1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

جامعة ألمانية تُدرس طلابها الاقتصاد من خلال تأسيسهم لشركات خاصة

٨ أبريل ٢٠١٠

تتسم دراسة الاقتصاد بغلبة المواد النظرية على التجارب الميدانية، رغم ارتباط المواد المدروسة بالواقع المعاش. الأمر يختلف في جامعة ألمانية خاصة تمنح طلاب الاقتصاد فيها فرصة تأسيس شركاتهم الخاصة وهم في مرحلة الدراسة.

https://p.dw.com/p/MpRN
دورة تعليمية في جامعة فيتن-هيرديكة الخاصة، حيث يتعلم الطلاب قوعد تأسيس الشركات وإدارة الأعمال.صورة من: Universität Witten-Herdecke

الطالب سيباستيان غيرهاردي وزميله كريس يونغهانس يتجهان إلى محل أثاث فاخر يقع على ضفاف نهر الراين في مدينة كولونيا الألمانية. لكن على عكس الزبائن الموجودين في المحل الذين يتجولون بين بضائعه الفاخرة من أجل شراء بعضها، فإن الطالبين حضرا إلى المحل لأنهما ضربا موعدا مع مشتيلده لونه موظفة التسويق في الشركة التي تملك المحل الفاخر من أجل عرض منتجاتهما، وهي عبارة عن سجاد من مختلف الأحجام ويحمل رسومات مختلفة. "على هذه السجادة وجه مارلين مونرو، وهذا دليل على أننا نستطيع نسخ كل الرسومات أو الصور أو حتى الرموز الخاصة على السجاد التي نعرضها". هكذا يوضح كريس يونغيوهان لمشتيلده لونه فكرة شركة إنتاج السجاد التي يديرها مع زميله، بصوت يوحي بنبرة واضحة من الثقة.

كسب المال في إطار الدراسة

Externe Jury Gründerwerkstatt Uni Witten-Herdecke
هذه الدراسة تقوم هيئة تحكيمية مستقلة بتقييمها. المشاريع الأفضل تفوز بجائزة نقدية.صورة من: Universität Witten-Herdecke

إذا استطاع الطالبان كسب هذا المحل الراقي كشريك دائم فسيكون ذلك خطوة كبيرة في طريق تثبيت أسس شركتهما الشابة. فهما يبيعان منتجاتهما لحد الآن فقط للأصدقاء والمعارف ولم يستطيعا بعد الوصول إلى زبائن أكثر.

فكرة الشركة تقضي ببيع سجاد تحمل رسومات توافق رغبات الزبائن تماما، كنسخ صور شخصية للعائلة أو للحيوان المفضل مثلا. فحسب التصور الأولي يقدم العملاء نماذج للرسومات أو الصور المرغوب فيها ثم يقوم الطالبان بتكليف شركاء لهما في الصين والهند بإنتاج السجاد بالطريقة اليدوية التقليدية، لكن تحت شروط عمل عادلة ومنصفة، كما يوضح الطالبان. فهذا "عنصر مهم في فلسفة شركتنا".

الشركة الخاصة التي يديرها الطالبان تدخل في إطار دراستهما، حيث يقضي المنهج الدراسي في جامعة فيتن هيرديكه الخاصة (Witten-Herdecke) بتطوير مشروع شركة تجارية والعمل على تحقيقه خلال الفصل الأول من الدراسة. والهدف من هذه الخطوة هو إكمال المواد النظرية بتجارب ميدانية حسب قول البروفيسور أندرياس دوتسي الذي أدخل هذه الفكرة غير الاعتيادية في المنهج الدراسي قبل عامين. إضافة إلى ذلك يأمل البروفيسور الألماني أن يهتم الطلاب بمواضيع تأسيس الشركات والأعمال الحرة منذ بداية الدراسة، بغض النظر إذا ما كانت فكرة المشروع التي يقدموها واقعية أم لا. فالأمر "يختلف إذا تعلم الطلاب المحاسبة مثلا بطريقة نظرية، أو إذا تعلموا ذلك على أساس شركة هم مالكوها. في هذه الحالة يكون التعامل مختلف، نظرا للمسؤولية الملقاة على عاتقهم"، كما يوضح البروفيسور أندرياس دوتسي.

جائزة لأفضل المشاريع

Student mit Businessplan Gründerwerkstatt Uni Witten-Herdecke
في الجامعة الخاصة يطلب من الطلاب تقديم دراسة جدوى مشروع تجاري خلال الفصل الدراسي الأول.صورة من: Universität Witten-Herdecke

لكن البداية لم تكن سهلة كما يتذكر البروفيسور الآن. "فدهشة الطلاب كانت كبيرة حين أخبرتهم في أول أسبوع لهم في الجامعة أنهم يجب أن يؤسسوا شركة إلى غاية نهاية الفصل." البروفيسور أندرياس دوتسي نفسه واجه صعوبات في توضيح هذا الواجب الدراسي غير العادي، "لأن أغلب الطلاب لم يصدقوا في البداية أنه في إمكانهم تأسيس شركة رغم كونهم في المراحل الأولى من الدراسة."

وحتى يتعلم الطلاب القواعد العامة، يقدم البروفيسور أندرياس دوتسي لطلابه في الفصل الأول حلقات دراسية عديدة تتناول القضايا الاقتصادية والقانونية المرتبطة بتأسيس الشركات في ألمانيا. بالإضافة إلى ذلك تتم دعوة خبراء اقتصاديين ورجال أعمال من غرف التجارة والصناعة مثلا، كي يوضحوا تجاربهم ويعطوا للطلاب معلومات مفيدة للتعامل مع البنوك والزبائن والممونين. في نهاية الفصل يقدم الطلاب أفكارهم التجارية التي يتم تقييمها من طرف هيئة من الخبراء. المشاريع الأكثر واقعية تحصل على جائزة رمزية تبلغ 3000 يورو يمكن أن يستخدمها الفائزون كرأسمال أولي لتأسيس الشركة، كما فعل سيباستيان غيرهاردي وكريس يونغهانس الذين حالفهما الحظ وفازا بالجائزة العام الماضي.

من خلال دراستهما يتعلم الطالبان الأسس النظرية، إضافة إلى التطبيق العملي وهو في هذه الحالة أسس التفاوض وكيفية الدعاية للسجاد الذي يبيعانه. وظهر واضحا كم الاستفادة التي حصلا عليها من دراستهما، فبعد ساعة من التفاوض، تمكنا من الحصول على موافقة مبدئية للعمل المشترك مع محل الأثاث الراقي في كولونيا. خطوة صغيرة، قد تتبعها نجاحات كبيرة.

الكاتبة: زولا هولزوفيغ /خالد الكوطيط

مراجعة: هيثم عبد العظيم

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد