1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

رغم هزيمة التنظيم.. نساء "داعش" في مخيم الهول لا يظهرن الندم

٢٩ أغسطس ٢٠١٩

رغم هزيمة تنظيم "داعش" الإرهابي واعتقال ومقتل أغلب أعضائه، إلا أن الكثيرات من "الداعشيات" المعتقلات في مخيم الهول بسوريا لا تظهر عليهن علامات الندم، بل تحاول بعضهن تنشئة أطفالهن كـ "قنابل موقوتة".

https://p.dw.com/p/3OgPU
Syrien Flüchtlingslager al-Haul
امرأة مع طفلها في معسكر الهولصورة من: Getty Images/AFP/D. Souleiman

قد يكون مشروع إقامة "الخلافة" المزعومة قد دخل طي النسيان وقد تكون منظمتهم الإرهابية قد تجرعت الهزيمة وأن مقاتليها قُتلوا أو اعتقلوا. إلا أن الكثيرات من المقاتلات أو زوجات المقاتلين بصفوف هذا التنظيم الإرهابي الموجودات في مخيم الهول الواقع في محافظة الحسكة والتابع لسيطرة الأكراد في شمال شرق سوريا، ما زال إيمانهن بأيدولوجية التنظيم المتطرفة لم يتغير.

والكثيرات منهن مازلن فخورات بالانتماء إلى التنظيم ولا يشعرن بالندم على جرائمهن، وبالتالي فإن حراسهن الأكراد قلقون بأن يتحول آلاف الأطفال في المعسكر في شمال سوريا أيضا إلى "إرهابيين" إذا لم يوجد برنامج لمكافحة الراديكالية.

ميليشيا "داعش" تريد "نشر ايديولوجيتها من خلال هؤلاء النساء"، يقول عامر علي الذي يترأس وحدة الشرطة الكردية "أسايش" في مخيم الاعتقال في الشمال الشرقي لسوريا. "هن ينظرن إلينا كأعداء وهذا يقود إلى صعوبات". وحتى الأطفال يمثلون إشكالية بالنسبة إلى القوى الأمنية. " هم يرموننا بالحجارة، بيتحريض من أمهاتهم اللواتي يقلن لهم إننا قتلنا آباءهم ودمرنا بيوتهم"، يقول علي.

وتؤكد العراقية أم صهيب بأن الحراس مكروهين من قبل "المعتقلات". مرتين أو ثلاث مرات "تم طعن أعضاء وحدة الشرطة الكردية"، تقول أرملة المقاتل من "داعش" البالغة من العمر 23 عاما. وتنتقد الأم ذات الأطفال الثلاثة بأن عناصر وحدة الشرطة ينفذون "مداهمات ليلية" داخل خيم "الأخوات".

والعراقية التي ترتدي مثل جميع نساء مخيم الهول نقابا أسود يكشف فقط عن عينيها تفيد بأن زوجها سقط في المعركة من أجل آخر معقل لداعش في باغوز في سوريا. وتم الاستيلاء على تلك القرية الواقعة على جنبات نهر الفرات في شهر آذار/مارس الماضي بعد حصار دام شهورا من قبل تحالف كردي عربي. وتم على إثرها نقل الآلاف من الناجين إلى معسكر الهول.

"جئنا إلى المعسكر لأن البغدادي أمرنا بذلك"، تقول أم صهيب مشيرة إلى زعيم تنظيم "داعش" أبو بكر البغدادي. وعائلتها في العراق لم ترها منذ ثلاث سنوات، إلا أنها لا تبدو في عجالة للعودة إلى بيتها، ورغبتها الوحيدة تتمثل في العودة مع أطفالها الثلاثة "إلى منطقة الخلافة" المزعومة للاستقرار هناك، كما تقول.

وتشتكي الكثير من النساء من النقص في الماء النقي والعناية الطبية غير الكافية والحر داخل الخيم. وحتى منظمات الإغاثة تصف الوضع داخل المعسكر بأنه "مخيف" وتطالب باتخاذ إجراءات عاجلة لتحسين الوضع الصحي. ويبدو واضحا أن ظروف العيش السيئة تؤجج مشاعر الكراهية لدى النساء المقاتلات.

وحذرت السلطات الكردية باستمرار من أن أطفال هؤلاء النساء يجسدون بدون برنامج لمكافحة الراديكالية "قنابل موقوتة". وفي مطلع شهر تموز/ يوليو الماضي تم الترويج في وسائل التواصل الاجتماعي لشريط فيديو يكشف عن مجموعة من النساء والأطفال مجتمعين حول علم أسود لـ"داعش" على مقربة عمود كهربائي في مخيم الهول وكان الأطفال يهتفون "الله أكبر".

وفي جميع زوايا المعسكر توجد كاميرات مراقبة ولا يمكن لأنصار "داعش" الأجانب التحرك داخل المعسكر إلا برفقة حراس. لكن ممثل الأكراد شيخموس أحمد يعترف بأن الحراس ليس في مقدورهم مراقبة السجناء بصفة كاملة. ويقول إن أنصار "داعش" "سيظلون مرتبطين بأيدولوجيتهم وسيمثلون دوما خطرا".

وحتى "أم عبد العزيز" لا تترك شكا في وفائها لتنظيم "داعش" وتعبر عن حزنها لفقدانها حياتها السابقة في بلدة باغوز تحت ظل التنظيم. وتقول السورية البالغة من العمر 20 عاما المنحدرة من دمشق والتي يقبع زوجها في أحد سجون الأكراد: "الموت بالنسبة إلينا أفضل من هذه الحياة المهينة". في باغوز "كنا ميسورين وكنا نمتلك المال، لكن هنا نحن نحترق في لهيب الجحيم".

 م.أ.م/ ز.أ. ب (أ ف ب)