1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

"على الغرب أن يدافع عن حقوق كل المصريين"

١١ أكتوبر ٢٠١١

اهتمت عدة صحف أوروبية وألمانية بالأحداث الدامية التي شهدتها القاهرة خلال الاضطرابات التي اشتعلت إثر احتجاج الأقباط على إحراق إحدى كنائسهم. هذه الصحف وجهت أصابع الاتهام إلى المجلس العسكري الحاكم وحملته مسؤولية ما حدث.

https://p.dw.com/p/12qC3
مسلمون وأقباط يتظاهرون معا احتجاجا على استهداف كنائس، صورة من الأرشيفصورة من: picture alliance/dpa

صحيفة Corrierae della Sera الإيطالية تقول إن هذه الأحداث تذكرها بثورات عام 1848 الأوروبية وتعبر عن خشيتها من فشل الثورة المصرية وتضيف في تعليقها على ذلك:

"الشعب طرد السلاطين الجدد، لكنه لم يطرد جنودهم وحلفاءهم . لقد حطم النظام القديم، لكنه لم يفلح في تشكيل أحزاب وحركات قادرة على جعل هذا النصر يصب في بناء نظام سياسي جديد. ويذكر هذا في كثير من أبعاده بربيع آخر للشعوب، بثورات عام 1848 في أوروبا. في ذلك الوقت اضطر الأحرار بعد نصر حماسي إلى التراجع أمام القوى الرجعية المتمثلة في الحكام والجيش والمحافظين".

وتنتقد صحيفة El Mundo الإسبانية دور الجيش المصري وتقول:

"بهذه المجزرة، حاول المجلس العسكري الأعلى الحاكم منذ الإطاحة بمبارك أن يخنق في المهد الغضب الذي تفجر احتجاجا على إشعال النيران في كنيسة قبطية بجنوب البلاد. إضافة إلى ذلك تؤجج هذه العملية نيران الكره بين أبناء الطوائف المختلفة على مشارف أول انتخابات ديمقراطية في البلاد. هذا كله يدفع إلى التخمين بأن ما يحدث هو محاولة للقوى الراديكالية في الجيش، تهدف إلى إثارة عدم الاستقرار إلى درجة تجعل عملية الانتقال الديمقراطي غير ممكنة. على جميع الأحوال ليس من المقبول أن يتقاعس الحكام الجدد عن حماية المواطنين من أتباع جميع الديانات".

صحيفة Süddeutsche Zeitung الألمانية الصادرة في ميونيخ تدلي بدلوها أيضا في هذا السجال وتعبر عن موقفها بالكلمات التالية:

"الخلاف الديني لا يشكل سوى الخلفية في حمام الدماء على النيل، فالباعث هو سياسي. المهاجمون ليسوا من الإسلاميين، بل ربما قد تكون الدولة هي التي أرسلتهم. الحكام العسكريون في مصر يترددون في تسليم السلطة ويبحثون عن شركاء كي ينقذوا امتيازاتهم في الديمقراطية، وصورة الأقباط كعدو جديد تأتي مناسبة لهم تماما، مثلما كانت قبلا إسرائيل، والمدونون والصحفيون والثوريون أنفسهم".

وتضيف الصحيفة الألمانية قائلة:

"من المؤكد أن حرية الأديان ستشغل مصر في السنوات القادمة، لكنها لن تكون الموضوع الوحيد. حتى وإن أنذر فيسترفيلله (وزير الخارجية الألماني) وأشتون (وزيرة خارجية أوروبا) بوجود خطر لأن المسيحيين في مصر مهددون، فإن هذا يبقى بعيدا عن تقدير الأمر حق تقدير. وعلى الغرب أن يدافع عن حقوق كل المصريين لا عن حقوق المسيحيين فقط، وذلك بما فيه مصلحة الأقباط بالذات".

إعداد: منى صالح

مراجعة: أحمد حسو