخي، يضيف الدكتور عمر كامل، وذلك بسبب المحرقة النازية التي تجعل ألمانيا تشعر بالذنب وتتحمل مسؤولية تاريخية تجاه إسرائيل.

تنويه: ينشر هذا المقال في موقع DWوالجزيرة نت Aljazeera.netفي إطار مشروع مشترك