1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

"ديسكو حلال".. خطوة جديدة في "إصلاحات" بن سلمان؟

إيمان ملوك
١٣ يونيو ٢٠١٩

أحدث تداول مقطع فيديو عن قرب افتتاح "ديسكو حلال" في السعودية موجة ردود فعل متباينة على مواقع التواصل الاجتماعي. فماذا تعني هذه الخطوة الجديدة في ظل الإصلاحات التي وعد بها بن سلمان؟ وما تأثيرها على السياحة؟

https://p.dw.com/p/3KO4a
Symbolbild - Tanzen
صورة من: Colourbox/Pressmaster

أضواء ملونة تومض تارة وتخفت تارة أخرى، موسيقى صاخبة وفضاء مخصص للغناء والرقص. قد يكون مشهداً عادياً من داخل أحد الملاهي الليلية، لكن المشهد نفسه خلق ضجة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي عقب انتشار مقطع فيديو، يوثق لقطات قيل أنها من داخل أول ملهى ليلي سيٌفتتح قريباً في مدينة جدة السعودية. "بار حلال"، هكذا وصف الصوت المرافق للفيديو المتداول بكثرة على مواقع التواصل الاجتماعي، الملهى الجديد، لكن ما طبيعته؟

في محاولة منها للتعرف على الملهى عن قرب وعن طبيعة عمله، تعذر على DWعربية الاتصال بالهيئة العامة للترفيه في السعودية. كما لم يصدر حتى الآن أي تأكيد أو نفي من الجانب السعودي بشأن افتتاح أول "ديسكو حلال" هناك.

وبحسب ما أورده موقع  stepfeed، فإن هذا الملهى سيكون أحد الفروع التابعة لسلسلة النوادي الليلية الشهيرة "وايت"، والتي أعلنت أيضاً عبر صفحتها الرسمية على موقعي "فيسبوك"  و" تويتر" عن افتتاح فرع جديد لها قريباً بمدينة جدة السعودية. وكشف الموقع أن النادي الليلي الذي يُوصف بـ "ديسكو حلال" لن يقدم المشروبات الكحولية إلى الزبائن، على غرار بقية فروعه، كونها ممنوعة في السعودية. الديسكو الجديد سيعرض أنواعاً متنوعة من الموسيقى تُلبي الأذواق المختلفة. فضلاً عن ذلك، سيكون "الديسكو" مفتوحاً أمام الرجال والنساء على حد سواء، حسب ما ذكر موقع . Stepfeed.

"اختبار" للمجتمع

خبر افتتاح "ديسكو" على الأراضي السعودية أحدث تفاعلاً كبيراً على مواقع التواصل الاجتماعي، كما خلف ردود فعل غاضبة خاصة من التيارات المحافظة في السعودية. وفي هذا الصدد نشر محمد العتيبي، وهو ناشط سياسي سعودي مقيم خارج السعودية تغريدة على موقع تويتر، انتقد من خلالها ما وصفه بـ"الإنجاز" في إشارة بسخرية إلى الملهى الليلي المعلن عن افتتاحه في جدة.

من جهة أخرى رأى عدد من المغردين أن هذه الخطوة كانت متوقعة، كما كانت ردود الفعل عليها متوقعة أيضاً، كما يرى الإعلامي والناشط السعودي، هاني نقشبندي في حديثه لـDW عربية :"كان من المستحيل للمرء أن يفكر قبل خمس سنوات فقط أنه من الممكن أن يكون هناك ملهى ليلي في السعودية وبالأخص في جدة بجوار الحرمين. لكن هذه الخطوة كانت متوقعة في ظل الاصلاحات الجريئة والسريعة، التي حدثت مؤخراً في المملكة".

وأضاف الناشط السعودي: "ما يحدث لا يمكن تسميته خطوات نحو الانفتاح وإنما هو قفز. وبطبيعة الحال مثل هذا القفز في مجتمع ظل لعقود محافظ سيصاحبه ردود أفعال مختلفة".

يرى نقشبندي أن تفاعل السعوديين مع هذه الخطوة، وبالأخص الآراء المعارضة هي اعتراض على اسم  "الملهى الليلي" أكثر من كونه اعتراضاً على المضمون، كما كتب من خلال تغريدة له على موقع "تويتر."

وبحسب ما جاء في تقارير إعلامية لن يفتح "الديسكو الحلال" أبوابه طيلة أيام السنة، حيث سيكون مفتوحاً بشكل مؤقت وذلك ضمن مهرجان جدة السنوي. وفي هذا السياق يرى نقشبندي أن خطوة افتتاح الملهى الليلي هي مثابة "اختبار"، للتعرف على ردود الفعل ومن ثم قد تتوسع إلى خطوات مماثلة، وقال: "لقد شهدنا في السابق ردود الفعل المتخوفة من الحفلات الغنائية ومن الاختلاط ولكن لم يحدث شيء من هذا، ولهذا أعتبر أن هذه الخطوة هي اختبار".

تجاهل للأولويات

منذ تولي محمد بن سلمان زمام الأمور في السعودية، عرفت المملكة إصلاحات مختلفة بدءاً من السماح للمرأة بقيادة السيارات، ورفع حظر دخول النساء إلى الملاعب الرياضية، والآن يأتي الدور على وسائل الترفيه والأنشطة والفعاليات الفنية. لكن هناك مخاوف من سرعة وتيرة هذا الانفتاح، كما يقول الإعلامي والكاتب السعودي، هاني نقشبندي:"نحن نعلم أن المجتمع السعودي كان محافظاً منذ تأسيس السعودية، لكن الانفتاح الموجود في السعودية من الأفضل أن يسير على وتيرة أبطأ من التي يسير عليها الآن، حتى يعتاد الناس عليه. هناك تخوف من الحركات المتشددة، التي تلجأ إلى اقتناص الفرص".

وتشاطره هذا التخوف الناشطة الحقوقية السعودية المقيمة في برلين، خلود بارعيدة، والتي تحدثت بدورها أيضاً عن "تخوف من عواقب هذا الانفتاح على السعودية، وقالت في حديثها لـDW عربية: "أنا ناشطة معارضة بشدة للحكومة وقد تشكل عودتي للسعودية خطراً على حياتي، لكن الحق يُقال. المشهد في السعودية معقد للغاية، حيث هناك تخوف من عواقب هذا الانفتاح على السعودية. خطر المتشددين المتربصين أكبر. وجودهم خطر على البلاد. المعارضين مثلي أكبر شيء ممكن أن يفعلوه هو الكتابة أو إبداء الرأي المعارض، لكن هؤلاء قد يفجرون ويقتلون".

 وعلى الرغم من مواقفها المعارضة للحكومة السعودية، ترى بارعيدة أن ما يحصل في السعودية هو انفتاح تدريجي، وهي خطوة يترجى الجميع منها الخير، ولكن في الوقت نفسه  تقول:"أنا ضد هذا التوجه لأنه يتجاهل أهم الأولويات والمتمثلة بحسب رأيي في رفع الوصاية الذكورية عن المرأة السعودية، لأننا مازلنا نعاني من العقليات الوهابية".

وأضافت الناشطة السعودية :"المرأة تعاني في العمل تعاني في السجن وتعاني في أكثر من مجال بسبب موضوع الوصاية. كان من الأولى الاهتمام بالندوات التوعوية والإصلاحية حول الحقوق ووضع المرأة في المجتمع السعودي". و ترى بارعيدة أن ولي العهد ووالده يحظيان بشعبة كبيرة داخل المملكة، وكان من الممكن استغلالها في "ندوات إصلاحية تصلح الفكر".

على الجانب الاقتصادي، قد تعود مثل هذه الفعاليات بالنفع على المملكة، وقد يكون لها تأثيرات ملموسة على السياحة الداخلية للسعوديين، كما يرى الإعلامي والكاتب السعودي، هاني نقشبندي: "من المعروف أن السياحة السعودية في الخارج غالباً ما تكون سياحة عائلية. ولكن بالنسبة للشباب فسيجد فيها فرص للترفيه داخلياً، ما سيعود بالنفع على الاقتصاد".

 

 

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد