شبح عنف منظمة "إيتا"يخيم على أجواء الانتخابات الأسبانية
٩ مارس ٢٠٠٨بدأت صباح اليوم الأحد عملية الانتخابات التشريعية في اسبانيا وسط منافسة حامية بين رئيس الحكومة الحالي ومرشح الحزب الاشتراكي خوسيه لويس رودريجيث ثاباتيرو من جهة، وقطب المعارضة وزعيم الحزب الشعبي المحافظ ماريانو راخوي من جهة أخرى.
و يأمل ثاباتيرو تحقيق "أغلبية كافية" تسمح له بالاعتماد فقط على حزبه للحكم دون اللجوء إلى تشكيل ائتلافات معقدة مع القوى السياسية القومية. وفي المقابل، يطمح راخوي إلى إعادة حزبه إلى قيادة البلاد بعد الهزيمة التي مني بها قبل أربعة أعوام، وذلك من خلال تقديمه وعود بتخفيضات ضريبية، والحد من تدهور الاقتصاد، والسيطرة على حركة الهجرة، واتباع نهج أكثر صرامة مع منظمة إيتا.
الأسبان ينتخبون للمرة الثانية وسط أجواء حداد
وتأتي الانتخابات وسط أجواء حداد ومظاهرات غاضبة ضخمة شارك بها الآلاف، لاسيما في مدينتي أرّاساتي شمالي اسبانيا التي وقع فيه الهجوم وبلنسية شرقي البلاد احتجاجاً على اغتيال النائب الاشتراكي السابق إيسياس كاراسكو في عملية نسبت إلى منظمة ايتا الانفصالية.
وبدا أن عملية الاغتيال الخامسة التي تنفذها إيتا خلال فترة حكم ثاباتيرو قد تجعل من الممكن أن يصوت المزيد من الناخبين لصالح حزب الشعب بسبب موقفه المتشدد من إيتا. لكن الاغتيال من المتوقع أيضا أن يساعد الاشتراكيين عن طريق تحريك ناخبيهم السلبيين عادة.
يذكر هنا أن ثاباتيرو كان قد فاز بشكل مفاجئ بعد ثمانية أعوام من حكم المحافظين في انتخابات عام 2004 التي جرت بعد ثلاثة أيام من تفجيرات قطارات مدريد التي قتل فيها 191 شخصا، حيث القت تلك العملية بظلالها على توجهات الناخب الأسباني بكشل كبير. وربط العديد من الناخبين الهجوم بتحالف الحكومة المحافظة آنذاك مع الولايات المتحدة في حرب العراق، كما شكوا في أن الحكومة كانت تكذب عندما اتهمت في أول الأمر إيتا بالمسئولية عن التفجيرات.
حكومة ثاباتيرو: نجاحات وإخفاقات
وتبدو نقطة ضعف الاشتراكيين الكبرى في الاقتصاد الذي أظهر تراجعا بعد عقد كامل من الانتعاش. وبدأت معدلات البطالة التي انخفضت من 22 بالمائة في عام 1996 إلى حوالي ثمانية بالمائة في الارتفاع مرة أخرى وذلك بسبب الإضرار بقطاع البناء والمستهلكين الغارقين في الديون الذين يكافحون ارتفاع أسعار الغذاء والوقود. كما اتهم حزب الشعب الحكومة أيضا بعدم التحكم في المهاجرين غير الشرعيين الذين قدر الحزب أنهم تخطوا حاجز المليون، فيما قدر ثاباتيرو والتقارير الصحفية عددهم بنحو 250 ألف شخص.
وشهدت فترة حكم ثاباتيرو العديد من الإصلاحات الاجتماعية الهائلة والتي أدت إلى تحويل أسبانيا من دولة كاثوليكية محافظة إلى واحدة من أكثر دول أوروبا ليبرالية. وشملت تلك الإصلاحات تشريعات بالمزيد من حقوق المرأة بما فيها ضرورة تقاسم الترشيح حيث لابد للأحزاب المتنافسة اليوم أن يكون 40 بالمائة على الأقل من مرشحيها من النساء. كما تبنت تشريعا شاملا ضد العنف المنزلي وخففت من إجراءات الطلاق وقللت من تأثير الكنيسة الكاثوليكية على التعليم.كما منحت حكومة ثاباتيرو المثليين حقوقا زوجية كاملة بما فيها حق تبني الأطفال. هذه التشريعات والإصلاحات وضعت حكومة ثاباتيرو في طريق الصدام مع الكنيسة لكن حزب الشعب نأي بنفسه عن الهجوم على هذه الإصلاحات بشكل مباشر.