1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

صفقة تبادل الأسرى: حماس المستفيدة الأولى وحركة فتح الخاسر الأكبر

١٨ أكتوبر ٢٠١١

يرى مراقبون أن حركة حماس هي المستفيدة الأولى من صفقة تبادل الأسرى مع إسرائيل. فمن خلالها تعزز الحركة مكانتها في المناطق الفلسطينية على حساب حركة فتح التي يتزعمها الرئيس عباس.

https://p.dw.com/p/12uuA
رئيس الوزراء الاسرائيلي ووزير دفاعه يستقبلان شاليط مع والدهصورة من: dapd

بعد أكثر من خمس سنوات قضاها في الأسر، انتهت محنة الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط الذي استرد حريته مقابل حرية أكثر من ألف معتقل فلسطيني، بموجب صفقة تبادل للأسرى بين حماس وإسرائيل. وتعتبر هذه الصفقة الأولى من نوعها بين الطرفين من حيث المدة التي استغرقتها المفاوضات بينهما وكذلك من حيث حجمها وانعكاساتها السياسية لاسيما على الفلسطينيين.

ولكن رغم ذلك لا يتوقع أن تكون هذه الصفقة بداية لمرحلة أو لفتح صفحة جديدة في العلاقة بين حماس وإسرائيل والدخول في حوار أو مفاوضات مباشرة، على الأقل في المدى المنظور. وفي هذا السياق يقول مخيمر أبو سعدة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة غزة، إن إسرائيل والمجتمع الدولي متمسكان بشروط الرباعية الدولية فيما يتعلق بفتح حوار مباشر مع حماس.

والشروط حسب أبو سعدة هي "اعتراف حماس بإسرائيل ونبذ ما يسمى بالعنف أو الإرهاب وقبولها بالاتفاقيات السابقة بين منظمة التحرير الفلسطينية والجانب الإسرائيلي". لذا يعتبر حوار إسرائيل مع حماس بشأن إطلاق سراح شاليط غير مباشر. فإسرائيل غير مستعدة للتفاوض المباشر مع حماس ما لم تقبل هذه بشروط الرباعية الدولية. ولم يستبعد أبو سعدة، في حواره مع دويتشه فيله، أن يكون هناك توجه لدى الغرب والولايات المتحدة لفتح قنوات مع حماس، بعد التطورات التي شهدتها المنطقة في ظل الربيع العربي حيث اكتسب الإسلام السياسي أهمية كبيرة "وحماس جزء من الإسلام السياسي في المنطقة".

Freilassung Palästinenser
فلسطينينون في استقبال أسراهمصورة من: dapd

أما حماس من جانبها، ومنذ نجاحها في الانتخابات التشريعية عام 2006، فإنها تتعامل مع موضوع الحوار والتفاوض مع إسرائيل بشكل براغماتي فيما يتعلق بتسهيل حياة المواطنين. إلا أنها وحسب أبو سعدة "تكرر يوميا رفضها الاعتراف بإسرائيل... من دون استبعاد الحوار سواء بشكل مباشر أو غير مباشر من أجل تسهيل حياة المواطنين الفلسطينيين سواء في قطاع غزة أو الضفة الغربية".

منافسة شديدة وبرنامج مختلف

هذا ولم تقتصر صفقة تبادل الأسرى على معتقلي حماس فقط، وإنما شملت معتقلي مختلف الفصائل ومن بينها حركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس. ولكن هذا لا يعني أن الصفقة ستنعكس ايجابياً على العلاقة بين فتح وحماس والمصالحة بينهما، إذ أن المنافسة بينهما على أشدها، ولكل منهما برنامج مختلف، والكلام للمحلل السياسي الفلسطيني مخيمر أبو سعدة. ويضيف أبو سعدة أن حماس تحاول إثبات صحة نهجها وأن برنامجها هو الذي أدى إلى نجاح الصفقة وإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين. كما تحاول حماس إبعاد فتح وأن تحتكر هي تمثيل الفلسطينيين.

Prof. Dr. Volker Perthes
فولكر بيرتس مدير المعهد الألماني للسياسة الدولية والأمنيةصورة من: picture-alliance/dpa

ومن هنا يمكن القول إن حماس ستستمر في نهجها وأسلوبها الذي تقول بأنه الصحيح والناجع في التعامل مع إسرائيل، وبالتالي فإن خطف جنود إسرائيليين مستقبلاً ومبادلتهم بمعتقلين فلسطينيين أمر وارد. وأعلنت حماس أنها ستعمل على تبييض السجون الإسرائيلية من المعتقليين الفلسطينيين، "وهذا لن يتم من خلال عملية المفاوضات التي عجزت عن إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين، وإنما من خلال خطف جنود في المستقبل"، حسب قول أبو سعدة.

ويؤيد هذا الرأي مدير المعهد الألماني للسياسة الدولية والأمنية في برلين فولكر بيرتس، الذي قال في لقاء مع القناة الثانية بالتلفزيون الألماني إن هذه الصفقة قد تشجع حماس على القيام بالمزيد من عمليات الاختطاف لتحرير المزيد من الأسرى الفلسطينيين، وأضاف بأنه يعتقد "أن هذا النموذج أثبت نجاحه بالنسبة لحماس". ورجح الخبير الألماني في شؤون الشرق الأوسط أن يكون شاليط قد اختطف لهذا الهدف أصلا. لكن أبو سعدة، لا يعتقد أن حماس ستقدم على عمليات خطف في قطاع غزة حيث تعرف أن ثمن ذلك سيكون باهظاً بالنسبة لها ولسكان القطاع، وهو ما بدا جلياً خلال السنوات الخمس الماضية وفي عملية الرصاص المسكوب.

Mukhaimer Abu Saada
د. مخيمر أبو سعدة: حماس استطاعت تعزيز شعبيتها من خلال الصفقةصورة من: Mukhaimer Abu Saada

الصفقة لن تكسر جمود المفاوضات

أما بالنسبة لتاثير نجاح هذه الصفقة وانعكاسها على عملية السلام واستئناف المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين، أكد بيرتس على أن الصفقة ليست مؤشراً على وجود انفراج في النزاع بالشرق الأوسط. وبدوره استبعد أبو سعدة استبعد أن يكون للصفقة تأثير ايجابي في هذا المجال، إذ أكد الرئيس الفلسطيني لدى استقباله للأسرى الفلسطينيين الذين عادوا إلى الضفة الغربية، بأنه لن يعود إلى طاولة المفاوضات، ما لم توقف إسرائيل الاستيطان وقبولها بحدود عام 1967 كأساس لحل الدولتين، وبالتالي فأي عودة إلى المفاوضات دون تحقق هذه الشروط، تعتبر "انتحاراً سياسيا بالنسبة للرئيس الفلسطيني محمود عباس خصوصا بعد هذا التأييد الكبير الذي تحظى به حماس في الشارع الفلسطيني بعد إتمام الجولة الأولى من صفقة تبادل الأسرى".

عارف جابو

مراجعة: أحمد حسو

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد