صناعة مدن البحر .. السفن السياحية العملاقة
تشتهر عدد من الدول الأوروبية بصناعة السفن السياحية العملاقة. وتواجه منذ سنوات منافسة شرسة خصوصا من آسيا بعد دخول الصين على الخط. هذه التشكيلة من الصور تعرفنا على أحدث الابتكارات وأهم الشركات في سوق السفن العملاقة.
يتوقع أن يحجز خلال العام الحالي أكثر من 25 مليون شخص رحلات على متن السفن السياحية، بزيادة مليون شخص مقارنة مع العام الماضي. وأمام هذا الإقبال ستستخدم 26 سفينة جديدة حول العالم لتضاف إلى 448 سفينة سياحية موجودة سلفا.
ستلجأ الشركات إلى خدمات 12 سفينة كبيرة لعبور المحيطات. وتتسع كل سفينة لأكثر من 28 ألف راكب. وتعد كل سفينة من أصل أربعة من صنع شركات ألمانية أو شركات تابعة لها.
المستفيد الأكبر من ازدياد الطلب على الرحلات البحرية شركات صناعة السفن وهي "فينتشانتييري" من إيطاليا التي صنعت 24 سفينة العام الماضي، و" اس ت اكس" من فرنسا التي أنتجت 12 سفينة، و"ماير" الألمانية (في الصورة) التي صنعت 21 سفينة عام 2016.
تستفيد شركات صناعة السفن الأوروبية من الخبرة الطويلة في بناء السفن المعقدة والأنظمة الكبيرة، ما يتيح لها تحقيق درجة عالية من الحرفية والدقة.
من أشد منافسي صناعة السفن الأوروبية شركة "غنتن" الماليزية وميتسوبيشي اليابانية للصناعات الثقيلة. لكن هذه الأخيرة أعلنت رغبتها في الانسحاب من صناعة السفن، ليصب الانسحاب على الخصوص بمصلحة شركة "ماير" الألمانية.
طلبت وكالة الأسفار البحرية AIDA المعروفة من شركة "ماير" الألمانية أن تصنع لصالحها سفينتين تصل تكلفتهما إلى ملايين الدولارات. وستكون السفينتان العملاقتان جاهزتين عام 2011. وفي الصورة يظهر الشكل النهائي لإحداهما.
السفن الألمانية الجديدة تشتغل بالغاز الطبيعي للحد من الانبعاثات. إضافة إلى ذلك ستجهز بمحركات كهربائية مبتكرة والإضاءة صمام ثنائي باعث للضوء، وغيرها من التقنيات الحديثة.
يصل عرض السفن العملاقة إلى 66 متراً، أما الطول فيصل إلى 362 متر. وتتوفر على 16 طابقاً، وتتسع إلى حوالي 5480 راكب وأكثر من 2000 من أفراد الطاقم. كما تحتوي على 20 غرفة طعام، و23 حوض سباحة وحديقة مع أكثر من 12 ألف نبتة.
ومن باب المقارنة فإن سفينة "تيتانيك" كان طولها 269 متراَ، وتحتوي على تسعة طوابق تتسع لإيواء 2687 راكب و860 من أفراد الطاقم.
ومن المتوقع أن تدخل الصين على خط منافسة ألمانيا وباقي الدول الأوروبية المصنعة للسفن السياحية العملاقة. ويحجز حوالي مليون صيني سنويا رحلات على متن هذا النوع من السفن. ولهذا السبب أسست بكين شركات لصناعة السفن لتلبية حاجات السوق الداخلية والعالمية. الكاتب: إنزا فريدي / عبد الرحمان عمار