1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

جامعات ألمانية تقدم لأول مرة تخصصا في الدراسات الإسلامية

١٤ أكتوبر ٢٠١٠

وافقت وزارة التعليم الألمانية على طرح الدراسات الإسلامية كتخصص جديد في ثلاث جامعات، وبذلك سيتاح للمرة الأولى تأهيل الأئمة في جامعات تابعة للدولة بشكل كامل. وبعض الخبراء ينادي بتطبيق معايير دقيقة في اختيار طاقم التدريس.

https://p.dw.com/p/Pe7u
صورة من الارشيف حول فعاليات الدورة الثانية لمؤتمر الإسلام في ألمانياصورة من: picture alliance/dpa

أعلنت وزارة التعليم الألمانية اليوم الخميس (14 أكتوبر/تشرين أول) أن تخصص "الدراسات الإسلامية" سيطرح لأول مرة في ثلاث جامعات ألمانية. وقالت وزيرة التعليم، أنيتا شافان، اليوم بالعاصمة برلين إن جامعات توبنجن ومونستر وأوزنابروك ستُدخل التخصص الجديد ضمن مناهجها الدراسية. وبذلك سيتاح للمرة الأولى تأهيل الأئمة ورجال الدين الإسلامي في جامعات تابعة للدولة بشكل كامل. وتشير التوقعات إلى أن تخصص "الدراسات الإسلامية" سينطلق في فترة الدراسة الشتوية من العام المقبل 2011 .

وتهدف الحكومة الألمانية من خلال هذه الخطوة إلى دعم عملية دمج المسلمين في المجتمع الألماني، وذلك من خلال تخريج أئمة ومتخصصين من أبناء الجالية المسلمة التي تعيش في ألمانيا أو من غيرهم من المسلمين المطلعين على السياق العام للمجتمع الألماني.

ومعروف أن معظم أئمة المسلمين العاملين في ألمانيا يُستَقدمون من دول إسلامية مثل تركيا أو مصر لمدد محددة ثم يعودون بعدها إلى موطنهم.

خبيرة الدين الإسلامي حميدة محاججي ثمّنت الشروع في هذه الخطوة معتبرة إياها إشارة سياسية مهمة في سياق عملية الاندماج، وقالت الخبيرة الإيرانية الأصل لوكالة الأنباء الألمانية إن هذه الخطوة تدل على أن المسلمين الذين يبلغ تعدادهم نحو 4 مليون شخص في ألمانيا أصبحوا جزءا دائما من المجتمع الألماني.

مطالب بتطبيق معايير دقيقة في اختيار طاقم التدريس

Papst empfängt deutsche Muslime
الخبيرة حميدة محاججي أثناء زيارة بابا الفاتيكان لكولونيا عام 2005صورة من: AP

الجامعات الثلاث التي وقع عليها الاختيار لها خبرة في الدراسات الإسلامية، فجامعة اوزنابروك (غرب ألمانيا) على سبيل المثال أنشأت عام 2009 مركزا للدراسات الإسلامية بين الثقافات بالتعاون مع معهد الدراسات اللاهوتية الكاثوليكية والايفانجيلية. كما أطلقت الجامعة هذا الأسبوع برنامجا تأهيليا يستمر لمدة فصلين دراسيين، ويشارك فيه 30 من رجال الدين المسلمين من أجل تأهيلهم في مجال اللغة الألمانية وتعريفهم على المجتمع والتاريخ الألمانيين وتوضيح الخطوط العريضة للسياسة الألمانية الداخلية والخارجية. أما جامعة مونستر(غرب ألمانيا) فقد افتتحت مركزا للدراسات الدينية منذ ست سنوات، يتخرج فيه مدرسو الدين الإسلامي، كما تضم الجامعة معهدا مرموقا للدراسات الإسلامية.

ولعل خبرة هذه الجامعات في التعامل مع العلوم الإنسانية ستؤهلها لاختيار طاقم تدريس التخصص الجديد الذي تزمع وزارة التعليم إنشاءه بها. الخبيرة محاججي، التي تدرس في جامعة بادربورن (وسط ألمانيا)، ترى أن هناك معايير دقيقة يجب أن تنطبق على من يرغب في تدريس التخصص الجديد، أهمها أن يكون منفتحا على الأديان الأخرى ومتسامحا معها، وأن يكون مؤمنا بحرية البحث العلمي. كذلك ترى محاججي أن المدرس ينبغي أن يتوفر فيه اطلاعا كاملا على طبيعة المجتمع الألماني، وأن يضع نصب عينيه ظروف المسلمين في هذا المجتمع واحتياجاتهم.

الشفافية مفتاح نجاح التخصص الجديد

Universität Münster
جامعة مونستر إحدى الجامعات التي ستدرس تخصص الدراسات الإسلاميةصورة من: picture-alliance/dpa

فكرة تأهيل أئمة مسلمين من أصل ألماني كانت أحد المحاور الأساسية للمؤتمر الذي عقده وزير الداخية الألماني توماس دي ميزير مع عدد من ممثلي الطوائف المسلمة والخبراء والمتخصصين في شهر مايو/ايار الماضي، وأوصى المؤتمر الذي يعرف باسم "مؤتمر الإسلام" وقتها بتطوير مشروع نموذجي لمحاضرات الدين الإسلامي في جميع أنحاء ألمانيا من أجل تعزيز اندماج المسلمين في المجتمع الألماني.

لكن البعض في ألمانيا يبدي تخوفا من أن تكون مراكز تدريس الإسلام الجديدة معقلا للتدين المتطرف، لذلك تشدد محاججي التي شاركت في مؤتمر الإسلام على أهمية الشفافية في إدارة المراكز التي ستدرس التخصص الجديد من أجل تبديد التحفظات التي قد تواجه تأسيسها، وقالت "يجب الدخول في نقاشات حرة، ويجب أن يعرف الجميع كيف يتم تأهيل الأئمة في تلك المعاهد". في الوقت نفسه شددت محاججي على أن أفضل طريقة لتبديد المخاوف والتحفظات هي أن تثبت معاهد الدراسات الإسلامية من خلال عملها أن المسلمين جزء من مجتمع منفتح.

(ه ع ا/دب ا/ اي بي دي)

مراجعة: يوسف بوفيجلين

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد