1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

ضجة في ألمانيا حول تسجيل تحركات اللاعبين خلال مباريات كرة القدم

١٢ أكتوبر ٢٠١١

منذ بداية الموسم الكروي الجديد يتم في ألمانيا جمع بيانات إضافية عن اللاعبين من بينها سرعة كل لاعب والمسافة التي قطعها خلال المباراة التي لعبها، وأثارت هذه الإحصائيات ضجة لدى اللاعبين والأندية ووسائل الإعلام

https://p.dw.com/p/12qvu
99%دقة البيانات التي تجمعها شركة امباير عن اللاعبيينصورة من: IMPIRE

كلف اتحاد الأندية الألمانية المحترفة لكرة القدم (دي إف إل) شركة اسمها إمباير بجمع معلومات رسمية حول كل مباراة تقام في الدوري الألماني لكرة القدم (بوندسليغا) ودوري الدرجة الثانية. وتقوم الشركة بتسجيل جميع التحركات التي تقع فوق أرضية الملعب. وتمثل المعلومات التي تجمعها إمباير مهمة بالنسبة لمحللي كرة القدم، كما تمنح وسائل الإعلام مادة للعناوين المثيرة، علاوة على أنها تمكن أي شخص من عشاق كرة القدم من معرفة عدة إحصائيات حول أي مباراة، ومن ثم الدخول مع الآخرين في أحاديث بشأنها.

وقد أثار إحصاء التحركات فوق أرض الملعب ضجة في عالم كرة القدم الألمانية، فالأمور هنا تتعلق بالقيم البدنية لكل لاعب على حده. ويوضح البروفيسور يورغين بوشمان من الجامعة الرياضية الألمانية في مدينة كولونيا أنه توجد كاميرات تقوم بتسجيل حركات كل لاعب وتقدم معلومات يجري تقييمها مباشرة، من بينها مثلا كم عدد الأمتار التي قطعها اللاعب في المباراة؟، وكم مرة جرى فيها؟، وما هي سرعته أثناء الجري؟ وينبه بوشمان الذي يتعاون أيضا مع المنتخب الألماني إلى أن هذا مكمن الخطورة، ويطالب بفحص وتنقية المعلومات الأولية عن اللاعبين.

Laufwege von Mario Götze FLASH-GALERIE
رسم يوضح تحركات اللاعب ماريو غوتسه من فريق دورتموند خلال مباراة فريقه أمام هامبورج في افتتاح الدوري الألمانيصورة من: Impire

موجة احتجاجات في الأندية الألمانية

ويشكو مديرو أندية كرة القدم الألمانية من أن المعلومات حول اللاعبين تصل إلى الرأي العام وبدون أية حواجز. ويمكن استغلالها بشكل سيء من أجل استخلاص نتائج خادعة تصبح عناوين للأخبار المثيرة. وتتعقد الأمور عندما تتناول الصحافة الصفراء ـ اعتمادا على هذا المعلومات ـ أداء لاعب بعينه فتنخفض قيمته في سوق الاحتراف.

ويحذر أندرياس ريتيغ مدير نادي أوغسبورغ من التشهير باللاعبين، ويدعو إلى استخدام صحيح لهذه المعلومات، مؤكدا أنه إذا كان جري اللاعب في المباراة هو الأهم "فعلى الأندية الألمانية أن تشتري عدائي مسافات طويلة (ماراتون) بدلا من لاعبي كرة قدم." ويضيف ريتيغ بأن سرعة المباراة وأداء اللاعب وسرعته تحكمها عدة أشياء من بينها تكتيك المدرب، والإصابات التي تقع للاعبين وتوقف المباراة للتغيير وتنفيذ الضربات الثابتة، وغيرها. وبعد نقاش حاد بين الأندية الألمانية، و شركة إمباير واتحاد الأندية الألمانية تم الاتفاق على جعل الإحصائيات متاحة للجميع، فتسويق هذه الإحصائيات أصلا جزء من العقد بين إمباير واتحاد الأندية.

Wolfsburgs Trainer Felix Magath und der ehemalige Kölner Trainer Christoph Daum FLASH Galerie
تحركات اللاعبين تتأثر أيضا بتعليمات المدرب وتكتيكه في المباراة، وفي الصورة يمين المدرب كريستوف داوم وعلى اليسار المدرب فيليكس ماغاتصورة من: picture-alliance/dpa

ألمانيا رائدة في هذا المجال عالميا

جمع الإحصائيات عن اللاعبين في مجالات رياضية أخرى مثل الهوكي وهوكي الجليد والكرة الطائرة والسلة مسألة عادية، لكنها صعبة في رياضة كرة القدم. ويقول البروفيسور يورغين بوشمان: "إن سماح اتحاد الأندية الألمانية بجمع المعلومات في الدوري الألماني ودوري الدرجة الثانية وجعلها متاحة مباشرة للجميع يجعل لألمانيا الريادة في هذا المجال." ويضيف "لكن إنجلترا تتفوق على ألمانيا شيئا ما في مهنية وحرفية تحليل المباريات، فالإنجليز لديهم منذ سنوات كًشًافون ومحللو مباريات محترفون يعملون لدى الأندية ذاتها، ويجمع كل منهم لناديه معلوماته الخاصة."

واجهت شركة إمباير في البداية مصاعب وتحديات في نقل تحركات اللاعبين على أرضية الملعب، فقد كانت الشركة مطالبة في فترة زمنية قصيرة بتركيب كاميرات في 35 ملعبا، وتجهيز هذه الملاعب بالتقنيات المناسبة، إضافة إلى إقامة دورات تدريبية للعاملين الجدد. ولم تتح للشركة القيام باختبار تحمل على هذه الأنظمة، لذلك لم تستبعد إمباير حدوث مشكلات في المرحلة الأولى والثانية من الدوري الألماني ، الدرجة الأولى والثانية ، لكن بداية من المرحلة الثالثة انخفضت هذه المشاكل بوضوح، حسب ما أفادت شركة إمباير، التي تقوم منذ سنوات بتقديم إحصائيات عن المباريات المختلفة من بينها مدة الاستحواذ على الكرة، وعدد التسديدات لكل فريق وغيرها. وأكدت الجامعة التقنية في ميونيخ أن النظام الذي تستخدمه الشركة في تتبع تحركات اللاعبين فوق أرضية الملعب تبلغ دقته 99 في المائة.

صلاح شرارة/ أوليفيا فريتز

مراجعة: حسن ع.حسين