1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

شتاينماير في كلمته لعيد الميلاد: الديمقراطية بحاجة إلينا

٢٣ ديسمبر ٢٠١٩

نظرا لانتشار الشعور بعدم الأمان والمضايقات والكراهية ومعاداة السامية في الانترنت والحياة اليومية، يدعو الرئيس الألماني المواطننين في كلمته بمناسبة عيد الميلاد، إلى المزيد من العمل والالتزام من أجل الديمقراطية.

https://p.dw.com/p/3VGao
صورة للرئيس الألماني أمام شجرة عيد الميلاد في برلين بقصر بلفوي تم التقاطها بمناسبة عيد الميلاد يوم 20.12.2019 وكلمته التي ألقاها بهذه المناسبة
في خطابه بمناسبة أعياد الميلاد يدعو الرئيس الألماني إلى مزيد من العمل والالتزام من أجل الديمقراطيةصورة من: picture-alliance/dpa/K. Nietfeld

في خطابه الثالث بمناسبة أعياد الميلاد كرئيس للبلاد، يركز الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير على الوضع السياسي الداخلي والاجتماعي في ألمانيا. وفي عام 2018 تطرق إلى الوضع في بلدان أخرى أيضا بينها الاضطرابات في فرنسا والتطور السياسي في الولايات المتحدة الأمريكية والقلق بسبب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. أما كلمته لهذا العام فتتعلق بألمانيا فقط.  وللمرة الأولى يذكر بوضوح الكراهية ومعاداة السامية في البلاد.

وهنا يذكر بإحدى اللحظات المثيرة خلال هذا العام في ألمانيا أي محاولة الهجوم على الكنيس اليهودي في مدينة هاله حيث فشل يميني متطرف مشتبه به، في الـ 9 من أكتوبر/ تشرين الأول في الدخول إلى الكنيس الذي كان يحتضن في عيد "يوم الغفران" أكثر من 50 مصليا، وقد فشل في الدخول إلى الكنيس بفضل الباب الخشبي المقوى. "إنها أعجوبة أن يثبت الباب، وأن لا يسقط مزيد  من الناس ضحية هذا الاعتداء المعادي للسامية والعنيف ـ ليس أكثر من الشخصين الاثنين اللذين قتلا"، يقول شتاينماير في كلمته.

باب هاله

وفي اليوم التالي للاعتداء كان الرئيس الاتحادي يقف مذهولا أمام هذا الباب الخشبي، حيث زار الكنيس وتحدث إلى أعضاء الجالية وأحيا ذكرى الشخصين المقتولين. والباب الخشبي الذي أنقذ حياة المصلين وسيتحول إلى نصب تذكاري، يوظفه الرئيس الألماني في كلمته بقوله "هل نحن أقوياء وصبورون؟ هل نقف بجانب بعضنا البعض مرصوصين؟" هذا السؤال يوجهه شتاينماير إلى كافة الناس في ألمانيا. وقبل أيام زار فعالية يوم الجالية اليهودية في برلين وشدد على مسؤولية جميع المواطنين عن التحرك ضد كراهية اليهود. وبهذا يمتد نداء قوي للمشاركة الديمقراطية كخط أحمر عبر كلمة الرئيس بمناسبة عيد الميلاد التي تبثها تقليديا مساء اليوم الأول من عيد الميلاد قنوات الإذاعة والتلفزة الألمانية.

" هذا الكم من الخلاف"

ويثير شتاينماير الموضوعات التي تثير الجدل والنقاش في المجتمع، مثل الانتخابات ونتائجها وحماية البيئة والتغير المناخي ومستقبل أوروبا ووضع الوحدة الألمانية بعد مرور 30 عاما على سقوط الجدار. "إنها أوقات مسيسة جدا، ولا يمكن القول إن هناك القليل جدا حرية التعبير. بل العكس: هذا الكم من الجدال لم يكن موجودا من قبل". ومن المهم المشاركة.

ويذكر شتاينماير الأمثلة: الوقوف إلى جانب الضعفاء في المجتمع أثناء المضايقات، والنهوض عندما يتم إهانة أقليات وعندما تطلق في باحة المدرسة أو داخل الحانة عبارات عنصرية، ومجابهة العنصرية والكراهية في "مواقع التواصل الاجتماعي". كما أثنى شتاينماير على العمل التطوعي والتماسك بين الجيران وتوجه بالشكر للشرطة والعاملين في مجال الرعاية الصحية وموظفي المستشفيات.

"نحتاج إلى الديمقراطية"

"أنتم جميعا جزء من الديمقراطية"، يؤكد شتاينماير. وهكذا يتعلق الأمر بالمشاركة السياسية في المظاهرات وفي السياسة المحلية أو العمل الحزبي. "أنتم جميعا في يدكم جزء من ألمانيا"، وهذا يربط بين الجميع بدون تمييز. ومقياس التوجه يمكن أن يكون في ذلك التذكير "بالشجاعة التي لا تصدق" للناس في شرق ألمانيا التي أدت عام 1989 قبل 30 عاما إلى سقوط الجدار وتحقيق الوحدة. "نحن نحتاج إلى الديمقراطية ـ لكنني أعتقد أن الديمقراطية تحتاجنا الآن"، ويرتبط الأمر بالتفاؤل وقوة العزيمة والعقلانية واللباقة والتضامن. لأنه وكما يحذر الرئيس، الوحدة والحرية والديمقراطية ليست أمورا بديهية.

وفي الختام يذكر الرئيس الألماني لأول مرة في هذا النوع من الخطاب ثلاث كلمات من الانجيل حول قصة عيد الميلاد: " لا ينتابكم الخوف!". وتمنى للجميع في السنة المقبلة الشجاعة والأمل.

كريستوف شتراك/ م.أ.م