1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

حدث واحد ورؤى اعلامية مختلفة - من يقول الحقيقة للمصريين؟

٩ فبراير ٢٠١١

ثورة مصر بمقاييس العولمة هي انتصار لثورة المعلومات بجدارة، الفضائيات والإذاعات والصحف والصفحات الالكترونية تتسابق في الميدان لتنقل الحدث بمختلف جوانبه وبأساليب ورؤى متعددة. لكن من ينقل الحقيقة للمصريين؟

https://p.dw.com/p/10Dmk
صورة من: picture-alliance/dpa

تتنقل عيون المصريين بين شاشات التلفزة وتغير أصابعهم القنوات بالتعاقب بحثا عن الحقيقة، فيما تنقل أجهزة الراديو في السيارات وفي المناطق البعيدة أخبار ميدان التحرير التي أضحت للمصريين أخبار الحرية المرتقبة. أما الجيل الجديد من الشباب والمثقفين، الذين يتعاملون بمهارة مع أجهزة الكومبيوتر والانترنيت، فيستقون أخبارهم من المواقع المحلية والدولية. كل هذا السيل من المعلومات يضع الإعلام الرسمي، الملزَم في الغالب بالدفاع عن وجهة نظر السلطة، أمام تحد صعب.

"ما يقوم به التلفزيون المصري جريمة"

Ägypten Kairo Proteste Demonstranten
الصحفيون في القاهرة، ضحايا البحث عن الحقيقةصورة من: picture alliance/dpa

رغم أن المصريين يعتبرون أن نقابة الصحفيين المصريين واجهة للسلطة ولا تعبر عن مصالح الصحفيين فإن عبير سعدي، عضو مجلس النقابة، وفي حديث مع دويتشه فيله، أيّدت ما يذهب إليه الشارع المصري في اتهام أجهزة الإعلام الرسمية بحجب الحقيقة وتضليل الرأي العام، مشيرة" إلى أن أجهزة الإعلام الرسمي يفترض أن تكون مملوكة للشعب المصري، ولكن التعيينات التي يقوم بها المجلس الأعلى للصحافة تتم في الغالب بشكل خاطئ". وتضيف أن "هنالك خلط في المفاهيم، حيث أصبح ولاء رؤساء تحرير الصحف القومية هو ولاء للحكومة التي عينتهم، والشيء الثاني هو أن ما يقوم به التلفزيون الرسمي منذ قيام ثورة 25 يناير هو جريمة بكل المقاييس وأتصور أن وزير الدعاية في العهد النازي"غوبلز" يتقلب في قبره الآن، لأن وزير الإعلام المصري أنس الفقي قد فاقه بمراحل في تزييف الحقائق بشكل كبير وحاد". ومضت النقابية عبير إلى القول" إن الجماهير - حتى التي لم تشارك في المظاهرات- تشعر الآن بأنها قد خدعت بهذا النوع من الإعلام الدعائي الموجه ".

واعتبرت النقابية عبير "أن إغلاق الهواتف المحمولة والانترنيت على مدى أيام هو محاولة من طرف السلطة لحجب الشمس وإخفاء الحقيقة". مشيرة إلى أن النقابة تدافع عن جميع الصحفيين دون تمييز، كما لفتت الأنظار إلى تعريض حياة المراسلين الأجانب والعرب للخطر وضربهم من قبل عناصر الأمن وتدمير معداتهم الصحفية.

الإعلام الرسمي يرد

لكن صوت الإعلام الرسمي، وبعد أسبوعين من قيام الثورة، لم يكن خجولا في الرد ، فقد أقرّ مجدي الدقاق، رئيس تحرير مجلة أكتوبر، في حديث مع دويتشه فيله، بأنّ في اتهامات المصريين شيء من الحقيقة، معتبرا" أن الإعلام الرسمي، وبوقع المفاجأة التي أحدثتها الأيام الأولى للانتفاضة، لم يعتد التعامل مع |أحداث كهذه"، والإعلام الرسمي حاول في البداية بالفعل التقليل من حجم ما يحدث. ويضيف الدقاق بالقول: "علينا أن لا ننسى من الجانب الآخر أنّ بعض وسائل الإعلام الدولية- وليس كلها- ضخّمت من حجم ما يجري، ولكن بعد ثلاثة أيام اكتشف الإعلام الرسمي أن ما يجري هو انتفاضة حقيقية قام بها شبان يصبون إلى الحرية والديمقراطية، وحينها استوعب الجميع- باستثناءات قليلة- الدرس وحاولوا أن يستعيدوا دورهم الإعلامي وحيادهم وأداءهم في نقل المعلومة والحقيقة دون تضخيم". ويؤكد أن "المصريين والعالم جلسوا لأيام عديدة وهم لا يدركون - مثلا- عدد المتظاهرين، فالبعض يتحدث عن مليون فيما يُفرض على آخرين أن يقولوا إنهم عشرات. هذه الحيرة قد يكون سببها أن الإعلام ظل منقسما دون خارطة طريق تدله على ما يجب قوله وكيف يجب أن يجري ذلك".

"الإعلام الغربي أكثر قدرة على التواصل مع الناس"

Zeitungen
صحف مصرية على الرصيفصورة من: icture-alliance/Arved Gintenreiter

السيدة رانيا مجدي - وهي مدرّسة في المدرسة الأمريكية بالقاهرة- قالت لدويتشه فيله " إن أي أحد لم يكن ليصدق حجم الاتصالات الهاتفية المزعومة التي كان يبثها التلفزيون المصري، فقد كان فيها قدر كبير من المبالغة، من هنا كنت انصرف عن القناة المصرية إلى قنوات أخرى منها العربية وسي. أن. أن والجزيرة أحيانا- رغم تحفظي على آراء بعض من كانت تعرضهم- بحثا عن الشفافية في التغطية".

كريم قاسم وهو موظف في البرنامج الإنمائي التابع للأمم المتحدة في القاهرة، تحدث إلى دويتشه فيله بعد عودته من ميدان التحرير- مصنع الأحداث الساخنة في مصر- مشيرا إلى "أن الإعلام الرسمي يكون في أحيان كثيرة مصدرا يعتمده الإعلام الدولي حين يقتبس منه الأخبار" ويؤكد انه كان يستقي معلوماته من مختلف الأطراف الرسمية وغير الرسمية، الأوروبية والأمريكية والعربية ، ويضيف أن "أكثرها مصداقية في نظري هي بعض وسائل الإعلام العربي الإقليمية وبعض الإذاعات أو وسائل الإعلام الأوروبية، والأمثلة على ذلك هي بي. بي .سي والجزيرة ويورو نيوز ودويتشه فيله"، ويوضح قائلا:"بشكل عام كان الإعلام الغربي اقرب إلى الناس وأكثر قدرة على التواصل معهم ، فقد قابلت صحفيين يعملون لصالح وسائل إعلام دولية، على مدى أيام التظاهرات في ميدان التحرير، وكانوا مخلصين في أدائهم لوظيفتهم في نقل الحقيقة".

ملهم الملائكة

مراجعة: يوسف بوفيجلين

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد