1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

سنة حلوة يا عراق

علي فاهم٣ يناير ٢٠١٣

يناغي علي فاهم بلده العراق، مبديا ألمه لنزعة طائفية تعصف به ويعزوها لمن جاءوا بها من وراء الحدود، مبديا استغرابه وألمه للفرقة التي تعصف بهذا الوطن الذي يحب.

https://p.dw.com/p/17Cwu
صورة من: DW/Munaf Al-Saidy

ها أنت ياعراق تغمض عينيك عن سنةٍ مضت و تمدُ يديك لسنة أخرى قدمت و ما زلت تراوح إلى الوراء و تجر أذيال الخيبة المزمنة المعقودة برقاب من يحبونك منذ عرفناك و عرفتنا و مازال أبناؤك يتعاركون فيما بينهم و يتناوشون تهم اللاانتماء إليك و هم قابعون خلف الحدود أو بعضهم ممن وضع قدم هنا و جنسية هناك و كأن اسمك اشتُق من( العراكِ )لا من (العراقِ ) ألم يجدوا لك حوبة فعقوك أم انك أب عاقٌ لأولادهِ و هم يبادلونك العقوق أم إن مياهك كانت مالحة ( مجة ) فارتووا من مياه مستوردة معبأة بقناني الطائفية فأخذوا يطمرون أنهارك بمعاول تفاهاتهم السياسية ليموت الحسين و أبناؤه عطشى من جديد عند خاصرتك المتورمة في صحراء الانتقام , تحاصرهم جيوش الجهل و ترميهم نبال الاتهامات و تتسابق إلى قطع رؤوسهم أيادي الطامعين الطامحة إلى بضعة دولارات عند ابن زياد و هو على عرشه يضحك عليك و على عراك أبنائك.

مالي أراك و أنت تعبر السنون، عيناك محمرةٌ تترقرق فيهما الدموع و الآلام، و الأحلام تتساقط منك على قارعة الأوطان ؟ يدوسها الغرباء بأقدامهم و نحن نلملم فُتات ما يرمى من موائدهم التي شبعت من نفطك و أرضك لنقرع بها آهات مرملة و نملئ بها قدور الأيتام المنتظرة لوالدٍ مزقته جثث مفخخة بالحقد و منقوعة بجاهلية بعثت من جديد .

مثلك لا يبكي يا عراق دموعك زقورة تتحطم و جنائن معلقة لا تصلها عيون سكان الأهوار و صحراء تنتظر سمائك ترزقها الطيور المهاجرة.

 أتخشى أن يمزقك أبناؤك و يقطعونك و يرثونك و أنت حي ترزقهم ؟

أصابع سوداء تحيك حولك شباك الفرقة و التشتت و تريد بك السوء و ضجيج بعضك يعلو على عقول من يحبوك.

إن هذا ما يخشاه كل عراقي وطني شرب ماءك بصفاء نية و لم يدنسه بمصالح أنية أو أثنية أو يلوثه بولاءات عابرة للحدود.

 اطوي خطواتك سيدي فأنت باقٍ و كل هذا الزبد راحل بلا رجعة و أطفئ شموع الأمس الناعسة بشموس الغد الساطعة فنهار فجرك قريب و كلما ضاقت عليك حبالها فرجت و انفكت شباكها ، و سنة حلوة يا عراق .