1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

طعن عمدة ألتينا - اليمين المتطرف والمهاجرون في دائرة الضوء

٢٨ نوفمبر ٢٠١٧

لم تتضح حتى اللحظة الملابسات الكاملة للاعتداء على عمدة بلدة ألتينا الألمانية أندرياس هولشتاين. ما خلفيات الاعتداء وكيف وقع؟ ومن هما "البطلان" المنحدران من خلفيات مهاجرة واللذان أنقذا العمدة من موت كان محققاً؟

https://p.dw.com/p/2oOGl
Deutschland - Verleihung des Nationalen Integrationspreises an Altena mit Angela Merkel und Andreas Hollstein
المستشارة الألمانية مع عمدة بلدة ألتينا أندرياس هولشتاين أثناء منح البلدة "جائزة الاندماج الوطنية"صورة من: picture-alliance/dpa/M. Kappeler

لا تزال التحقيقات مستمرة في اعتداء بالسكين طال عمدة بلدة ألتينا الألمانية، والذي أثار كثير من ردود الفعل الشاجبة والمستنكرة. ووقع هجوم الطعن على أندرياس هولشتاين (57 عاماً) في وقت متأخر من مساء الاثنين (27 تشرين الثاني/نوفمبر 2017). مكان ارتكاب الجريمة كان كُشْكاً لبيع الشاورما في البلدة الواقعة بولاية نورد راين فيستفاليا.

 التركي "الحديدي"

ذكر موقع "شبيغل أونلاين" الألماني أن المهاجم البالغ من العمر 56 عاماً كان مخموراً. وأفادت صحيفة "بيلد" الألمانية عن صاحب الكُشْك، التركي عبدالله ديمير (60 عاماً)، أن "العمدة دخل إلى الكشك وطلب سندويشة شاورما. بعد عدة دقائق اقترب منه الفاعل وسأله فيما إذا كان هو العمدة". وبعد إجابته بالإيجاب، "استل الجاني سكيناً يبلغ طوله 30 سنتميتراً وطعنه في رقبته"، تتابع "بيلد" نقلاً عن ديمير، الذي يعني اسمه باللغة التركية "الحديد". وعندها تدخل عبدالله وابنه وأنقذا العمدة وحالا دون حدوث الأسوأ للعمدة واستطاعا السيطرة على المهاجم حتى وصلت الشرطة وألقت القبض عليه. وعلى إثر ذلك أصيب عبدالله نفسه بجرح خفيف، حسب ما نقلت صحيفة "بيلد".

Deutschland Dönerbude in Altena
صاحب كُشك الشاورما والمنحدر من أصل تركي عبدالله ديميرصورة من: picture-alliance/dpa/M. Klümper

وقد أصيب هولشتاين، الأب لأربعة أطفال، بجرح بليغ نُقل على إثره للمشفى. ثم غادره بعد تلقي العلاج. وقد فتحت السلطات الألمانية تحقيقاً في الحادث. وفي حديث لوسائل إعلام ذكر عبدالله ديمير أن الفاعل كان ألماني الجنسية.

ونقل أحد المغردين العرب عن العمدة اليوم الثلاثاء تعبيره عن شكره لمن قدموا له المساعدة: "نعم، كنت خائفاً على حياتي"، مضيفاً في مقر بلدية ألتينا أنه متأكد من أنه ما كان سينجو من هذا الهجوم لولا حصوله على المساعدة. وذكر هولشتاين أنه كان محظوظاً للغاية أن أصحاب المطعم - الأب ونجله- بادرا لمساعدته.

على جميع الجبهات..ضد اليمين المتطرف ومع اللاجئين

وصفت السلطات الهجوم بأنه مدفوع بأسباب سياسية. وتردد أن المهاجم شتم العمدة وانتقده –وبأعلى صوته-بسبب سياسته الداعمة للاجئين والمرحبة بهم.

وكانت المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، قد منحت في أيار/مايو من العام الجاري "الجائزة الوطنية للاندماج" السنوية للبلدة، وذلك لـ"دورها في إدماج اللاجئين" بتبنيها شعار "من لاجئ إلى مواطن في ألتينا". وقد ذكر أندرياس هولشتاين في حفل تسلم الجائزة أنه تلقى أيميلات "تزخر بعبارات الكراهية له" بسبب سياسته في ملف اللجوء. وقد عمل السياسي المنتمي لحزب المستشارة "الحزب المسيحي الديمقراطي" على استقبال أكثر من حصة بلدته من اللاجئين، في مسعى منه، على ما يبدو، لتعويض تراجع عدد سكان البلدة. وقد كان عدد سكانها في مطلع الألفية أكثر من عشرين ألفاً، بينما بالكاد يبلغ اليوم 18 ألفاً.

كما انخرط السياسي في مبادرة "!Gesicht Zeigen" الفاعلة ضد التطرف اليميني. كما شارك بوضع كتاب "كفاحي ضد اليمين".

ويتقلد هولشتاين منصب العمدة منذ 1999 وأعيد انتخابه عام 2014 بنسبة 70 بالمئة من الأصوات.

ونددت المستشارة أنغيلا ميركل بالاعتداء على لسان المتحدث الحكومة الألمانية، شتيفن زيبرت، غير أنها تنفست في الوقت ذاته الصعداء لتمكن العمدة هولشتين للعودة إلى حضن أسرته. ولم تنس المستشارة التوجه بالشكر لمن ساعده.

كما عبر وزير العدل الاتحادي، هايكو ماس، في تغريدة عن صدمته: "لا يجب علينا القبول بتعرض إنسان لهجوم، لمجرد أنه يساعد الأخرين"، وتابع الوزير المنتمي لـ"الحزب الاشتراكي الديمقراطي": "لا يجب أن يكون هناك مكان في بلدنا للكراهية والعنف".

اتهام غير مباشر لليمين المتطرف والشعبوي

ويعيد الاعتداء إلى الأذهان اعتداء الطعن بالسكين الذي تعرضت له رئيسة بلدية كولونيا، هنرييت ريكر، في تشرين الأول/أكتوبر 2015، والذي أدى لإصابتها بجروح خطرة على يد أحد أنصار اليمين المتطرف احتجاجاً على سياستها في ملف اللجوء.

لم يلق الاعتداء تفاعلاً كبيراً من اللاجئين على مواقع التواصل الاجتماعي. حتى ساعة إعداد هذا التقرير لم يُغرد بالخبر على تويتر إلا من قبل مواقع إخبارية وإعلامية. أما على الفيسبوك فاقتصر التفاعل على التعليق ومشاركة بوست خبري عن الاعتداء على DW عربية. وتنوعت التعليقات بين المتسرعة دون قراءة الخبر إلى المستنكرة للجرم. وفيما اعتبرها البعض "نتيجة سياسة الباب المفتوح" أمام اللاجئين، هاجم البعض الآخر "اليمين المتطرف" في ألمانيا.

وبدوره وجه اللاجئ السوري حسام الدين و هو أحد القائمين على "جمعية سلام" لدعم اندماج اللاجئين في برلين، اتهاماً غير مباشر للوسطين اليمني المتطرف والشعبوي؛ "إذ أنهم وعن طريق شحنهم السلبي لمؤيديهم وأنصارهم ساهموا بوصول الأمور إلى ما وصلت إليه". واعتبر حسام الدين في حديث خاص بـDW عربية أن الهدف من الاعتداء "إرهاب الناشطين الداعمين لللاجئين"، معتبراً أن ما رشح من أخبار من أن المهاجم كان في حالة سكر ما هي "إلا حيلة قديمة بالية للحصول على حكم مخفف".

خالد سلامة

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

المزيد من الموضوعات