1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

"شيعة فوبيا" مصرية

سالم مشكور١١ أبريل ٢٠١٣

يتابع سالم مشكور ما يصفه بالهستيريا التي تشهدها الساحة المصرية مما أعلن عن زيارة أفواج من السياح الإيرانيين إلى مصر . أصحاب الدشاديش القصيرة واللحى المرسلة يعتلون منابر المساجد ويصرخون : جاءنا الشيعة ليسلبونا مذهبنا .

https://p.dw.com/p/18ECJ
صورة من: picture-alliance/ dpa

البعض هدد بافتراش ارض المطار لمنعهم ، والآخر صرخ من مسجده :هؤلاء أكثر خطرا علينا من اليهود . فيما يدعو مجلس " علماء " إلى الإخبار عن أي شخص يمارس نشاطا شيعيا .

حالة من الشيعة فوبيا يريد البعض إيجادها بين صفوف المصريين تبدو غريبة عنهم تماما . يصورون للناس أن الشيعي لا هم له إلا نشر مذهبه أينما كان ، وان هذا المذهب يحمل من الخطر على عقيدة المصريين ما يفوق خطر الإفلاس الذي يهددهم وغياب الأمن الذي يعانونه منذ عامين . هؤلاء نسوا أن هذا المذهب إسلامي معترف به من قبل الأزهر الشريف منذ أواسط القرن الماضي .

هذا التحريض ضد مذهب إسلامي يفترض، دون وعي ، أن هذا المذهب هو أقوى حجة ودليلا بحيث سيجتاح مصر بمجرد السماح لزوار إيرانيين بالقدوم إلى مصر . أليست هذه إهانة لأهل مصر وعقيدتهم ؟

وهل سيستطيع هؤلاء الزوار العاجزون عن نطق جملة واحدة باللغة العربية ، نقل أفكار أكثر من تلك المتوفرة على شبكة المعلومات الدولية التي يدخلها ملايين المصريين ، ومحطات التلفزة التي تعرض كل الأفكار والعقائد فضلا عن التحريض الطائفي من قبل كل الأطراف ؟

منذ سنين طويلة وسوريا تفتح أبوابها لآلاف الزوار الإيرانيين أسبوعيا ، تمتلئ بهم فنادق دمشق وتعج بهم منطقة السيدة زينب التي يقصد الزوار مرقدها هناك ، حتى باتت هذه الزيارات تدر على الاقتصاد السوري بما يفوق عائدات بئر نفطية ، فهل سمعتم عن ظاهرة تشييع في سوريا؟ .

ما يهمنا في العراق هو أن التحريض يتم ضد طائفة تشكل أكثر من نصف العراقيين ، وربما كان هذا وراء تأخر الجانب المصري في تسهيل دخول العراقيين .

وزير داخليتهم تحدث عن آليات خاصة يجري بحثها للعراقيين فلماذا آليات خاصة ؟ وهل العراقي بحاجة إلى مصر أم العكس ؟

قبل مصر جربت إحدى الدول الجارة التعامل طائفيا مع العراق فخسرت كثيرا مما اضطرها إلى التراجع . دولتنا بحاجة إلى حزم اكبر لصون كرامة العراقي الذي يجب أن يدخل مصر – كما غيرها - بكرامة وترحاب ودون أي عقبات، وإلا فانه في غنى عنها.

انتهى ذلك العراق، البقرة الحلوب للآخرين والمنتهكة كرامة إنسانه على الحدود العربية المفتوحة دائما للآخر.