1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

حسن الخفاجي:رئيس وزراء عراقي يطير بجناحين

١٤ سبتمبر ٢٠١٠
https://p.dw.com/p/PC06

سبع سنوات مضت على سقوط الدكتاتورية البغيضة , وما زال ضحاياها يلعقون جراحهم , وما برح جلادوها يلعبون نفس أدوارهم القذرة السابقة حين كانوا كعصي غليظة تجلد ظهور أهاليهم .

هم متمسكون بأدوارهم السابقة على الرغم من عفونا وسماحتنا التي حسبوها ضعفا , وعلى الرغم من ان اغلبهم انتفع ماليا من العهد الجديد أضعاف مضاعفة أكثر مما كان يحصل علية في زمن حكم هبلهم , لكنهم يحنون لسلطة منحتهم ادوار القتلة , وغادرتهم والى الأبد , وهم ما زالوا لا يستوعبون التغيير هم ومن يقف خلفهم من خارج الحدود.

هذه هي حكاية كل العراقيين من الضحايا مع قتلتهم .

لم يكن صدام حاضرا في دوائر العراق المختلفة أيام حكمه , لكن صورته كانت كافية لتثير الرعب , حين كانت معلقة على كل حائط , وفي كل غرفة من غرف الدوائر وفي الحدائق والساحات العامة .

راجعت الكثير من دوائر الدولة وبحثت في الطرقات , ولم أجد صورة للمالكي معلقة على حائط أو في دائرة. قلت في نفسي لعل غياب صورة المالكي عن الحيطان هي التي أوحت لبعضا من المرعوبين من صدام بممارسة الحرية حد الفوضى .

حضور صدام المرعب وغياب المالكي ليس بسبب صورة هنا ونصب هناك , أو بسبب لوحة هنا وبوستر هناك : بل هو الفرق بين نظامين مختلفين للحكم . وهو ما لم يريد البعض ان يفهمه .

يطالبون المالكي باستخدام القوة والبتر حد التعدي على القانون , ويريد البعض لممارسات الدكتاتورية ان تسود لتحل محل قيم الديمقراطية والحرية .

لم يفعل المالكي ما يريده الجمهور الواسع منه , لم يعلق مجرما أو إرهابيا في ساحة عامة , ولم يحرق مدننا أو مقدسات , ولم يسجن الابن بجريرة أبيه , ولم يجثم على قلوبنا ويكتم أفواهنا. قال فيه المقربون منه ما لم يقله خصومة وما لم يصرح به حتى عدوه , كل هذا وهؤلاء مازالوا يمارسون أعمالهم في المنطقة الخضراء بالقرب من مقر رئاسة الوزراء .

عندما نصل إلى فهم جوهر الفرق بين نظامي حكم يسهل علينا التشخيص ولا نحتاج إلى محللين سياسيين , أو منظري سياسة , ولا إلى أشخاص يدعون العلمانية وهم يسبحون في مستنقع الطائفية . يطلون علينا بين الفينة والأخرى بمقالات تفوح منها عنصرية وحقد ساطع الحصري على الغالبية العظمى من العراقيين .

لو عرفنا من يحكم العراق اليوم , وما المطلوب منه , ومن خرب العراق بالأمس, لاستطعنا ان نجد المكان الصحيح لأقدامنا وأقلامنا .

لو عرفنا كل ذلك لسهل علينا فهم فحيح أفاعي الفضائيات المشبوه وأجندتها الخبيثة , في الترويج لممارسات العهد السابق والطعن في العهد الجديد وكل رموزه , من يستحق الطعن ومن لا يستحق , عندها سنعرف أننا لسنا بحاجة إلى رئيس وزراء يطير بجناحين مثل عباس بن فرناس , يحط على الدوائر , ويضبط من تلبس بالرشوة , ويعاقب من فسد ومن ساهم بالإفساد , ويسهم في إلقاء القبض على المجرمين والإرهابيين !.

المطلوب ان يسهم الجميع بنشر قيم الديمقراطية التي تحول الفرد إلى حاكم ومحكوم في ان واحد , عندها يعظم دورنا , ولا نحتاج إلى رئيس وزراء متغطرس ولا إلى جبار عنيد .

هل المطلوب لحكم العراق رئيس وزراء بمواصفات تحددها كل فضائية حسب أجندتها؟.

عندها سيختلط علينا الأمر , ونصاب بالدوار الإعلامي , ونفقد البصر والبصيرة والتركيز , ونستمع لصرخات صاحب (الجنبر) المغفل الذي أراد ان يستغفلنا :حين شكا من حرارة الجو في تموز وقال نصا عبر قناة البغدادية: (الجو حار واني كاعد بالجنبر بالشمس , والمالكي كاعد بالفي)!.

هل المطلوب من المالكي ان يغيّر في درجات حرارة تموز !؟.

أم المطلوب ان يجلس المالكي في (جنبر) في الشورجة ليدير شؤون الدولة لترضى عنه قناة البغدادية وأخواتها !.

(هل تتهمني الحية التي لدغتني ولدغت أجدادي بالكراهية عندما أحذر أولادي منها ؟)

مالكوم اكس