1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

رئيس البوندستاغ الجديد شويبله.."رجل لا يكلُّ ولا يتعب"

حكيم خطيب
٢٤ أكتوبر ٢٠١٧

بفوز فولفغانغ شويبله بمنصب رئاسة بوندستاغ، يبدأ المخضرم الذي لا يكلُّ ولا يتعب مرحلة جديدة من حياة سياسية حافلة. لطالما كان شويبله تحت الأضواء لكن أدواره في الكواليس قد تكون أكبر.

https://p.dw.com/p/2mQTx
Deutschland 1. Sitzung im neuen Bundestag
صورة من: Reuters/H. Hanschke

فوز فولفغانغ شويبله العضو البارز في حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي بأغلبية كبيرة كرئيس للبرلمان الألماني هو خطوة أولى في بداية طريق يمكن أن يكون صعباً. فقد حصل شويبله على 70 في المائة من عدد الأصوات. حيث حصل على 501 صوتاً من أصل 705، في حين صوّت ضده 173 نائباً، كما امتنع 30 عضواً عن التصويت. مقابل صوت واحد ملغى.

شويبله كان عضواً في البرلمان الألماني منذ عام 1972، وبالتالي فهو من بين الأعضاء الأكبر سنا في البرلمان. ويعتبر شويبله البالغ من العمر 75 عاماً واحداً من أكثر أعضاء البرلمان خبرة. فقد شغل عدة وظائف مرموقة بالاضافة إلى تمتعه بسلطة كبيرة في داخل حزبه.

Deutschland Bundestagsdebatte zu Griechenland Merkel und Schäuble
صورة من: Reuters/F. Bensch

رفيق ميركل في مسيرتها السياسية

فولفغانغ شويبله وأنغيلا ميركل لديهما علاقة تعاون طويلة. فكلما كانت ميركل تحت الأضواء، كان شويبلة يحرك المشهد دائما خلف الكواليس. ولطالما اعترفت ميركل بأن شويبله إلى جانبها، وبأنها تراهن على دعمه لتأمين نفوذها داخل حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي.

عندما سقط جدار برلين في عام 1989، كانت خطوات ميركل الأولى في عالم السياسة. في ذلك الوقت، كان شويبله وزيراً للداخلية ويمتلك آنذاك خبرة 17 عاماً في البرلمان الألماني، وكان وزيرا لمكتب المستشار.

وفي خريف عام 2005 تمكنت أنغيلا ميركل من قيادة حزبها للوصول إلى السلطة حيث أصبح شويبله وزيراً للداخلية.

وفي ذروة الأزمة المالية والاقتصادية، عينت ميركل شويبله وزيراَ للمالية في عام 2010. وعندما كان وزراء مالية الاتحاد الأوربي في بروكسل يتخذون قرارهم بشأن حزمة مساعدات بالمليارات لإنقاذ اليورو، توجب على شويبله الدخول إلى المستشفى بسبب التهاب، مما دفعه إلى تقديم استقالته لكن ميركل ردت عليه بالرفض. حاجة ميركل لشويبله كانت واضحة وأصبحت أوضح في السنوات التالية حيث كان شويبله من أكثر الشخصيات السياسية المرتبطة بسياسة التقشف كسبيل لإنقاذ اليورو وإنجاح المفاوضات بشأن الأزمة المالية اليونانية.

مواقف سياسية صارمة

وبينما كانت الميزانية الاتحادية في ألمانيا دون فائض أو عجز في عام 2014، أحرز شويبله بفضل سياسته المالية تحسناً بتحقيق فائض في الميزانية في عامي 2015 و 2016. وقد قال شويبله في نهاية فترة ولايته الحالية "وبما أننا نُنتقد من حين لآخر، بأننا لم نكن متقشفين ونُنتقد من الجانب الآخر كوننا لا نكترث للكثيرين بسبب التقشف، فيُفترض أن يكون ذلك نتيجة حقيقة كوننا استخدمنا الإمكانيات المتاحة جيداً".

لازال شويبله من الشخصيات البارزة في معارضته لتقليص ديون اليونان، رغم اعتراض زميله الاشتراكي وزير الخارجية الحالي زيغمار غابرييل، حيث يرى شويبله أن اليونان ليست قادرة على المنافسة. وبالإضافة إلى ذلك، يقول شويبله إن معدلات النمو في اليونان لم تكن كافية في السنوات الأخيرة مما يجعل الحاجة لإصلاحات هيكلية ضرورية من أجل المضي قدماً.

حياة سياسية حافلة

يعتبر شويبله من أكثر السياسيين الألمان خبرة، حيث درس القانون والاقتصاد وحصل على شهادة الدكتوراه عام 1971. منذ عام 1972، كان شويبله عضواً في البرلمان الألماني، ومن 1981 إلى 1984 كان مديراً للكتلة البرلمانية لحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي. ثم كان الوزير الاتحادي المكلف بمهام خاصة ورئيس المستشارية الاتحادية، قبل أن يصبح وزير الداخلية الاتحادي من 1989 إلى 1991.

وكوزير للداخلية، تسلم المفاضات بخصوص معاهدة الوحدة مع جمهورية ألمانيا الديمقراطية(الشرقية سابقا) في عام 1990. وكان لشويبله تأثير كبير ليس فقط داخل حزبه بل أيضا داخل البرلمان الألماني. فمن المواقف التي لازالت ماثلةً أمام الأعين حتى الآن دعوته وحزبه المسيحي الديمقراطي مبكرا إلى أن تكون برلين كعاصمة لجمهورية ألمانيا الاتحادية.

واصل شويبله حياته المهنية في التسعينات في ظل المستشار المحافظ هيلموت كول، حيث أصبح رئيسا للحزب ورئيس الكتلة البرلمانية لحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، وكان الكثير من المحللين يتوقعون في فترات عديدة سابقة أن يكون شويبله رئيسا للحكومة.

وعندما تسلم وزارة الداخلية بين 2005 و 2009 كان لشويبله مواقف واضحة بالنسبة لمواضيع حساسة. ومن أهم المواضيع التي دُعي شويبله لمعالجتها خلال فترة شغله وزير الداخلية، ملفات مكافحة الإرهاب ونشر الجيش الألماني داخل البلاد، وتخفيف القيود على حماية البيانات الشخصية والسماح بإطلاق النار على طائرات الركاب المخطوفة مما أدى إلى تلقيه انتقادات كثيرة من معارضيه وحتى في صفوف مؤديه.

ويعتبر مؤتمر الإسلام في ألمانيا من أشهر البرامج السياسية والمجتمعية التي أطلقها شويبله خلال توليه وزارة الداخلية، ففي عام 2006 دعا ممثلين عن المسلمين بألمانيا إلى مؤتمر يهدف كما يقول في تصريح له بمناسبة الاحتفال بالذكرى العاشرة لإطلاق المبادرة "إن هدف مؤتمر الإسلام هو تطوير الإسلام في البلاد بحيث يعتبر ألمانيا وطنا له". 

 

زابينه كينكاترز/ ريشارد فوكس/ حكيم الخطيب

 

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد