ثمانية قتلى في تجدد أعمال العنف باليمن

ذكرت مصادر طبية وتقارير إعلامية أن ثمانية أشخاص على الأقل قتلوا الأحد (16 تشرين أول/ أكتوبر 2011) في صنعاء وتعز. وقالت مصادر طبية إن ثلاثة مدنيين على الأقل قتلوا اليوم عندما فتح مسلحون يشتبه في أنهم من الموالين للرئيس علي عبد الله صالح النار على مسيرة مناهضة له في صنعاء. وأضافت المصادر أن إطلاق النار أسفر عن إصابة نحو 12 آخرين، مشيرة إلى أن المتظاهرين رددوا شعارات مناهضة لصالح وأخرى تطالب الأمم المتحدة بالضغط عليه للتنحي.

من جانبها نقلت وكالة "مأرب برس" المحلية أن اشتباكات بالأسلحة الثقيلة دارت على مدخل ساحة التغيير بين موالين لصالح ومنشقين عن الجيش مناهضين له ما أسفر عن مقتل أربعة أشخاص وجرح العشرات.

وفي تعز بجنوب اليمن قُتلت فتاة وأصيب ثلاثة أشخاص آخرون في اعتداء على مسيرة، ونقلت مأرب برس أن قوات صالح استخدمت مضادات الطيران والآر بي جي في الاعتداء على المتظاهرين.

وذكر مراسل وكالة فرانس برس أن بين الجرحى عدداً من جنود الفرقة الأولى مدرع المنشقة والتي يقودها اللواء علي محسن الأحمر. وتمكن مئات الآلاف من المتظاهرين من الوصول إلى شارع الزبيري التجاري، الرئيسي الذي يفصل بين منطقة معارضي الرئيس علي عبد الله صالح ومنطقة المؤيدين له.

وكان المتظاهرون قد انطلقوا الأحد (16 تشرين أول/ أكتوبر 2011) من ساحة التغيير في وسط صنعاء، ثم بدأ قمعهم بإطلاق الرصاص الحي من قبل مسلحين مدنيين وقوات شرطة الأمن المركزي، وذلك بالقرب من المستشفى الجمهوري وسوق السمك جنوب شرق ساحة التغيير. كما سُجلت اشتباكات بين جنود الفرقة الأولى مدرع والقناصة في حي باب القاع، حسبما افاد مراسل وكالة فرانس برس.

وتاتي هذه المظاهرات المطالبة بإسقاط لنظام الرئيس علي عبد الله صالح غداة يوم دام شهد مقتل 29 شخصاً في العاصمة اليمنية. وقال وليد العماري المنسق الإعلامي لـ"شباب الثورة" لوكالة فرانس برس "نحن مستمرون في المسيرات التصعيدية حتى لو قتل منا آلاف الشباب". وأضاف "لا بد من هذه المسيرات التصعيدية من أجل إسقاط بقايا النظام"، في إشارة غلى مسيرات تنطلق من ساحة التغيير التي يعتصم فيها المطالبون بإسقاط النظام باتجاه أحياء حساسة ينتشر فيها مؤيدو الرئيس علي عبد الله صالح والقوات الموالية له. وتشهد صنعاء حالة توتر شديد مع انتشار المسلحين في جميع الشوارع، الأمر الذي أدى إلى إغلاق جميع مدارسها.

الأحمر يطالب بسحب القوات

من جانب آخر طالب اللواء اليمني المنشق علي محسن الأحمر بسحب جميع القوات العسكرية والقبلية المسلحة من صنعاء بما في ذلك القوات التي يقودها بنفسه، وذلك غداة مقتل 29 شخصاً في أعمال عنف في العاصمة اليمنية، حسبما أفاد بيان صدر عنه الأحد. وطالب الأحمر بـ"التدخل السريع للمجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان لإيقاف مذابح هذا الجاهل القاتل (الرئيس اليمني) وإخراج القوات المسلحة والجيش من الحرس الجمهوري والقوات الخاصة والأمن المركزي وحتى الفرقة أولى مدرع (التي يقودها الأحمر) إلى خارج العاصمة والمدن الرئيسية بما لا يقل عن 200 كلم منها".

كما طالب الأحمر في البيان الصادر عن "قيادة أنصار الثورة الشبابية الشعبية والسلمية والجيش اليمني الحر المؤيد للثورة" بـ"إخراج المجاميع القبلية المسلحة التي يستقوي بها هذا الجاهل على أبناء شعبنا من العاصمة صنعاء وكافة المدن اليمنية، حفظاً لأرواح ودماء أبناء شعبنا".

ودعا الأحمر إلى إرغام الرئيس علي عبد الله صالح على توقيع المبادرة الخليجية وتسليم السلطة. وشهدت العاصمة اليمنية صنعاء أمس السبت أعمال عنف دامية، أوقعت ما لا يقل عن 29 قتيلاً خلال تفريق مئات آلاف المتظاهرين المناهضين للنظام وفي معارك ضارية بين مسلحين قبليين مناهضة ومناصرة للرئيس علي عبد الله صالح.

ويتظاهر ملايين اليمنيين منذ شباط/ فبراير الماضي مطالبين بتنحي صالح عن السلطة، غير أن صالح ما يزال متمسكاً بالسلطة رغم سقوط ما لا يقل عن 1480 قتيلاً جراء الاشتباكات بين القوات الموالية له وبين معارضيه حتى نهاية أيلول/ سبتمبر الماضي بحسب إحصاءات حكومية.

(ع.غ/ أ ف ب، د ب أ)

مراجعة: حسن زنيند